انتصارات الميدان خلال عام 2021.. ما سِــرُّ تفوق أبطال الجيش واللجان الشعبيّة؟

|| صحافة ||

تتعالى صرخاتُ مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ من يومٍ إلى آخر، جَرَّاءَ الضرباتِ المسدَّدة لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف جبهات القتال، وهي انتصاراتٌ أذهلت دولَ العالم على مدى سبع سنوات مضت.

ومن عامٍ إلى آخر، يترنَّحُ العدوانُ على وَقْعِ هذه الضربات، حَيثُ أثبتت قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبيّة علوِّ كعبِها، وتفوُّقِها ميدانيًّا وعسكريًّا، وهي المسنودة بإرادَة شعبيّة، وتأييد من الله سبحانه وتعالى.

لقد حقّقت قواتُنا المسلحة انتصاراتٍ عظيمةً في مختلف الجبهات خلال عام 2021، في وقت أخفقت فيه قوى العدوان والمرتزِقة، وتساقطت كُـلّ أوراقه، ليس فقط، هذا العام فحسب، بل منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 21 من سبتمبر من العام 2014م، وكل هذه الانتصارات يقودها الأبطال في جبهات القتال تحت راية قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله-.

ويؤكّـدُ الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، أن العام 2021م لم يكن مختلفاً عن العام السابق، من حَيثُ الإنجازات والانتصارات التي حقّقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف المجالات والميادين، بل كان حلقةَ وصل زمنيةٍ بين انتصارات سابقة وانتصارات لاحقة ومُستمرّة، حَيثُ تم تحريرُ مساحاتٍ شاسعةٍ ومحافظاتٍ ذات أهميّة استراتيجية كمحافظةِ البيضاء في عملية “النصر المبين” بمراحلها المختلفة وتحرير عدد من مديريات محافظة شبوة.

ويوضح العقيدُ شمسان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الأهم من ذلك هو التقدم نحو مركز الثقل العسكري لتحالف العدوان في محافظة مأرب والتي لم تكن مُجَـرّد آخر معاقل حزب الإصلاح، بل كانت بالنظر إلى طبيعة التحالف العدواني على اليمن بمثابة قاعدة عسكرية كبرى لكل تلك الدول المشاركة في العدوان، لافتاً إلى أن هذا يجعل من أبعاد تلك العمليات التي تم بموجبها تحرير معظم مديريات هذه المحافظة، متجاوزاً جغرافيتها اليمنية إلى البُعد الإقليمي والدولي، وهذا ما لمسناه من قلقِ الأمم المتحدة وغضب بريطانيا وأمريكا ومن معهم.

ويتابع العقيد شمسان حديثه قائلاً: “وبالتالي يمكن القول إن الانتصاراتِ التي ينجزها اليمنيون اليوم في ميدان المواجهة تسير بمتوالية هندسية تتضاعف من عام إلى آخر، وعلى كافة المستويات والمجالات، منوِّهًا إلى أن اليمنيين اختتموا هذا العام بالإعلان عن عملية “فجر الصحراء” والتي لا تقل في أهميتها عن العمليات السابقة إن لم تكن أكثر أهميّة، حَيثُ أن المنطقة التي تم تحريرها ظلت خارج السيادة اليمنية لأكثر من خمسة عقود، ما يعني أن انتزاعَها من تحت الوَصاية السعوديّة، وإعادتها إلى حُضن الوطن قد يكونُ مؤشراً لعودة كُـلّ الأراضي اليمنية المغتصبة، مؤكّـداً أن سِرَّ التفوق والانتصارات التي أظهرها وحقّقها المقاتلُ اليمني لم تكن بامتلاك أحدثِ الأسلحة وأكثرها تطوراً ولا بكثرة العدد والعُدة، وإنما بما يحملُه المقاتلُ من إيمانٍ وعقيدةٍ راسخةٍ والتي تمثل سلاحاً لا يمتلكُه المعتدون والطغاة، إضافةً إلى التجلي الواضح في عظمة القيادة وحنكتها في إدارة المعركة، وَإذَا ما أردنا تلخيص أسرار هذا التفوق بعبارتين هما الإدارة وحكمة القيادة وهنا كانت حكمةُ القيادة بارزةً للعيان واردة جسَّدها اليمنيون في ميادينِ المواجهة.

 

الاحترافيةُ وتكامُلُ الأداء

العامُ 2021 تعدَّدت فيه الانتصاراتُ العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة كان آخرها للمثال وليس للحصر حين استطاعت قواتنا المسلحة تحريرِ منطقة “اليتمة” في محافظة الجوف، وإعادتها إلى حضن الوطن، لأول مرة منذ عقود، حَيثُ تُعتبَرُ المنطقة من ضمن الخطوط الحمراء لدى النظام السعوديّ ولا يسمحُ بوجود عسكري يمني فيها طوال تعاقب الأنظمة السابقة المرتهنة للخارج، ولهذا فَـإنَّه إنجازٌ عسكري استراتيجي ونوعي فارِقٌ في مسار المعركة يضاف إلى قائمة طويلة من الانتصارات العسكرية والإنجازات الكبيرة التي تحقّقت لليمينيين، وللقوات المسلحة هذا العام في ميادين مختلف العزة والكرامة والشرف والبطولة السامية.

ويقول الخبير والمحلل العسكري اللواء خالد غراب: إن رجالَ الرجال من أبطال قوات الجيش واللجان الشعبيّة حقّقوا انتصارات متعددة وسطّروا ملاحمَ أُسطوريةً في ميادين الدفاع عن الأرض والعرض، ميادين الملاحمِ البرية الأُسطورية، وكذلك ما قامت به قوة اليمن الضاربة ويدها الطولى المتمثلة بسلاح القوة الصاروخية وسلاح الجو الطيران المسيَّر، بالإضافة إلى سلاحِ الدفاع الجوي ومعهم كُـلّ هيئات وقوى الدعم والإسناد العسكري والأمني والاستخباراتي.

ويضيفُ اللواء غراب في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أنه إذَا ما نظرنا إلى عملية “فجر الصحراء” الاستراتيجية وَأَيْـضاً عمليات سلاح الدفاع الجوي التي أصبح لها حضورٌ فاعل في مسرح العمليات واستطاعت أن تحد من تأثير وفعالية الطيران المقاتل الأمريكي والأُورُوبي الـ F16 وF15 والتورنيدو والرافال بعمليات تصدٍّ واعتراض وإجبارها على المغادرة، واستطاعت منذ وقت مبكِّر من إخراج الطيران الأباتشي، وكل أنواع الطيران المروحي واستطاعت أن تسقط كُـلّ أنواع الطائرات الاستطلاعية والمقاتلة المسيَّرة الأمريكية والصينية والتركية.

ويؤكّـد غراب أن التحولاتِ الإيجابيةَ لأداء الجيش اليمني بمساندة أبطال اللجان الشعبيّة قد وصلت إلى مراحلَ متقدمةٍ من الاحترافية وتكامل الأداء ما يجعله في طليعة وصدارة جيوش الإقليم، بل والمنطقة العربية بكاملها، إذَا ما احتسبنا العقيدة القتالية والتسليح الذاتي.

ويزيد بالقول: وهذا يجعلنا نجزمُ وبما لا يدع مجالاً للشك بأن جيشَنا المحترِفَ المؤيَّدَ بنصر الله والمحصَّن بالثقافة الإيمانية القرآنية ثقافة الجهاد والاستشهاد ثقافة التصدي والتحدي العسكري والأمني والمجتمعي، قد أصبح عصياً لا يُقهَرُ مهما تكالبت عليه قوى الشر وجيوش الطغيان، وقد أصبح رقماً صعباً يجعلُ من المستحيل على أية قوة في العالم منفردة أَو مجتمعة أن تفكر في أي عدوان أَو غزو لاحتلال بلادنا أَو جزءاً منه للنيل من عزة وكرامة شعبنا ونهب خيراته ومقدراته، وقد أصبح فعلاً الحُصنَ المنيع، والجيش الذي تخشاه كُـلُّ الجيوش الظلامية، منوِّهًا إلى أن هذا ما بات عليه الموقف الآن وما نراه في هذا العدوان المفروض على بلادنا.

ويستطردُ اللواءُ غراب كلامه بالقول: “اليوم ونحن على أبواب العام الثامن من الصمود نرى كيف تتخبط دول العدوان وتتلقى الهزائم في كُـلّ الجبهات ولا تستطيع أن ترى لها سبيلاً أَو مخرجاً ينقذها من محارق الموت ومن ورطتها التي وقعت فيها بحساباتها الخاطئة التي أوصلتها إلى خيارين كليهما مُميت ويؤدي إلى الهزيمة المذلة والمخزية سواء استمروا في عدوانهم أَو انسحبوا ويعتبر انسحابهم وإيقاف عدوانهم أشد خزياً وأكبر خطراً عليهم، مؤكّـداً أن اليمنَ الذي اعتدوا عليه قبل سبع سنوات وهو ضعيفٌ لا يملك من القوة ما يُذكر، وَأصبح خلال فترة عدوانهم وحصارهم له قوة عملاقة لا تقهر فكيف سيكون هذا الشعب العظيم وجيشه وقوته إذَا توقف العدوان والحصار العالمي عليه.

ويوضح غراب أن هذه المكتسباتِ والانتصاراتِ اليومَ هي نتاجُ دماء الشهداء والجرحى الزاكية، وَنتاجُ ذلك العرق والجهود للجنود المرابطين والجنود المجهولين في جبهات التصنيع والابتكار والاختراع الحربي وجبهات الإمدَاد والإسناد العسكري والأمني والاستخباراتي وجبهات الفكر الثقافي والعلمي وجبهة التلاحم القَبَلي والمجتمعي التي تديرها جميعها قيادة ثورية واحدة وعلم واحد.

ويشيرُ إلى أن كُـلّ تلك الإنجازات التي تحقّقت خلال هذا العام وما قبله قد مهّدت الطريق وبنت أرضيةً صلبةً تمكّن قواتنا المسلحة من الانتقالِ إلى استراتيجية جديدة وبعد جديد وحقبة جديدة من المواجهة والتصدي تتعدى جغرافيتنا البرية والبحرية والجوية بعمليات وتوازنات لا يمكن أن تستوعبها العقول الآن لإزالة ودرء الأخطار عن بلادنا في أي عمق جغرافي كان، خلال وبعد أن يتم استكمال تطهير كُـلّ شبر وكل ذرة من تراب الوطن الطاهر.

 

كلمةُ السر

انتصارات عسكرية عظيمة حقّقتها قواتنا المسلحة وسلاح طيراننا المسيَّر خلال هذا العام بتوجيه ضربات موجعة وإنجازات عسكرية نوعية واستراتيجية، بالإضافة إلى تطور التصنيع العسكري ما غير مسار المعركة وقلب موازين القوى، ما أدخل مملكةَ الشر بتحالفها الفاشل في حالة من الهستيريا والإخفاق المتتالي، مناشدةً العالَمَ عبر خارجيتها الضغط على اليمنيين؛ مِن أجلِ إيقافِ هجماتِهم الصاروخية والبالستية داخل العمق السعوديّ.

ويقولُ المحلِّلُ العسكري والخبير الاستراتيجي المقدم رشاد الوتيري: إن هذه الانتصاراتِ العظيمةَ ليست بغريبة على هذا الشعب الكريم الحر، فاليمنُ مقبرةٌ لكل الغزاة والطامعين، وبالتالي بعد هذه السنوات من العدوان ومن القتل ومن الدمار ومن تفتيت المجتمع اليمني، ومحاولة زرع الطائفية والعُنصرية نجدُ الشعب اليمني قد انطلق في معركة العزة والكرامة في كُـلّ الجبهات مدافعاً عن أرضه وكرامته.

ويوضح المقدم الوتيري في تصريحٍ خاص بصحيفة المسيرة “وتحديداً بعد أن قامت وزارة الدفاع ورئاسة الأركان بإعادة الجيش اليمني إلى خط الانتشار الحقيقي والمتمثل بالدفاع عن الوطن ومقدراته ومكتسباته، بدءاً بالتدريب ثم التأهيل ثم التسليح ثم الانطلاق نحو معركة التحرّر والعزة والكرامة، مُشيراً إلى الإرادَة اليمنية والقيادة اليمنية الثورية والسياسية والعسكرية اليوم تركت له فرصة للبناء في معركة البناء النوعي من خلال التصنيع الحربي الذي أبدع وتفوق على عناصر الملاك البشري لقوات العدوان الأمريكي السعوديّ إلى جانب التسليح المستورد لقوى العدوان الفرنسي والبريطاني والأمريكي والإسرائيلي والنرويجي والألماني وغيره، فتفوق التسليح العسكري اليمني ممثلاً بالصواريخ الباليستية والطيران المُسَيَّر.

ويؤكّـد الوتيري أن العامَ 2021م كان حافلاً بالإنجازات العظيمة والنجاحات في كُـلّ الجبهات، إذ أن الصمودَ والثباتَ والانتصارَ للقضية والإيمان بمبدأ القضية العادلة كانت السمة البارزة التي عززت من صمود الجيش واللجان الشعبيّة، بالإضافة إلى تعاضد اللُّحمة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، وكذلك اهتمام القيادة الثورية والسياسية ومؤسّسة الشعب اليمني ككل المتمسك بإرادَة الله سبحانه وتعالى، وبالتالي كُـلّ هذه العوامل ساعدت الجيشَ اليمني على تحقيق انتصارات عظيمة جِـدًّا مسطرين ملاحم بطولية في كُـلّ الجبهات.

ويشيرُ إلى أن العدوانَ الأمريكي السعوديّ على اليمن خلال السبع الأعوام توج العام 2021 بمناشدات وصراخ للعالم وتحديداً عبر وزارة خارجية مملكة الشر السعوديّة؛ مِن أجلِ الضغطِ على اليمنيين لإيقاف هجماتهم الصاروخية والبالستية داخل العمق السعوديّ بعد وصوله إلى مرحلة الانكسار والإخفاق والانهزام واليأس والحرب النفسية وهو ما نلاحظه، فالانكسارات والإخفاقات والهروب هو سيد الموقف في كُـلّ الجبهات لمرتزِقة العدوان، في حين أن الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة كلما تحقّق انتصارات كُـلما افتتحت شهيته وكلما زادت معنوياته في تقدم هنا أَو هناك أَو أية معركة في كُـلّ المحافظات المحتلّة، والتي سيتم تطهيرها ومن ثم تعود إلى حضن الوطن، ويوضح أن سر هذا التفوق الكبير هو إصرار المقاتل اليمني على بلوغ النصر وعلى مقارعة الطغيان وقوى الاستكبار، فعزيمة المقاتل اليمني ومعرفته أن هذا الشعب يطلب الحرية ولن يقبل الوصاية بعد اليوم إلى جانب إدراكه لحقيقة هذا المحتلّ تحديداً بعد أن جاءت المسيرة القرآنية واعتبارها مِنَّةً من الله سبحانه وتعالى على هذا الشعب، جمعت الشعبَ اليمني تحت راية واحدة وتحت قائد واحد عظيم هو سماحة السيد القائد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-.

وفي مضمون ذلك، يؤكّـد الكاتب والمحلل السياسي أنس القاضي، أن الانتصاراتِ التي تحقّقت خلال العام الماضي ليست مصادفةً، بل هي نتيجة العمل اليومي الدؤوب والمثابرة والتضحية التي يقومُ بها رجالُ الجيش واللجان الشعبيّة، وهم يقاتلون موحدين في سبيل قضيةٍ عادلةٍ لا تنتهي فيما المرتزِقة يقاتلون؛ مِن أجلِ عصبيات أَو بالأجر اليومي في جزر معزولة وقوى استعمارية متنافسة.

ويقولُ أنس في تصريح خاص لصحية “المسيرة”: إننا ننسبُ الانتصارَ إلى الشعب هو صانع النصر، مُضيفاً لكن كلمةَ السِّرَّ في هذه الانتصارات هي شخصية قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، فقد استطاع بحكمة وإيمان وصلابة وعناد ثوري أن يوجه طاقات الشعب نحو المعركة، وأن يرتّب الصفوف ويحدّد الأولويات ويمنح الشعب والقوات المسلحة قدراً عظيماً من الأمل والثقة والاعتزاز بالهُــوِيَّة الإيمانية والوطنية والمبادئ الثورية والاستمرار في الجهاد والنضال حتى النصر.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا