السودانيون يعودون إلى الشوارع رفضا لانقلاب البرهان

موقع أنصار الله  – السودان– 24 ربيع الأول ١٤٤٣هـ

يحشد أنصار الحكم المدني في السودان قواهم في الشارع، اليوم السبت، لإثبات قدرتهم على تحدّي انقلاب قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وإعادة البلاد إلى عمليّة التحوّل الديمقراطي، رغم القمع الدامي للاحتجاجات على مدى الأيّام الخمسة الأخيرة.

وتظاهر آلاف السودانيين بالفعل في الشوارع الأسبوع الماضي احتجاجا على الانقلاب الذي قاده البرهان الذي حل حكومة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، في خطوة دفعت الدول الغربية إلى تجميد مساعدات بمئات الملايين.

ويراقب العالم رد فعل العسكريّين على هذه التظاهرات التي وعد منظّموها بأن تكون “مليونيّة”، ووتعالت الأصوات عشيّة الاحتجاجات، محذّرة السلطات العسكريّة من استخدام العنف ضدّ المتظاهرين.

وقالت الناشطة من أجل الديمقراطيّ،ة نهاني عباس: “العسكريّون لن يحكموننا، هذه هي رسالتنا”. وأكّدت أنّ التظاهرة “المليونيّة” التي دُعي إليها السودانيّون، السبت، على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى جدران الخرطوم – حيث قطعت السلطات الإنترنت – ليست إلا “خطوة أولى”.

ففي بلد يحكمه عسكريّون بشكل شبه مستمرّ منذ استقلاله قبل 65 عاما، قرّر الشارع أن يقول “لا” السبت للفريق أوّل عبد الفتّاح البرهان، الذي حلّ الإثنين كلّ مؤسّسات الحكم في البلاد واعتقل غالبيّة المسؤولين المدنيّين، ليستأثر العسكريّون بالسلطة.

والشعار الأساسي لهذه التظاهرات هي “الردة مستحيلة” بعد عامين على الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين، منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا عام 2023.

وفور إطاحة البرهان بالمدنيّين قبل 5 أيّام، دخل السودانيّون في “عصيان مدني” وأقاموا متاريس في الشوارع لشلّ الحركة في البلاد.

وفي مواجهتهم، انهمر الرصاص الحّي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى بين المتظاهرين، حسب أطباء، وسط تقارير تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 11 محتجًا في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي.

لكنّ الناشطين مصرّون رغم كل شيء على أن تكون “المواكب” سلميّة، لأنّ “سلميّتنا هي سلاحنا الوحيد وقد نجح من قبل”، بحسب عباس.

فالمتظاهرون الذين يعِدون أيضًا بمسيرات في الشتات، يرون في ما يحدث تكرارا لـ “ثورة” 2019 التي استمرّت خمسة أشهر وسقط خلالها 250 قتيلاً.

وحذرت منظمة العفو الدولية “القادة العسكريين من الحسابات الخاطئة”، مؤكّدةً أنّ “العالم يتابعهم ولن يسمح بمزيد من الدماء”.

 

المصدر: وكالات

قد يعجبك ايضا