أكبر مطار يمني يتحول إلى أخطر قاعدة تجسسية !!!
تقرير ||
في نوفمبر 2017م شرع تحالف العدوان في احتلال محافظة المهرة بقيادة السعودي ابو نورا الشلوي، رغم ابتعادها عن منطقة الحرب مع الجيش واللجان الشعبية، وأنشأ تحالف العدوان في عاصمة المحافظة قرابة 10 معسكرات في عدد من مديريات الغيضة منها معسكر في حوف وآخر في ميناء نشطون، إضافة إلى القاعدة العسكرية داخل مطار الغيضة والتي تضم خبراء وعسكريين وآليات عسكرية بريطانية وأمريكية بحراسة سعودية مشددة.
ويعد مطار الغيضة أكبر مطار محلي في اليمن من حَيثُ المساحة، إذ تبلغ مساحته وفق تقديرات رسمية 26 كيلومتر- وقد شرع تحالف العدوان الامريكي البريطاني السعودي الاماراتي قبل محاولة احتلال المحافظة على استقطاب عدد كبير من الشباب الذين جندتهم المملكة، وفي نوفمبر 2017م اعادتهم الى الغيضة بأطقم عسكرية ، يقود كل طقم ضابط سعودي بينما بقية افراده من الشباب اليمنيين الذين تم تجنيدهم واعطائهم رتبا عسكرية.
وحاولت تلك القوات اقتحام حرم المطار غير انها قوبلت بصد كبير من قبل قبائل المهرة، لتلجأ السعودية لتوجيه الفار هادي لاصدار أوامر تقضي بتمكين القوات السعودية من الدخول إلى مطار الغيضة .. وبعد مفاوضات مع قبائل الغيضة وتلقيهم وعودا من السلطات السعودية بدعمهم وتقديم الخدمات لأبناء المدنية، تمكنت القوات السعودية من دخول المطار والسيطرة على اجزاء واسعة منه وتلك كانت البداية.
بعد أيام ارسلت السعودية تعزيزات جديدة إلى المطار وبدأت في العام 2018م باستحداث مواقع عسكرية وتخصيص حضيرة للطائرات العمودية التي وصل عددها إلى أربع طائرات.
مصادر خاصة أكدت لموقع “أنصار الله” أن القوات السعودية المتواجدة داخل المطار بدأت في ابريل من العام 2018م باستحداث منشئات داخل حرم المطار، وقامت في العام 2019م بالانتقال إلى المباني الجديدة التي تم انشاءها حديثا وذلك بعد تسويرها بحائط من الكتل الترابية.
وتضم القاعدة العسكرية التي تم استحداثها على مبان خرسانية ومجموعة من الكنتيرات.
حقيقة التواجد الأمريكي البريطاني في الغيضة
وأشار المصدر إلى أن تحالف العدوان خصص جزءا من المنطقة المستحدثة لصالح القوات الأمريكية والبريطانية ، لافتا إلى أن نحو أربعة من الضباط الأمريكيين وصلوا إلى القاعدة العسكرية عقب الانتهاء من عملية الانشاءات، ومكثوا فيها عدة ساعات ثم غادروا على نفس الطائرة التي وصلوا بها .. وكان هذا بداية للتواجد الاجنبي، وبعدها بعدة أيام وصل أول فريق أمريكي إلى الموقع وجميعهم من ضباط الاستخبارات الامريكية .
المصدر ذكر أن القوات الأمريكية والبريطانية تتبادل الأدوار في مطار الغيضة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، حيث تتواجد القوات الأمريكية طيلة هذه الفترة لتسلم الدور إلى القوات البريطانية وتغادر المطار بكل عتادها وأجهزتها حتى آليات التنقل عبر طائرات خاصة، حيث تصل طائرة أمريكية لنقل فريقها مع كامل معداتهم بما فيها السيارات ، لتأتي بعد ذلك طائرة بريطانية على متنها فريق بريطاني جديد ليحل مكان الفريق الامريكي، وهكذا تتبادل أمريكا وبريطانيا الدور في المطار.
وعبر الطريق الذي خصص لمكان تواجد البريطانيين والامريكيين داخل المطار، تستخدم القوات الأمريكية السيارات في تنقلاتهم، فيما تستخدم القوات البريطانية الدراجات النارية، حيث يسمح للفريق بالخروج من موقعهم والاختلاط بالعاملين في المطار، الا انه لا يسمح لأي شخص وحتى للقوات السعودية التي يطلق عليها (قوات الواجب 804) من الدخول أو الاقتراب من مواقع الأمريكيين والبريطانيين.
وقال المصدر أنه عند وصول الطائرات الامريكية أو البريطانية إلى الموقع يتم سحب القوات السعودية المكلفة بحراسة الفريق واخراجها بعيدا عن المطار لحين الانتهاء من إدخال أو إخراج معدات كل فريق.
وأكد المصدر لموقع “انصار الله” انه مع بداية التواجد الأمريكي والبريطاني والسعودي في مطار الغيضة كانت تتفاوت عدد الرحلات الجوية الخاصة بهم من رحلتين إلى ثلاث رحلات جوية في اليوم، إلا انه وفي الفترة الأخيرة تقلصت عدد الرحلات كما تم سحب الطائرات العمودية سيما بعد أن تم تسليم المواقع والقواعد العسكرية المتواجدة على البحر لقبائل المهرة اثر الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المحافظة سيما بعد أن تمنعت السعودية من الوفاء بالتزاماتها السابقة بدعم ابناء المنطقة.
طبيعة الاحتلال
في هذا الجانب نشير إلى ما كشفه جهاز الأمن والمخابرات في فبراير من معلومات عن طبيعة عمل الخلية التجسسية التابعة للمخابرات الأمريكية والبريطانية التي تمكن من توقيفها.. حيث أوضح أن “كتيبة المهام الخاصة” تم تأسيسها لاستقطاب العناصر من المحافظات الشمالية للعمل الإستخباري التابع للغزاة البريطانيين والأمريكيين.
وبين الجهاز أن التركيز من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية ودول تحالف العدوان كان على المحافظات الشمالية وبوجه خاص محافظتي صعدة وصنعاء للبحث عن مواقع الدفاعات الجوية والطيران المسير خاصة، والقوات العسكرية التابعة للجيش واللجان الشعبية ومحاولة تدميرها.
موضحا أن الخلية تم تجنيد أفرادها على أيدي ضباط المخابرات الأمريكية، قبل تحويلهم للعمل مع ضباط جهاز الاستخبارات البريطانية ليكملوا الدور العدائي ضد الشعب اليمني.
وأكد أن الجواسيس قابلوا ضباط من وكالة المخابرات الأمريكية في مطار الغيضة بمحافظة المهرة، ومن ثم عملوا مع ضباط الاستخبارات البريطانية.. مشيرا إلى أن الجواسيس الموقوفين اعترفوا بقيامهم برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.
وأوضح جهاز الأمن والمخابرات، أن أفراد الخلية التجسسية التحقوا بما يسمى كتيبة “المهام الخاصة” بقيادة المدعو فايز المنتصر، وأخذوا دورة عسكرية فيها.
ولفت الجهاز إلى أن أفراد الخلية التجسسية استخدموا أجهزة وبرامج متطورة من قبل المخابرات والاستخبارات الأمريكية والبريطانية في العمل الإستخباري وتدريب عناصرها للعمل لمصلحتهم.
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كشفت الدور البريطاني في تقرير لها نشر في أواخر نوفمبر 2017، تحت عنوان”الحرب القذرة”.. حيث أكدت الصحيفة أن الجيش البريطاني يشرف على تدريب القوات السعودية بشكل سري، تحت اسم عملية “كروس وايز”، التي شملت قوات من الكتيبة الثانية للفوج الملكي الاسكتلندي، ترتكز مهمتهم على تدريس تقنيات الحرب غير النظامية (I.W) لضباط معهد مشاة القوات البرية الملكية السعودية.
وتشير “الديلي ميل” إلى أن انكشاف هذه العملية جاء عن طريق الخطأ، عندما تم نشر ملخص وصور على موقع الفوج الاسكتلندي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والذي ظهر فيها مدرب بريطاني يقف أمام خريطة اليمن وهو يشرح استراتيجية هجوم محتمل، موضحة أن وزارة الدفاع البريطانية استدركت الأمر وقامت بعد 20 دقيقة بإزالة الصور.
وفي أغسطس المنصرم كشف موقعُ Express البريطاني، في تقرير له بأن مجموعةً تضُمُّ 40 من عناصر القوة الجوية الخَاصَّة (SAS) وصلت إلى مطار الغيضة في محافظة المهرة شرق اليمن، حيث يساعدهم موظفون محليون متعاونون مع وزارة الخارجية البريطانية ومطلعون على الوضع في المنطقة على ملاحقة من أسماهم بالحوثيين بذريعة الهجوم على السفينة الاسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أن هذه القوة تضُمُّ أَيْـضاً وحدة مختصة بالمعدات الإلكترونية بإمْكَانها قطعُ اتصالات.. مشيرا إلى أن قوةَ SAS تتعاون مع قوة عمليات خَاصَّة أمريكية منتشرة في المنطقة؛ للمساعدة في تدريب وحدة نُخبة من قوات “الكوماندوز” ضمن الجيش السعودي.
وسبق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي – عليهما السلام – 25 محرم 1443- هجرية، ان أشار إلى ما يحدث في المهرة وسقطرى وميون من احتلال مباشر من قبل أمريكا وبريطانيا، لافتا إلى أن الواقع القائم في المحافظات المحتلة يؤكد صوابية خيار مواجهة العدوان.. لافتا إلى أن تحالف العدوان رفع عناوين لتبرير الاحتلال، إلا انه عند دخوله إلى المهرة؛ جعل فيها قاعدةً عسكريةً أمريكيةً بريطانية، مشيرا الى طبيعة الأدوار التي تتبادلها تلك الدول في هذا العدوان.
وقال : “ان من خانوا وطنهم، وخانوا شعبهم، وخانوا أمتهم، ليسوا سوى أدوات رخيصة، يقدمونهم هم في المعارك؛ ليكونوا هم من يُقتَل، ومن يُجرَح، ومن يَخسَر، ومن يضحي بنفسه ويفدي بنفسه المحتل الأجنبي، وليأتي من خلفهم السعودي والإماراتي، ومن خلف السعودي والإماراتي يأتي الأمريكي، ويأتي البريطاني، سواءً في قاعدة الريان بحضرموت، أو في القاعدة في الغيضة في المهرة، أو في سقطرى، أو في ميُّون، ليأتي من خلف أولئك؛ لأنهم ليسوا سوى مجرد أدوات، الهدف من كل ما يفعلونه وما يقدمونه هو تمكينه هو»
وأضاف «ولهذا نحن نعي حقيقة هذه المعركة، ونعي خطورة التفريط فيها، وأننا لو فرَّطنا فيها؛ لكانت القواعد العسكرية للأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين في وسط صنعاء، ولكانت في مختلف بلدنا، في كل المناطق الاستراتيجية من هذا البلد، ولأذلوا شعبنا، ولأهانوا وقهروا شعبنا، ولما بقي لنا لا كرامة، ولا حرية، ولا استقلال.
الحوادث المفتعلة والدور البريطاني
ومن اجل تبرير التواجد الأمريكي والبريطاني في المنطقة وعبر قاعدتهم في مطار الغيضة، يتم التحضير لخلق المبررات والدوافع من أجل التمهيد أمام القوات الاجنبية لدخول البلاد.
ومن تلك المبررات التي يصطنعها الاعداء لتبرير تواجدهم ما جرى في اغسطس الماضي من الحديث عن المهمّة السرّية للقوّات البريطانية بدعوى ملاحقة مهاجِمي سفينة «ميرسر استريت» الإسرائيلية قبالة سواحل عُمان في 29 يوليو الماضي، ومع إن هذه ليست الحادثة الأولى التي تدَّعي فيها بريطانيا تعرُّضَ سفنها قبالة السواحل الشرقية اليمنية للهجوم، فخلال العامين الماضيين روّجت لندن، بشكل مكثّـف، لحوادثَ تعرّضت لها سفنٌ في سواحل اليمن الشرقية، حَيثُ أعلنت «هيئة عمليّات التجارة البحرية البريطانية» في 17 مايو الفائت، عن تعرُّض سفينة شحن تجارية لهجوم بالقرب من ميناء المكلا، من دون أن تُقدّم دليلاً على ذلك، وفي الخامس من ديسمبر 2020، قالت شركة «أمبري إنتيلجانس» الاستخباراتية البريطانية البحرية: إن سفينة شحنٍ تحمل اسم «حسن»، تعرّضت لهجوم “إرهابي” في سواحل “قشن” في محافظة المهرة، عندما كانت في طريقها إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان.
ويفند المراقبون الادِّعاء البريطاني بتعرض سفينتها للاستهداف قبالة سواحل المهرة بأنه يأتي في اطار المساعي لاحتلال المهرة واقامة القواعد العسكرية.
اعمال التجسس
ولا تقتصر اعمال الفرق البريطانية والامريكية المتواجدة في مطار الغيضة على وضع الخطط وادارتها، بل تقوم كذلك بأعمال التجسس وهو ما اكده الشيخ علي سالم الحريزي، في مؤتمر صحافي بقوله أن القوات البريطانية «تُدرّب عناصر في المهرة على التجسّس».
من جهته اوضح عضو الوفد الوطني المفاوض عبدالملك العجري إن بريطانيا تمارس اعمالا تجسسية على بعض شبكات الاتصالات اليمنية، وبعض الكابلات البحرية انطلاقا من محافظات جنوبية..
وقال: بأن بريطانيا تتخذ من محافظات جنوبية قواعد لخدمة اهدافهم الاستعمارية، في انتهاك سافر للسيادة اليمنية وخصوصيات المواطنين اليمنيين ،وبتواطؤ مخز من شرعية الفنادق.
وتشير العديد من التقارير الى أن القوات البريطانية استحوذت على بيانات شركة الاتصالات اليمنيّة في نشاطٍ غير قانوني وغير مشروع، حيث قامت وحدة إلكترونية بريطانية متخصّصة بمراقبة الاتصالات، بالقرصنة على شبكة الاتصالات والانترنت بالمحافظات المحتلة، وقد ادى ذلك الى انقطاع خدمات الإنترنت في عدد من المحافظات المحتلة لأربع مرّات في أقلّ من أسبوعين أواخر اغسطس الماضي، وذلك دون ان تعلن فروع مؤسسة الاتصالات في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب أسباب الانقطاع ولم تعلن كذلك موعد إصلاح كابلات الألياف الضوئية، مثلما يجري عادة في انقطاعات مماثلة.
وبعد فترة وجيزة من انقطاع خدمات الانترنت وصلت باخرة بريطانية ورست بالقرب من خطّ الكابل البحري الخاص بالإنترنت، على بُعد 20 ميلاً من شاطئ مدينة قشن، ورفعت إدارة أمن مديرية قشن بلاغاً إلى إدارة أمن محافظة المهرة (في الغيضة) تطالب فيه بتوضيح اسباب رسوا الباخرة التي تم التأكّد من هويتها البريطانية في تلك المنطقة، كونها توقّفت في مكان لم يسبق لسفن أخرى أن توقّفت فيه، الا انه لم يأتيهم أي توضيح.
الثورة المهرية
وأمام التواجد الاجنبي في مطار الغيضة خاصة والمحافظة عامة قاد الشيخ علي سالم الحريزي، ثورة شعبية عارمة سيما بعد قيام بريطانيا بإدخال ثلاثة ضبّاط إسرائيليين إلى مطار المدينة، مما دفع بريطانيا في اغسطس الماضي الى تكثيف تحرّكاتها الدبلوماسية لدى مسؤولين سعوديين وآخرين في حكومة الفار هادي، لمواجهة تداعيات التصعيد الشعبي المناهض لوجود قواتها في محافظة المهرة.
وبعد يوم واحد من اتهام لجنة اعتصام المهرة ، بريطانيا، بإدخال ضباط إسرائيليين إلى مطار الغيضة وتجنيدها عملاء وخلايا لمصلحتها، نفذ السفير البريطاني في اليمن ريتشارد أوبنهايم في الرياض العديد من اللقاءات مع المسؤولين في حكومة الرياض لتلافي الفضيحة حيث التقى الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي يُعدّ مسؤول ملفّ المحافظات الشرقية التي تضمّ المهرة وحضرموت وشبوة.
كما اجتمع أوبنهايم مع المرتزق معين عبد الملك، باعتباره مهندس تسليم المهرة للقوات السعودية، بالإضافة إلى وزير داخليته، إبراهيم حيدان.
وكان السفير البريطاني التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي يمثّل الحاكم المدني السعودي في المحافظات الجنوبية والشرقية ومنها المهرة.
وطالب أوبنهايم، خلال تلك اللقاءات، بالمساعدة في تأمين القوات البريطانية من أيّ هجوم جوي محتمل على مقرّ تواجدها في المهرة، خصوصاً بعدما هدّد رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، بأن القوات الاجنبية في اليمن تمثّل هدفاً مشروعاً للجيش اليمني و«اللجان الشعبية».
كما حذّر المسؤول الدبلوماسي البريطاني من أن حراك قبائل المهرة يرفع معدّل المخاطر على الوحدات الخاصة البريطانية في المحافظة.