مدير المركز الوطني لعلاج الأورام: العدوان منع دخول الأجهزة والمواد العلاجية وأغلق مطار صنعاء في وجه المرضى

 

أكد الدكتور عبد الله ثوابه مدير المركز الوطني لعلاج الأورام واستشاري علاج الأورام أن مريض السرطان اليوم يحظى باهتمام أكبر بسبب اهتمام القيادة السياسية التي أنشأت صندوق مكافحة السرطان، وكذلك تعافي المركز بعد سبع سنوات من العدوان.

وأوضح الدكتور ثوابه في لقاء خاص “للثورة” أن المركز يقدم عشرة آلاف خدمة علاجية لمرضى السرطان، ويستقبل في اليوم الواحد بين 350-400 مريض، مشيراً إلى أن نسبة الشفاء في المركز 30% بسبب وصول الحالات المرضية متأخرا.

وأشار مدير المركز الوطني لعلاج الأورام إلى أن المركز يمتلك طاقماً طبياً استشارياً من حملة الشهادات العليا من جامعات خارج الوطن مثل الهند ومصر باكستان والسودان، ويتم حالياً تدريب كادر لتغطية العجز في مراكز العلاج بالمحافظات.

كما شكر الدكتور ثوابه القطاع الخاص الذي قدم إسهامات كبيرة لمركز الأورام ومريض السرطان مؤكدا على التنسيق المثالي بين المركز وبقية القطاعات لتوفير العلاج المجاني للمريض وخدمة الإيواء وخدمات أخرى.

واستعرض الدكتور ثوابه المشاريع التي تم افتتاحها مؤخرا والجاري تنفيذها لخدمة مريض السرطان في اليمن كما وجه الدكتور ثوابه في ختام حديثه “للثورة” رسالة لمرضى السرطان في اليمن حول ضرورة تلقي العلاج في وقت مبكر وقبل أي إجراء.

المزيد من التفاصيل في سياق الحوار :

حوار/ احمد السعيدي

  • في البداية كيف تصنفون وضع المركز الوطني للأورام اليوم بعد سبع سنوات من العدوان؟

-توليت إدارة المركز الوطني لعلاج الأورام نهاية العام 2019م وأما حال المركز اليوم بعد سنوات العدوان السبع فأرى أن المركز قد تعافى من بعض الأشياء وقد توفر الدواء بشكل كبير وذلك بسبب اهتمام القيادة السياسية ودعمها الكامل حيث تم تأسيس صندوق مكافحة السرطان الذي أصبح له دور كبير في توفير الدواء وتطوير الخدمات أكثر مما كانت عليه قبل العدوان وهذا من فضل الله تعالى وفي القادم سيكون هناك مشاريع كبيرة تسهم في تخفيف المعاناة عن مريض السرطان في اليمن.

 

الخدمات

  • وماذا عن وضع مريض السرطان اليوم والخدمات التي يتلقاها في سلطة المجلس السياسي الأعلى؟

– نستطيع القول بكل ثقة أن وضع مريض السرطان اليوم أفضل مما كان عليه سابقاً وفي القريب العاجل سيكون الوضع أفضل وأفضل، فنحن الآن بصدد افتتاح مركز متخصص لجراحة الأورام لأول مرة في اليمن وهو مستشفى الرسول الأعظم بالحديدة كما افتتحنا عدداً من المشاريع المهمة في الفترة الأخيرة ، ومريض السرطان اليوم يحظى بطريقة العلاج الحديثة، وأيضا تم افتتاح وحدات للعلاج في محافظات صعدة وحجة وعمران وذمار بالإضافة إلى ما كان عليه من قبل في صنعاء وإب والحديدة وتعز وعدن والمكلا، والآن تم افتتاح وحدة الأورام في بيحان وتفعيلها ودعمها بكل ما يلزم، وتم أيضا فتح مساقات للدراسات العليا لمعالجة الأورام ومجال جراحة الأورام وهذا كله سيكون له الأثر الإيجابي على مريض السرطان في بلادنا.

 أرقام وإحصائيات

  • كم عدد الحالات التي يستقبلها المركز يومياً وشهرياً وسنوياً؟ وكم عدد الحالات المسجلة منذ افتتاح المركز الوطني للأورام؟

– مركز الأورام ولله الحمد يقدم ما يقارب عشرة آلاف خدمة علاجية في المختبرات والإطار الخارجي والإبر الكيماوية وخدمات الرقود والعيادات والطوارئ والعلاج بالإشعاع والتدخلات الطبية وأشعة التلفزيون وأخذ العينات أما العيادة فنستقبل في اليوم الواحد من 350- 400 مريض وفي العام نستقبل ستة آلاف حالة جديدة أما الحالات المترددة على المركز بشكل عام فهي تصل إلى أكثر من عشرين ألف حالة يستقبلها المركز على مستوى الجمهورية.

 نسبة الشفاء

  • كم تقيمون نسبة شفاء المصابين بالأورام في بلادنا؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الشفاء؟

– نسبة الشفاء في المركز الوطني لعلاج الأورام وصلت إلى ما يقارب 30% وهي نسبة لا تزال ضئيلة بسبب عدد من الأسباب، أهمها وصول أغلب الحالات المرضية في مراحل متأخرة جداً، وأيضا الحالة المادية للمريض اليمني بسبب العدوان والحصار والوضع الاقتصادي الذي أثر على المريض في الوصول إلى مراكز العلاج والمراكز المتخصصة والتنقل إلى صنعاء والمراكز القريبة من المحافظة التي يسكن فيها تلقي الخدمة، ومن الأسباب أيضا أن لدينا قصور في خدمة جراحة الأورام وقصور إلى حد ما في خدمة العلاج بالإشعاع بسبب أن الأجهزة ليست حديثة، ورغم أنها تقدم خدمة بشكل رائع لكنها لا تكفي ولا تفي بالغرض، ومن الأسباب أيضا استعجال المريض في الذهاب للعلاج بالطرق العشوائية مثل العلاج عند أطباء الأعشاب وإخراج الجن وهذا كله يؤثر على المرضى مما يؤدي إلى وصولهم المركز في حالات متأخرة بسبب هذه الأخطاء وأحياناً يصعب الشفاء باستثناء بعض الحالات التي تتلقى العلاج وتتحسن كون المركز يقدم خدمات في جميع مراحل المرض بحيث لا يترك المريض يصارع المرض وحيداً مما يثقل على كاهل أسرته بسبب الحرب العدوان الغاشم الذي اثر على حياة المواطنين وفتك به اقتصادياً وسياسيا وثقافيا وصحياً وإغلاق مطار صنعاء ولا ننسى أن العدوان منعنا من الحصول على بعض الأجهزة العلاجية ففي اليمن خدمة الطب النووي مغلقة تماماً والعدوان يحرّم على بلادنا دخول هذه المواد مع وجود ثلاث وحدات للعلاج بالطب النووي الوحدة الرئيسية في مستشفى الثورة العام بصنعاء وهي مقفلة تماماً ووحدة في مستشفى آزال ووحدة في المستشفى السعودي الألماني وجميعها مغلقة لأن المواد المشعة التي تدخل في العلاج لمرضى الأورام والتشخيص والعلاج لا يستطيع احد إدخالها وكل ذلك اثر سلباً على مريض الأورام وعلى نسبة الشفاء في بعض الحالات التي تعجز عن السفر للخارج لتلقي هذه الخدمة بسبب إغلاق مطار صنعاء.

 الكادر الطبي

  • ماذا عن الكادر المتواجد في المركز الوطني لعلاج الأورام؟

– لله الحمد المركز الوطني لعلاج الأورام يمتلك طاقماً طبياً استشارياً مكوناً من بروفسورات على أعلى درجات علمية ومنهم من يحملون شهادات عليا كالدكتوراه والماجستير من جامعات دول خارجية مثل الهند ومصر باكستان وبولندا وهذه الكوادر قدراته العلمية كبيرة جدا وهذه الكوادر لا زالت تعمل منذ انطلاق العدوان حيث يحسب للمركز بقاء هذا الكادر فقد ظل متماسكاً ولم يتسرب إلى القطاع الخاص أو إلى خارج الوطن لأن بقاء الكادر مهم جداً ولدينا أيضا كادر فني متخصص سواء في علاج طب الأورام أو العلاج الإشعاعي وكذلك أورام الأطفال ولديهم خبرة وتدريب عالٍ في مؤسسات علمية خارجية في العلاج الإشعاعي ولديهم دورات مهمة وشهادات عليا وهناك طاقم فيزيائي مدرب عالمياً وكادر تمريضي مؤهل تأهيل عالي ولم ينقطع التدريب منذ دخولهم العام 2004ـ2005 حتى يومنا هذا وذلك بدعم صندوق مكافحة السرطان حيث نقوم حالياً بتدريب كادر للعمل في مراكز العلاج في جميع المحافظات ليكون المركز هو المرجعية لتجهيز هذه الوحدات بالكادر الفني المؤهل وسيقوم صندوق مكافحة السرطان أيضا بتوفير الجانب المادي وشراء وصيانة الأجهزة والمعدات وجميع الاستحقاقات وهذا سيخفف من معاناة مريض السرطان.

 

الأسلحة المحرمة

  • هل يمكن القول إن هناك حالات ناتجة عن الأسلحة المحرمة التي استخدمها العدوان؟

– لا يمكن أن نقول إن الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان سبب في الإصابة بمرض السرطان في اليمن كون المرض ليس له سبب رئيسي وإنما له عوامل تساعد على الإصابة بالسرطان ولإثبات ذلك لا بد من دراسات وأبحاث على مستوى العالم لكن يمكن القول أن الأسلحة المحرمة التي يستخدمها العدوان من تلك العوامل المساعدة للإصابة بالسرطان في اليمن وعرفنا ذلك من خلال تزايد عدد الحالات في سنوات العدوان السبع وأيضا من خلال عدد الحالات التي نستقبلها من مناطق الحرب التي يستهدفها العدوان بشكل مباشر مثل محافظة صعدة وحجة وغيرها.

 

التحديات

  • كيف تتجاوزون أي عجز حاصل بسبب الحصار؟

– اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي أفضى إلى إنشاء صندوق مكافحة السرطان كما ذكرت سابقاً الذي بفضل الله يقوم بحل جميع الإشكاليات والعجز الذي نواجهه وبدا يوصل خدماته إلى المرضى وهو الجانب المادي وهو الوقود للكادر الفني حتى يستطيع أن يقدم الخدمات العلاجية لمريض السرطان وكان هذا أهم توجه خفف من معاناة مرضى السرطان.

 

الفروع في المحافظات

  • كم هي الفروع التابعة للمركز في المحافظات؟

– بالنسبة للمراكز التي تعمل في جميع محافظات الجمهورية هي متواجدة في محافظات (صعدة –عمران- حجة- الحديدة –ذمار- إب –عدن- تعز- المكلا –عتق)

 

القطاع الخاص

  • ما هي إسهامات القطاع الخاص في دعم المركز الوطني لعلاج الأورام؟

– القطاع الخاص له إسهامات كبيرة وعديدة فهناك حاليا جهاز خاص تبناه تجار الغرفة التجارية وهو للعلاج بالإشعاع سيكلف ما يقارب اثنين مليون وخمسمائة الف دولار ونحن الآن في اللمسات الأخيرة لتقديم هذا المشروع والمساهمة ويشرف عليه وزير الصحة مباشرة الدكتور طه المتوكل ويتم التواصل مع التجار والقطاع الخاص عن الطريق المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان حيث تقدم خدمات كثيرة منها خدمة الأشعة المقطعية وتوفير بعض الأدوية والإيواء وكان لها الأثر الإيجابي معنا منذ بداية العدوان وحتى الآن وكانت الركيزة الأساسية للحفاظ على المركز وأدواته ففي تلك المرحلة كان المركز بدأ في الانهيار ولكن بدعم الرجال الخيرين من أبناء الوطن والمؤسسات الوطنية مثل الاتصالات ومصنع أسمنت عمران ساهمت بشكل كبير على الحفاظ على الخدمة بشكل كبير .

ومن مشاريع القطاع الخاص الكبيرة شراء جهاز المعدل الخطي حيث استكملنا إجراءات العقد ونحن في مرحلة تنفيذ العقد وقد سلمت شركة “ناتكو” المبلغ كاملا والمقدر بأربعة ملايين وسبعمائة ألف دولار وسيتم الآن تجهيز المركز بجهاز المعجل الخطي الحديث والأول من نوعه على مستوى اليمن وهذا سيخفف من معاناة مريض السرطان بالإضافة إلى تواجد الدواء الذي أصبح بشكل أكبر اليوم.

 

التنسيق

  • هل هناك تنسيق بين المركز الوطني لعلاج الأورام وصندوق مكافحة السرطان ومؤسسة الحياة والشفقة وغيرها من القطاعات المعنية بمرض السرطان؟

– نعم هناك تنسيق عالٍ جداً بين المركز الوطني لعلاج الأورام وصندوق مكافحة السرطان ومؤسسة الحياة والشفقة عبر المركز باعتبار أن هذه الجهات تقدم خدماتها لمريض السرطان فنحن على سبيل المثال نقوم بإرسال الحالات إلى صندوق مكافحة السرطان ليتم دعمهم والتعاون معها من الصندوق وكذلك المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ومؤسسة الشفقة للإيواء وتقديم خدمة التنقل.

* كيف يتم التعامل مع الحالات المرضية عند وصولها، هناك مثلا من يشكو عدم الالتفات له إلا بعد وقت؟

– المركز الوطني لعلاج الأورام يقدم خدماته بشكل يومي بدون انقطاع بكل ما لديه من جهد وبكادر استشاري كامل يتواجد بشكل يومي في العيادات الخاصة بالمركز وأقسام الرقود وأقسام الطوارئ والاطار الخارجي ونحاول بكل ما نستطيع أن نقدم الخدمة التي يستحقها مريض السرطان والكمال لله وحده وهناك قصور أحيانا في أداء الخدمة وازدحام شديد ينزعج منه بعض المرضى في العيادات ولكن مع هذا الازدحام فالخدمة تقدم لكل القادمين يومياً وقد تم توسعة قسم الرقود عام2020م وافتتاح قسم للأطفال زاد عدد الحالات في قسم الرقود مما أدى إلى تخفيف المعاناة على المرضى.

* هل هناك حالات يتضح بعد الكشف أنها تعاني من أمراض أخرى غير الأورام، بمعنى آخر هل تقدمون خدمة الكشف للاطمئنان مثلا؟

– العيادات الخارجية للمرضى تستقبل جميع الحالات التي فيها شك ويتم التشخيص واكتشاف أنها أورام حميدة وليست مزعجة وهذه من الأشياء الإيجابية التي يقدمها المركز الوطني لعلاج الأورام وتقديم كل الاستشارات والاستفسارات.

 

مجانية العلاج

  • كيف تتعاملون مع المرضى غير القادرين على دفع تكاليف الكشف أو العلاج؟ أم أن الكشف والعلاج مجاني بنسبة 100%؟

– الخدمة التي تقدم لمريض السرطان هي مجانية بنسبة 100% ما عدا بعض الخدمات التي يحتاجها المريض أحياناً وهناك قصور في توفيرها مثل بعض الأدوية الداعمة التي تنقص وهي أدوية رخيصة الثمن وليست غالية أما الدواء الكيماوي فيتم توفيره من المركز الوطني لعلاج الأورام وإذا لم يتم العلاج في المركز فيتم إرسال رسالة للصندوق بدعم مرضى السرطان ولا يرجع أي مريض دون علاج كيماوي أو يقوم بشرائه ولله الحمد.

أيضا هناك بعض الخدمات التي لا زلنا في قصور فيها هي الأشعة المقطعية التي تدعم من مؤسسة مكافحة السرطان وأحيانا يتم الدعم بنصف القيمة للمريض والنصف الآخر تتحملها المؤسسة أحيانا والآن حلينا إشكالية شراء الصبغ للذين يتم عمل لهم إشاعة مقطعية لجميع المرضى بدون استثناء.

 

فترة الرقود

  • كم تستمر فترة الرقود في المركز الوطني للأورام للعلاج؟

– فترة الرقود تعتمد على نوع البروتوكول الطبي للمريض فهي من يوم إلى يومين إلى خمسة أيام في اقصى الحالات يتلقى العلاج الكيماوي ثم يغادر.

 

رسائل

  • رسالتكم لمرضى السرطان؟ ورسائل أخرى؟

– رسالتي لمرضى السرطان أن نسبة الشفاء عالية في العالم كله بما فيها اليمن وأهمّ خطوة لنسبة الشفاء الكبيرة هو قدوم المريض في وقت مبكر عند الإصابة بالمرض إلى المركز الوطني لعلاج الأورام الذي يقوم بتوجيهه بعمل الخطوات اللازمة وإجراء خطة علاجية متكاملة للمريض وبذلك سنضمن بإذن الله سبحانه وتعالى نسبة كبيرة للشفاء ونصيحتي لكل مريض أنه بدلا من أن يذهب للعلاج بالطرق الأخرى سارع إلى العلاج في المركز لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر بالتداوي في المراكز المتخصصة وأن لا تذهبوا إلى الدجالين كي لا تفوتكم فترة الشفاء كما أنصح كل مريض بأخذ النصائح من الاستشاريين على قدر من الاهتمام وإن لا يسمعوا الشائعات التي تحرف المرضى عن المسار الحقيقي للعلاج وأتمنى أن يكون مصدر معلوماتهم هو المركز الوطني لعلاج الأورام والاستشاريين الذين يعملون فيه.

المصدر: صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com