العدوان وبياناتُ نعيه الأخيرة

‏موقع أنصار الله || مقالات ||د. مهيوب الحسام

لا شيء يولد من الفراغ وما هذا التصعيد الهستيري للعدوان الإنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته الأعرابية على المدنيين إلا دليل على ذلك، فهو مولود من رحم هزائمه التي يتجرعها في كُـلّ ميادين المواجهة أفقدته توازنه وجعلته يحاول البحث عن نصر شبه مستحيل على الأرض فلجأ للبحث عنها في الفضاء عبر بياناته وفبركاته المفضوحة والمخزية تباعاً في الأيّام الأخيرة على لسان ناطقه العسكري وبشكل فضائحي أكبر من أي وقت مضى كشف عن ما تبقى لم يكشف من سوأته سابقًا وهو ما جعل بياناته عبارةً عن إعلان للإفلاس ونعي لعدوانه بامتيَاز.

ورغم أن هذه الفبركات الفضائحية لم تكن فلتةً ولا زلةَ لسان ولا وُلدت من فراغ بل هي مخطّط ومشروع العدوان نفسه ومرتبطة جذرياً به منذ انطلاقته من واشنطن في مارس 2015م، بناء على فبركات وذرائع واهية وهي إعادة شرعية مستقيلة لا علم لها بعدوانه وما تلاها من فبركات حتى اليوم.

وللتذكير فَـإنَّ هذا العدوان نفسه من اعتمد في عدوانه على أفغانستان والعراق عام 2003م واحتلاله وقتل شعبه بناء على فبركات (أسلحة الدمار الشامل) ونتذكر تلك الفضيحة والصور المفبركة التي عرضها كولن باول -وزير خارجية أمريكا السابق- أمام مجلس الأمن.

كثيرةٌ هي فبركاتُ العدوان وبيانات ناطقه الفضائحية وإن كانت الأسوأ يوم السبت 8 يناير2022م حول وجود ورش لتصنيع الصواريخ في ميناء الحديدة ومشاهد الفيديو والصور المجتزأة من فيلم أمريكي اسمه “Severe Clear” الذي يتحدث عن الغزو الأمريكي للعراق 2003م وتم إعداده في نفس العام وعرضُه في أواخر العام 2009م والذي يسرد مبرّراتٍ واهيةً لغزو العراق وفيها تلك الصواريخ التي لو كانت موجودةً في العراق ما تم غزوُه وبكل غباءٍ يعاودُ عرضُ تلك المشاهد مجدّدًا على أنها في اليمن.

لم يكن بيانُ السفينة العسكرية روابي وهذا البيان الأخير لناطق العدوان أول الفضائح والفبركات ولن يكون آخرها، فالعدوان على الشعب اليمني أُعلن بناءً على فبركات وذرائعَ واهية لا وجود لها ولكنها تطرح سؤالاً مهماً وهو لماذا بدأ انفضاح هذه الفبركات بهذه السرعة وهي التي كان يحتاجُ وقتاً لكشفها منذ احتلال أفغانستان والعراق وحتى بداية هذا العدوان? هناك أسبابٌ لذلك، ومنها:

1) إن تأخر فضح الفبركات منذ العام 2001 كان نتيجة طبيعية لتسويق طويل للقيم الأمريكية والغربية عُمُـومًا من الديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل غياب المشاريع الوطنية وغِياب الهُــوِيَّة الإيمانية لدى كثير من شعوب الأُمَّــة، ومنها الشعب اليمني، رغم أن الشهيد القائد -سلام الله عليه ورضوانه- قد تنبه مبكراً لمخطّطات ومشروع العدوان منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م وكان له السبق في كشفها وفضحها.

2) شيخوخة واهتراء العدوان نتيجةً لهزائمه الميدانية المتتالية التي يتلقاها في كُـلِّ ميادين المواجهة عرته وأظهرت ضعفَه بشكل أكبر.

3) إن عظم جرائم العدوان التي أحاطت به مع تنامي الوعي لدى الشعب اليمني العظيم وكَثيراً من أحرار وشعوب الأُمَّــة والعالم أحبطت أعماله.

4) وأخيرًا فَـإنَّ هزائمَ العدوان على الأرض انعكست عليه صدمةً واضطراباتٍ غيرَ مسبوقة فرضت تأثيراتها وارتدت عليه تخبطاً وإفلاساً وهزيمةً على المستويات.

قد يعجبك ايضا