ليس هناك من يدفع عنا العدوان سوى الصمود

 

فنحن نقول: صمودنا- كشعبٍ يمني- وتصدينا لهذا العدوان هو موقفٌ صحيحٌ، مسؤولٌ، أخلاقيٌ، دينيٌ، إنسانيٌ، وطنيٌ، وهو واجب ولا بديل عنه، لو جئنا لننتظر أي جهة دولية هنا أوهناك لتدفع عنا هذا العدوان، ولتوقف عنا هذا العدوان، ولتحفظ لنا- كشعبٍ يمنيٍ- حريتنا وكرامتنا واستقلالنا، هل هناك أحد سيفعل لنا ذلك، مَن؟ أمريكا!

أمريكا هي الشر، هي الخطر على العالم بكله، الكل يصيح منها، من غطرستها، من جرائمها، من وحشيتها، من مؤامراتها، من مكائدها، من نزعتها التسلطية، من طبيعتها الاستعمارية، من سلوكها الاستعماري. مَن؟ إسرائيل! هي العدو. مَن؟ جامعة الدول العربية! أصبحت اليوم جامعة الدول العبرية، أصبحت تتحرك فيما هو لخدمة إسرائيل ومن يوالي إسرائيل، وقل لي قل لي ما فعلته هذه الجامعة للشعب الفلسطيني على مدى كل هذه العقود من الزمن؟! قل لي من هو الشعب العربي الذي أنقذته هذه الجامعة، ودفعت عنه العدوان،

 وضمنت له حريته واستقلاله، ودفعت عنه الشر والخطر؟! قل لي حتى أين هو دورها الإيجابي في معالجة هذه الفجوة التي تكبر يوماً بعد يوم في واقع شعوبنا وبلداننا العربية؟! قل لي أين هو موقفها الصادق والفعلي في التصدي للقوى التكفيرية التي تعبث بالأمن والاستقرار في كل شعوب المنطقة، وفي كل بلدان المنطقة، بما فيها مِصر التي تعاني معاناة كبيرة من القوى التكفيرية وجرائمها بحق المسلمين في مصر، وبحق المسيحيين في مصر، وبأهداف خطيرة، بأهداف خطيرة جدًّا؟! لا شيء، هذه الجامعة لا يعوَّل عليها، ولا ينتظر منها الخير أبداً، مَنْ؟ من يمكن أن ننتظره هنا أو هناك، روسيا أو الصين؟! دول تشتغل ضمن مصالح لها، وضمن سياسات معينة لها هي المعيار الأساس التي تنطلق على ضوئها لاتخاذ موقفٍ هنا، أو اتخاذ موقفٍ هناك، اليمن ليس في حساباتها هذه.

 

على كُلٍ نحن كشعب يمني المسؤولون أمام الله، وأمام أنفسنا، وأمام أجيالنا اللاحقة، المسؤولون عن التصدي لهذا العدوان، وهذا الذي يفيدنا، وهذا الذي أفادنا حتى اليوم، صمودنا الذي نعتمد فيه على إيماننا بالله، على هذا الإيمان، على (الإيمان يمان)، الإيمان في مبادئه التي علمتنا وثقفتنا وربتنا تربيةً على أن لا نقبل بالعبودية لغير الله -سبحانه وتعالى- أن لا نكون عبيداً إلَّا لله، أن نكون أحراراً تجاه كل الطواغيت والظالمين والمجرمين والمستكبرين،

هذه المبادئ الإيمانية التي علمتنا أن نتحرك بهذه الحرية؛ لنضمن استقلالنا المشروع لنا بكل الاعتبارات، حتى بحسب القانون الدولي، ثم هذا الإيمان الذي ربَّانا على العزة والإباء، الإباء للذل والضيم والهوان والقهر، الإباء لحالة الإذلال والامتهان، هذا الإيمان الذي يوجب علينا- في شريعة الله وحكمه- أن نقاتل من يعتدي علينا ويبغي علينا، وأتى لاحتلالنا والسيطرة علينا إنساناً وأرضاً، هذا الإيمان الذي تعلمنا فيه أن نتوكل على الله، وأن نثق بالله وبنصره، وأن نعتمد عليه، وأن نطمئن إلى وعده بالنصر لعباده إذا استجابوا لتوجيهاته، وتحركوا وفق إرشاداته، هذا الإيمان الذي هو صلةٌ بيننا وبين الله للحصول على رعايته ومعونته وتأييده ورحمته، بالسكينة التي ينزلها في قلوب المرابطين في الميدان، بالتأييد بالنصر، بالمعونة، بالتوفيق، بالهداية… فهذا هو منطلقنا الصحيح.

 

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا