“أعاصير” يمنية غاضبة قد تشعل نفط “المعتدين” وتلتهم استثماراتهم
|| صحافة ||
تتزايدُ حِدَّةُ القلق الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني المشترك من عمليات الردع اليمنية في عمق دولة العدوان الإماراتية، فيما تتوالى تباعاً التصريحاتُ والمواقف للدول المذكورة، ويترافق مع كُـلّ ذلك القلق أعمال احترازية نابعة من ردة الفعل بالغة القلق من الصواريخ والمسيرات اليمنية.
وبعد ساعات قليلة على تجديد ناطق القوات المسلحة اليمنية لتحذيراته لدولة العدوان الإماراتية بالتوقف عن الغطرسة في اليمن وإلا فَـإنَّ المقابل هو الاقتصاد الإماراتي والاستثمارات المليارية التي باتت غير آمنة، لم تعد أبوظبي تتجاهل الرسائل التحذيرية كما كان الوضع سابقًا، وباشرت هذه المرة ببدء أولى خطوات الاستجابة كرد فعل احترازي من الخطر القادم المؤكّـد حدوثه، ولن نقول المحتمل حدوثه، فعمليتان نوعيتان خلال أسبوع في عمق دول العدوان والتجارب السابقة التي ترجمت تحذيرات القوات المسلحة اليمنية إلى أفعال أوقفت قلب النظامين الإماراتي والسعوديّ واستهدفت عصب الاقتصاد الهش وفضحت زيف الحماية الأمريكية المزعومة، وغيرها كفيلة بأن تستبعد مصطلح أَو واقع “الاحتمال”، فتنفيذ القول بات لا مناص منه، لا سيما في ظل تمسك القوات المسلحة اليمنية بالمبادئ الوطنية والسيادية والحقوق المشروعة للشعب اليمني التي ترفضها دول العدوان والاحتلال.
واشنطن و “إكسبو” تستشعران الخطر وتحذر: ابتعدو
وفي أولى خطواته لمواجهة الخطر المؤكّـد حدوثه من القوات المسلحة اليمنية باشرت الإمارات بإلغاء عدد من الفعاليات المرتبطة بما يسمى “إكسبو دبي 2020″، وذلك على اعقاب ما نشره متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الثلاثاء الماضي، في حسابه على تويتر، والتي قال فيها “إكسبو.. معنا قد تخسر.. ننصح بتغيير الوجهة، في إشارة إلى أن العمليات القادمة لن تستثني الأهداف الحيوية والاقتصادية التي يجني منها النظام الإماراتي مليارات الدولارات – إضافة إلى ما ينهبه من ثروات اليمن – وتفعيلها في قتل الشعب اليمني واحتلال جزره وسواحله وتعبيد الطريق أمام الكيان الصهيوني للسيطرة الفعلية على اليمن.
وأثارت تغريدة سريع ردود فعل واسعة في الوسط الإماراتي والخليجي بشكل عام، علاوة على ردود الفعل الأمريكية البريطانية الصهيونية، وهو ما أجبر إدارة “إكسبو دبي” إلى تأجيل ما أسمته “فعالية حفل كايروكي والذي من المقرّر إقامته في 30يناير على منصة اليوبيل في معرض إكسبو”، مبرّرة ذلك في بيانها أنه نتاج ظروف طارئة لم يتم الإفصاح عنها”.
وفيما اعتبر النظام الإماراتي ووسائل إعلام موالية للإمارات أن تأجيل الفعاليات أمرٌ طبيعيٌّ يحدث باستمرار، للتغطية على الخوف من رسائل سريع، وزعمت أن ذلك بعيدٌ عن ما له علاقة بتهديدات القوات المسلحة اليمنية، باشرت الولايات المتحدة الأمريكية الإدلاء بموقفها وحذرت رعاياها ومواطنيها في دولة الإمارات إلى إعادة النظر في السفر إلى الدويلة المحفوفة بالخطر، ليتأكّـد للجميع أن صدى تهديدات القوات المسلحة اليمنية رجع من الأطراف المعنية المستفيدة من الاقتصاد والاستثمارات في الإمارات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن دولة الإمارات تعد بلداً غير آمن حَيثُ خرج ما يسمى “مكتب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية” ببيان رسمي نشر مساء الخميس، وجه تحذيراً للمواطنين الأمريكيين في الداخل والخارج من السفر إلى الإمارات.
ودعا البيان المواطنين الأمريكان إلى إعادة النظر في خطط السفر إلى الإمارات؛ بسَببِ ما وصفه البيان بـ”خطر الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار”، فيما وجه البيان الأمريكي بأن التوجيهات الواردة فيه تحل محل إرشادات السفر السابقة للإمارات التي صدرت في قبل ثلاثة أَيَّـام، وهو ما اعتبره مراقبون بالتحذير العلني لواشنطن الذي يؤكّـد عدم ثقة الولايات المتحدة في الإمارات ودفاعاتها الجوية الأمريكية، إضافة إلى أن البيان يعد تصنيفاً أمريكياً رسميًّا بمستوى الخطر المرتفع داخل الإمارات، جراء الأسلحة اليمنية متنامية القدرات وكبيرة الفعالية والتأثير.
الإمارات تسجدي بحماية فاشلة وصنعاء تجدد النصح: خيار واحد فيه النجاة
ووسط مؤشرات تقول: إن دويلة الإمارات لم تتعلمْ من الدرس بعدُ، يبدو أن النظام الإماراتي غير مستعد للتخلي عن غطرسته في اليمن، فعلاوة على استمرار تصعيده، يعمل نظام أولاد زايد بتوجس على عدة مسارات احترازية، منها ما يرتب له في الداخل الإماراتي من احترازات وقائية من احتمالات العمليات القادمة، ومنها ما يواصل لهثه وراء المزيد من الأسلحة الأمريكية والبريطانية التي أثبتت عجزها عشرات المرات، حَيثُ جددت دويلة الإمارات طلبها للمزيد من الأسلحة الدفاعية الأمريكية –وهو مؤشر على نية النظام باستمرار غطرسته– فيما اعتبر مراقبون أن هذا الطلب يعد هستيريًّا ونابعًا عن الإفلاس التام، حَيثُ لم يؤمنِ النظام الإماراتي بعد بفشل الحماية الأمريكية البريطانية.
وفي استجداء فاضح للنظام الإماراتي ذكرت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة حاجة بلادها الكبيرة إلى المزيد من الدعم الأمريكي للتصدي للصواريخ والمسيّرات اليمنية، ليحمل هذا الاستجداء الاجوف معه العديد من نقاط العجز والإفلاس والتخبط في صفوف دويلة العدوان الإماراتية.
وتأكيداً على حرص صنعاء على نصح النظام الإماراتي وتربيته على عدم فاعلية النجدة الأمريكية والبريطانية، وجه وزير الخارجية، المهندس هشام شرف، الخميس، رسائل جديدة للإمارات، مؤكّـداً أن أوهام السيطرة على اليمن غير مجدية.
وقال شرف في تصريح لوكالة سبأ إن “التصريحات الأخيرة لمندوبة أبوظبي لدى الأمم المتحدة، وإشارتها إلى حاجة بلادها لمزيد من الدعم الأمريكي لاعتراض صواريخ صنعاء الدفاعية، استعراضية وأشبه بالصراخ المفتعل للمذنب أمام العالم”، معتبرًا تصريحات المندوبة الإماراتية بأنها محاولة “لاستباق أي تحقيق دولي سيحمل الطيران الحربي الإماراتي مسؤولية مقتل وإصابة أكثر من 300 شخص جراء استهدافه للسجن الاحتياطي بمحافظة صعدة”.
وأوضح أن قيادة الإمارات “تملك وهم إمْكَانية احتلال أراضي وجزر يمنية ورغبتها في الهيمنة والغطرسة بما لديها من موارد مالية”، مُشيراً إلى أن محاولة الإمارات العودة مجدّدًا للتحالف وفرض واقع سياسي وعسكري جديد على الساحة اليمنية “حتم على صنعاء اتِّخاذ الموقف المناسب وإرسال رسائل تحذيرية حتى لا تقع الإمارات في مطب أوهام السيطرة وخدمة أجندات دول أُخرى في المنطقة ومنها الكياني الصهيوني”.
وبيّن وزير الخارجية أن “صنعاء بقواتها الدفاعية وكل إمْكَانياتها العسكرية تحتفظ بحق الدفاع عن اليمن واليمنيين بشكل كامل دفاعا وهجوما ضد أي مصادر خطر تراها السلطة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني”.
وجدد الوزير هشام شرف الدعوة للسلطات الحاكمة في أبوظبي والرياض، بأن لا تغويَها وعودُ الحلفاء بالدعم من خارج حدودها “داعياً البلدين إلى ألا يكون اليمن هاجسًا لديهما أَو خطرًا عليهما، وأن يعمل البلدان على انتهاج مسار سلام وعلاقات طيبة متبادلة والابتعاد عن أحلام اليقظة لدى البعض في إمْكَانية فرض ما يريدونه من واقع سياسي وحكم في اليمن”.
وزير الدفاع: التصعيد سينقلب وبالاً والقادم أعظم
وفي ذات السياق، عززت صنعاء رسائلها التحذيرية المليئة بالنصح عبر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الذي أكّـد أن تصعيد العدوان لا يساعد على إنهاء الحرب بل يزيد من توسيع نطاقها الجغرافي، وتقويض فرص السلام، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة”، في إشارة إلى احتمالية تزايد الضربات في عمق دول التحالف، وتأثيرها اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا على منطقة الشرق الأوسط، وإضرارها بالمصالح الأجنبية.
وأكّـد العاطفي على أن “الممارسات التصعيدية العدوانية تدفع القوات المسلحة إلى اتِّخاذ خيارات عسكرية استراتيجية ستجرع تحالف العدوان الهزيمة والندم والحسرة”.
وبشأن عملية “إعصار اليمن”، قال وزير دفاع صنعاء إنها مُجَـرّد “سائل تحذيرية لعلّ وعسى أن يرتدع المعتدون ويعودوا إلى صوابهم”، وإن “الفترة القادمة ستشهد ضربات موجعة ومرعبة في العمق الاستراتيجي العسكري والاقتصادي لدول العدوان، وفي مناطق لا تتوقّعها”، معتبرًا ذلك “حقاً مشروعاً للشعب اليمني”.
واختم وزير الدفاع تصريحاته بقوله: “نؤكّـد من موقع المسؤولية إذَا استمرت قوى العدوان في التصعيد، فالشعب اليمني وقواته المسلحة جاهزون للتصعيد، وقادرون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواجهة أسوأ الاحتمالات، دفاعًا عن اليمن واستقلاله ووحدته، وسنواجه التحدّي بالتحدّي والتصعيد بالتصعيد والقصف بالقصف والعين بالعين والسن بالسن، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغت التحدّيات، ولن يقبل شعبنا إلا بالنصر والنصر فقط، بإذن الله تعالى”، وهي رسائل شديدة اللهجة وصادقة النصح، اعتبرها مراقبون حجّـة بالغة على النظام الإماراتي.
صحيفة المسيرة