هذا هو اليمن.. صمود على كل المستويات

هذا هو اليمن، وهذا هو الصمود لهذا الشعب العزيز، ترى هذا الصمود في قوافل الشهداء اليومية، وفي مراسم التشييع لها، وتراه في الجبهات: في الاقتحامات، في الاغارات، فيمن يحمل البندقية ويقتحم على دبابة الإبرامز، ويوجه بندقيته إلى مدفعها، في الموقف البطولي العظيم لأولئك الأبطال- من مختلف المناطق ومختلف القبائل- وهم يصعدون فوق الدبابات وفوق المدرعات العسكرية ويدوسونها بأحذيتهم ونعالهم، ويرفعون أيديهم بهتاف الحرية، يهتفون به بقبضاتهم وهم يحملون البنادق، بالولاعة التي دخلت لأول مرة كسلاح فعَّال، وفي أول تاريخٍ للمعارك، وفي أول ميدانٍ للحروب، دخلت الولاعة- وما أدراك ما الولاعة- لتكون هي السلاح المتواضع، البسيط الكلفة والثمن والفعَّال، الذي يحرق تلك العربة المتطورة التي جلبت هي وأمثالها بملايين الدولارات، لا يزال هذا الشعب يعبر عن صموده الإيماني في كل المجالات:

في صموده في الجبهة الاقتصادية، على الجوع حتى يوم وصل الجلد على العظم بقيت الإرادة، بقي الصمود مع العظم، بقيت قوة الإرادة مع العظم، حتى يوم اقتات البعض من الأشجار؛ لأنهم لم تتوفر لهم حتى وجبة الغذاء، كانت الإرادة باقية، وكان القرار بالصمود باقياً.

مع حجم المأساة على المستوى الصحي، والكارثة الصحية بانتشار الأوبئة التي هي نتيجة لهذا العدوان؛ بقي القرار لدى الجميع هو القرار، هو الصمود والتصدي لهذا العدوان، وبقي المعنيون في الجبهة الاقتصادية من مسؤولين، ومن تجار… ومن مختلف أبناء هذا الشعب، يتحركون، ويكافحون، ويناضلون، ويجاهدون، ويضحون في سبيل التماسك الاقتصادي، وكم تمكن شعبنا من إسقاط مؤامرات خطيرة جدًّا في هذا الجانب، كانوا يريدون لشعبنا أن يصل إلى الانهيار الاقتصادي التام.

يتجلى صمود شعبنا العزيز أيضاً في تماسك الدولة، الدولة التي كان العدو يريد لها أن تنهار بالكامل؛ فلا يبقى أي مؤسسة حكومية: لا وزارة، ولا مؤسسة، ولا أمن، ولا دفاع… ولا أي شيء، وأن تنهار انهياراً كلياً، بالمؤامرة على المرتبات… والمؤامرات المتنوعة، والشغل الذي هو مستمرٌ- ولكنه إن شاء الله سينتهي- داخل هذه المؤسسات من كل أيادي الخيانة، من كل العملاء والجواسيس الذين همهم الدائم: إفشال هذه المؤسسات، نشر الفساد في هذه المؤسسات، التعطيل لدور هذه المؤسسات، يشتغلون فيها وينخرون فيها كما السُّوس في الشجرة وفي السن، ولكن يفشلون، المضادات الحيوية القادمة قوية لتطهير مؤسسات الدولة بإذن الله، كل البرامج- إن شاء الله- القادمة ستهدف إلى تطهير هذه المؤسسات، وإعطائها الحيوية اللازمة للقيام بواجباتها في هذا البلد؛ تماسكت الدولة، وبقي كيانها، ولو أنه مثقل، مثقل بخيانة الخونة، بعبث الفاسدين، بالسياسات التدميرية والهدَّامة على مدى عقودٍ من الزمن، بالمشاكل والأزمات المتنوعة خلال كل المرحلة الماضية، ولكنه باقٍ، ينهض، يتعافى يوماً إثر يوم، يقوى عوده ويشتد يوماً إثر يوم، ودوره المستقبلي- إن شاء الله- واعدٌ وناجحٌ بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا