مأرب.. مركَزُ الارتكاز وبوابةُ النصر
موقع أنصار الله || مقالات || ألطاف المناري
سبع سنوات ومدينة الحضارة والتاريخ -مأرب- قابعةٌ تحت سطوة الاحتلال، يعيث في أرضها طولاً وعرضاً، ويدفع أبنائها لقتال إخوانهم المجاهدين من الجيشِ واللجان مستخدماً أكاذيب عدة منها:- أنهم يَسُبوُن الصّحابة وعائشة، وأنهم إن تمكّنوا منهم سيسّلِبون قوتهم ونساءهم وعزتهم وكرامتهم، هكذا صور العدوان المجاهدين لأهل مأرب، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فلو كانوا كما يصفهم المرتزِقة والعدوان لما رأيناهم يختطفون النصر اختطافاً في المعارك.
بعد سبع سنوات من تجرع أنواع العذاب والولايات جاءت قبائل مأرب بمواكب مهيبة شقت طريقها إلى العاصمة صنعاء، فاستقبلها أهلها بحفاوةٍ كبيرة وبأخلاق رفيعة، وقفت القبائل المأربية صفًّا واحدًا إلى جانب الجيش واللجان كالبنيان المرصوص، موحّدين الوجهة والهدف، زائرين في وجه العدوّ كالأسود الكاسرة، مكشرين أنيابهم، وقلوبهم مليئة بالغيظ والحنق عليه، مصوبين فوهة بنادقهم إلى نحره، رادين عليه سحره وكيده، مخيبين بتوليهم السيد القائد أمله، مفشلين بعودتهم إلى إخوانهم خططه، باعثين رسالة لكل الغزاة أن أبناء البلد وإن طالت فرقتهم سيجمعهم الوطن ويوحدهم العدوّ يوماً ما، رسائل عدة أوصلتها قبائل مأرب من العاصمة صنعاء أقضت مضاجع الإسرائيليين قبل أذيالهم.
مأرب مركز الارتكاز وبوابة النصر، فهي تحاذي محافظة شبوة التي من خلالها سيُحرّر الجنوب ويتم السيطرة على البحار اليمنية؛ ولأنها تكتنز في بطون أرضها حقول النفط والغاز التي يسيل لعاب إسرائيل عليه، والتي تموت اليوم من قهرها لسيطرة المجاهدين وعودة قبائل مأرب إلى صف الوطن، فبعودتهم خابت آمال العدوّ وأُصيب بانتكاسة مدوية، دفعت الخبير الأميركي شينكر للقول إن لدى إدارة بايدن خيارين: إما أن تعمل مع السعوديّة؛ لتسليح وتنظيم المرتزِقة، أَو التدخل المباشر، وهذا ما فعلته أمريكا عقب هزيمة السعوديّة في مأرب، فقد باعت أمريكا صواريخ جو-جو تقدر بـ6500 مليون دولار، لعل السعوديّة تقف على قدميها من جديد وتوقف تقدمات الأبطال.
تل أبيب هي الأُخرى أُصيبت بالذعر والهلع من التقدمات الكبيرة في مأرب، واعتبرت اليمن مصدر قلق وتهديد للكيان الغاصب، قلق سيدفع تل أبيب وأمريكا إلى خطوات استباقية على البحر، وقد نرى في الأيّام القادمة بواخر وبوارج أمريكية في السواحل اليمنية تحت مسميات حماية الملاحة البحرية الدولية من إرهاب الحوثيين، وسيكون لهم رجال الله في المرصاد فمن مرس الحرب سبع سنوات وتحدى أفخر الصناعات العسكرية فبالتأكيد أنه يملك مهارات عالية وكفاءة فاقة النظير، وكلما تهور الغرب كلما عجلوا بنهاية سياساتهم الإجرامية وزوال الغدة السرطانية من كُـلّ البلدان العربية وليس ذلك ببعيد عن قوم صقلتهم الحرب فأصبحوا أُسطورة تُعاد على أيديهم المعجزات، وتتحقّق مصاديق الآيات البينات.
رسالة الختام أوجهها لأحرار مأرب فهم اليوم المعول عليهم في تطهير ما تبقى من أرض الوطن، أيها الشرفاء تمترسوا خلف متارس النصر التي تغزله بنادق المجاهدين، وتباركه السماء والأرضين، أروا العدوّ من هم أحفاد أويس القرني، وكيف تكون صولتهم وجولتهم في الحرب والشعب لكم عوناً وسنداً، أعيدوا مأرب الحضارة والتاريخ، وانتصروا لدماء سفكت بدون وجه حق، آن لكم أن تسطروا أنصع البطولات ليسجلها التاريخ في أنصع صفحاته.