35 عملية نوعية للبحرية اليمنية.. فرقاطاتُ العدوان تحت المجهر

|| صحافة ||

لا تزالُ تداعياتُ عملية ضبط سفينة الشحن الإماراتية العسكرية قائمةً، ولا تزالُ انعكاساتُها تؤرِّقُ النظامَ الإماراتي، وتضعُه في موقف محرج، لا سِـيَّـما بعد نشر هذه الفضيحة على نطاق واسع وأمام شاشات التلفزة بالعالم.

وأمام هذه الفضيحة الكبرى، حاولت أبواق الإعلام التابعة للعدوان على اليمن، حشدَ الرأي العام العالمي ضد “أنصار الله” بصنعاء، وإيهام الناس بأن ما حدث كان عبارةً عن “قرصنة” لسفينة شحن تحمل معدات طبية، مع أن الواقع عكس ذلك تماماً، وقد عمدت صنعاء لنفي هذه الشائعات من خلال بث مقاطع فيديو ثبت التورط الإماراتي في دعم المرتزِقة وتزويدهم بالأسلحة أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة، وفي خطوة تتجاوز القرارات الأممية الخَاصَّة باليمن.

وبموازاة هذه الحملة الإعلامية، انزلقت قناة العربية “الحدث” في مستنقع الخداع الإعلامي، محاولةً تشويهَ صنعاء وتجريم ما أقدمت عليه من حماية لحدودها البحرية، بل وذهبت القناة إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد لجأت إلى أُسلُـوب السخرية، وركّزت على لوحة علقت في أحد شوارع العاصمة صنعاء، مكتوبٌ عليها عباراتٌ للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يتحدث فيها عن البحر ونعمته، وضرورة الاهتمام بالثروة السمكية والزراعية، وهي عبارات تحث اليمنيين على ضرورة الاهتمام بهذه الثروات، وُصُـولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن القناةَ اجتزأت العبارات، وحوّلتها إلى مثار للتندر والسخرية، وحركت أبواقها الإعلامية، لتدَّعيَ بأن قائدَ “الحوثيين” الذي يتحدث عن نِعَمِ البحر، نسي كيف حوَّله إلى مكان لاختطاف السفن.

وتؤكّـد هذه المادةُ الدعائية على حجم الوجع الذي أصاب قوى العدوان بقيادة السعوديّة على اليمن، جراء العملية الشجاعة للقوات المسلحة التي أقدمت مؤخّراً على ضبط سفينة “روابي” العسكرية الإماراتية، واغتنام الأسلحة التي بحوزتها، وهو إنجازٌ عسكري فريد من نوعه، وضربةٌ مؤلمةٌ لأعداء اليمن.

 

حقائقُ مجهولة

ومنذ بدء العدوان على اليمن بقيادة السعوديّة في 26 مارس آذار سنة 2015، والاحتلال الإماراتي يسرح ويمرح في البحار والموانئ والجزر اليمنية، ويعتبرها إقطاعيةً خَاصَّة به، بل تجاوز ذلك إلى اعتقال الصيادين اليمنيين من عرض البحر، وتم نقلُهم إلى جزيرة فاطمة، وإلى الآن لا يزال المحتجزون يتعرضون للعذاب الشديد، والأعمال الشاقة، كما أن العديد من السفن الإماراتية أقدمت وعلى مدى سبع سنوات مضت على نهب وجرف الأسماك من المياه الإقليمية اليمنية، وتلويث البيئة البحرية من خلال تفريغ الزيوت والمخلفات النفطية فيها.

ولم يقتصر الدور الإماراتي عند هذا الحد، بل حول ميناء المخاء الواقع في محافظة تعز جنوب غربي اليمن إلى منطقة عسكرية، وتم هناك بناءُ وتشييد مواقعَ عسكرية، وتزويد المرتزِقة اليمنيين بمختلف أنواع الأسلحة؛ بهَدفِ محاربة قوات صنعاء؛ ولهذا فَـإنَّ سفينة الأسلحة العسكرية “روابي” كانت مليئة بالأسلحة التي كانت في طريقها لقوات المرتزِقة؛ بهَدفِ دعمهم لقتال قوات صنعاء في شبوة وغيرها من الجبهات، وبالتالي فقد تم التعامل معها بالطريقة المناسبة.

وتعد هذه العملية استكمالاً لسلسلة عمليات سابقة في البحر، حَيثُ كانت ضربتها أشد وجعاً وايلاماً على العدوان الأمريكي السعوديّ.

وخلال مؤتمر صحفي عقد يوم 21 مارس آذار سنة 2021م، أكّـد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمني نفذت أكثر من 34 عملية عسكرية نوعية، استهدفت سفناً وبوارجَ وفرقاطات وزوارقَ تابعة للعدوان، إضافةً إلى أرصفة موانئ ومنشآت تابعة للعدو، كما أفشلت القوات البحرية والدفاع الساحلي عمليات إنزال وإبرار لقوات العدوّ.

ومن أبرز العمليات التي نفذتها القوات البحرية اليمنية خلال ما يقارب سبع سنوات مضت ما يلي:

 

استهدافُ البارجة الإماراتية – سويفت

أعلنت القوات البحرية اليمنية في 1 أُكتوبر تشرين الأول 2016 عن عملية نوعية، تمثلت في تدمير البارجة الإماراتية سويفت، بصواريخ يمنية، عندما حاولت التسلل إلى المياه اليمنية لتنفيذ عملية عسكرية قبالة شواطئ باب المندب.

وتعد “سويفت” من أكثر البوارج الحربية تطوراً لدى البحرية الإماراتية، وكانت تستعد لتنفيذ مهمة عسكرية “خَاصَّة” قرب “باب المندب”، وتم استهدافها بصاروخ، ما أَدَّى إلى تدميرها بالكامل ومقتل 22 جندياً وضابطاً إماراتياً من طاقمها.

ووزّع الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء صوراً تظهر عملية رصد البارجة البحرية واستهدافها قبالة سواحل مدينة المخاء الساحلية بمحافظة تعز جنوب غربي اليمن، كما أظهرت الصور البارجة الحربية الإماراتية وهي تحترق في عمق البحر.

 

استهدافُ البارجة السعوديّة- المدينة

أعلنت القوات البحرية اليمنية في 30 يناير كانون الثاني 2017 عن استهداف البارجة السعوديّة التي تحمل اسم “المدينة”، والتي كانت تحمل على متنها 176 جندياً وضابطاً وطائرةً مروحيةً، وكانت قد شاركت في العدوان على السواحل الغربية والمدن والصيادين اليمنيين.

بدورها، اعترفت قيادةُ تحالف العدوان على اليمن بتعرض “فرقاطة سعوديّة للاستهداف”.

وذكرت أنه “أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة تعرضت لهجوم من قبل 3 زوارق انتحارية تابعة للحوثيين، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقم السفينة، وإصابة 3 آخرين.

 

استهدافُ البارجة السعوديّة – الدمام

أعلنت قيادةُ القوات البحرية والدفاع الساحلي في 25 يوليو تموز 2018 عن استهداف (البارجة السعوديّة- الدمام) التي انتهكت مياهَ اليمن الإقليمية، وكانت تنفّذ أعمالاً عدائية، مؤكّـدة أن الاستهدافَ تم بصاروخ مناسِب أصاب البارجة إصابة مباشرة، ملحقاً بها أضراراً كبيرة.

وأكّـدت القيادة البحرية اليمنية في ذلك البيان أن هذه العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن من يهدّد الأمن والسلام الدوليين ويعرض أمن البحر الأحمر لمخاطرَ جمة هي تلك قوى العدوان السعوديّ الأمريكي بجرائمها وحصارها للشعب اليمني وانتهاك مياهه الإقليمية واستهداف موانئ وسواحل البلاد، ملحقة بالشعب كارثة إنسانية هي الأسوأ عالميًّا.

وَأَضَـافَ البيان: “القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمن لن يألوَ جهداً في مواصلة معركة الدفاع عن أمن الشعب وسيادة البلاد، وليس أمام قوى العدوان للنجاة من عملياتنا سوى وقف العدوان ورفع الحصار وسحب بوارجها بعيدًا عن مياه اليمن الإقليمية، وإلا كانت صيداً ثميناً بإذن الله”.

 

صناعة أسلحة محلياً

وخلال السنوات الماضية تمكّنت القوات البحرية اليمنية من إنتاج مجموعة من الأسلحة المصنعة محلياً، ومن هذه الأسلحة:

 

منظومة صواريخ مندب 1

وتعد هذه المنظومة من أبرز الإنجازات التي حقّقها الجيش اليمني في مجال التصنيع الحربي، حَيثُ تمتاز بدقتها العالية في إصابة الهدف ومزودة بتقنية لا تستطيع سفن العدوّ العسكرية من فك شفراتها، وتم إنتاجها بالتعاون بين الوحدة الصاروخية والقوات البحرية اليمنية، واسمها له دلالاته، فهو يرمز لمضيق “باب المندب” الممر المائي الذي يتحكم فيه اليمن ويحافظ عليه.

 

الألغام الصائدة

وهي ألغامٌ بحرية محلية الصنع مخصَّصة لاصطياد قطع العدوان البحرية، من طراز “كرار1″ وَ”كرار2 ” وَ”كرار3″ وَ”عاصف2″ وَ”عاصف3″ وَ”عاصف4″ وَ”شواظ” و”ثاقب” وَ”أويس” وَ”مجاهد” وَ”النازعات” و”مرصاد”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا