صلفٌ جديدٌ للعدوان الأمريكي السعوديّ.. الاتصالاتُ والمياه في دائرة الاستهداف

محاولات تركيع اليمنيين فشلت منذ سبع سنوات وتحطمت أمام الصمود الأُسطوري

|| صحافة ||

يمعِنُ العدوانُ الأمريكي السعوديّ في استهداف المنشآت الحيوية والأحياء السكنية الآهلة بالسكان، حَيثُ ركز خلال الفترة الماضية على استهداف أبراج الاتصالات وكل ما له علاقة بالاتصالات، في خطوة متوحشةٍ تهدف إلى عزل اليمن عن العالم الخارجي، وإلى جانب ذلك تعرضت منشآت حيوية مثل قطاع النظافة والمياه، والصحة لتدمير ممنهج.

ونال مشروعُ مياه الشربِ نصيباً من القصف لطيران العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي مؤخّراً، حَيثُ جاء القصف بالتزامن مع شُحَّة كبيرة في الوقود، الأمر الذي يهدّد حياة سكان مدينة صعدة بأكملها، لا سِـيَّـما وأن الاستهداف يأتي مع تفاقم معاناة النازحين المحافظة، نتيجة ممارسات العدوان الأمريكي السعوديّ وتصعيده الخطير على المدنيين.

واعتبر محافظ صعدة محمد جابر عوض أن محطة المياه التي قصفت كانت الوحيدة لتزويد النازحين والمحتاجين وسكان مدينة صعدة وضواحيها بمياه الشرب.

وتعد مدينة صعدة واحدة من المدن التي يمعن العدوان في استهداف كُـلّ خيراته، منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015، الأمر الذي أَدَّى إلى تدهور حالة أكثر من 200 ألف نسمة يقطنون في هذه المدينة المهدّدة، وهي أنموذجٌ لواحدة من أكبر المآسي في اليمن، جراء هذا التصعيد.

ويشكو المواطنون بصعدة من معوقات كثيرة تقف أمامهم نتيجة شحة المياه والاستهداف المتواصل لمحطات المياه وكذا الطرق لتوصيلها بكل سهولة ودون عناء.

وبعد محاولات العدوان الغاشم قطعَ الركائز الأَسَاسية للحياة والعيش يحاول مجدّدًا قطع كافة التواصل بين المواطنين، حَيثُ كثّـف غاراته، مستهدِفاً شبكاتِ الاتصال في معظم محافظات الجمهورية، ومعظمها قام بتدميرها بشكل كامل، ليتمكّن أكثر من طمس الحقائق واخفائها أمام الرأي العام، ومن أبرز هذه الجرائم، إقدام العدوان على استهداف مبنى الاتصالات بالحديدة، وتدمير البوابة اليمنية الدولية للإنترنت، لعزل اليمن عن العالم الخارجي في محاولة واضحة لإسكات الشعب اليمني في إيصال مظلوميته للعالم ونقل الصورة البشعة للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وجرائمه التي يرتكبها يوميًّا بحق أبناء الشعب اليمني.

ويسعى العدوان الأمريكي السعوديّ بخطواته الإجرامية إلى إخضاع واستسلام الشعب اليمني، غير أن أحرار الشعب يوجهون رسائلهم إلى العدوّ باستحالة الركوع لغير الله وأنهم لن يسكتوا على مثل هذه الجرائم الوحشية التي تستهدف الأطفال والنساء وتهلك الحرث والنسل.

ويقول الصحفي والخبير الاقتصادي، رشيد الحداد إن طيران العدوان شن خلال الأسابيع الماضية سلسلة غارات ممنهجة استهدفت أبراج وشبكات الاتصالات في صنعاء والمحويت وعمران وصعدة والجوف، موضحًا أن هذا الاستهداف الممنهج تزامن مع موجة تحريض تبناها مرتزِقة العدوان ضد قطاع الاتصالات في صنعاء.

ويضيف الحداد أن هذا القطاع كان ولا يزال هدفاً للعدوان كونه قطاعا خدميا من جانب، وكان لنجاح القائمين عليه في امتصاص تداعيات الاستهداف السابق الذي طال أكثر من 370 شبكة وبرج اتصالات دور كبير في إثارة نقمة العدوان وعدائيته ضد شبكات الاتصالات التي تندرج في إطار الأعيان المدنية وِفْـقاً للقانون الدولي الإنساني.

ويضاف إلى أن استهداف أبراج الاتصالات والشبكات الخَاصَّة بالخدمة مؤخّراً تزامن مع محاولات الانتقال إلى الجيل الرابع 4G، وهو ما اعتبره مراقبون صورة من صور التحدي والصمود للعدوان والحصار؛ كون العدوان يمنع دخول أجهزة الاتصالات الحديثة ويقطع خطوط تزويد البلد بالإنترنت منذ سنوات سواءٌ أكان في البحر الأحمر أَو في عدن، مؤكّـداً أن العدوان وأدواته يسعون إلى عزل اليمن عن العالم وضرب كُـلّ قطاع حيوي خدمي في البلد، وهذا يدل على إفلاس العدوان وسقوط القانون الدولي الإنساني الذي فشل في حماية المدنيين وكافة القطاعات الخدمية والمدنية طيلة السنوات الماضية من عجرفة العدوان وتصلفه.

 

العدوانُ سيفشل

بدوره يقول الناشط السياسي الدكتور مهيوب الحسام أنه لا يمكن فصل هذا التصعيد الهستيري المسعور مؤخّراً عما تلقاه ويتلقاه هذا العدوان من هزائم ميدانية نكراء وما عاشه ويعيشه من صدمة ورعب وإحباط جراء هزائمه المرة على كُـلّ الصعد.

ويقول الحسام إن هذا التصعيد واحدة من ارتدادات هزائم العدوان وهو يلفظ أنفاسه ويتهاوى، مؤكّـداً أن تصعيد العدوان واستهدافه لشبكات الاتصالات والمياه يأتي ضمن تكريس استهدافه للشعب اليمني وإمعانا في استهداف المؤسّسات المدنية ظنا منه أنه يستطيع كسر إرادَة الشعب اليمني وسيخيب ظنه كما في كُـلّ مرة.

ويرى الحسام أن استهداف العدوّ لشبكات الاتصالات أَمِلَ من خلاله وقف التواصل بين أبناء الشعب بعضه ببعض وبينه وبين محيطه الخارجي والأهم وقف النشاط الإعلامي للشعب اليمني الذي يشعر بالهزيمة أمامه ويريد تخفيف عب ووطأة وقع هزيمته الإعلامية، ويريد ألا يكشف أحدٌ كذبه وفضائحه الإعلامية كما يأمل استفزاز القوة الصاروخية للرد بالمثل وهو حق مشروع ليزيد من عويله حينها أكثر ويولول بأن أنصار الله يستهدفون منشآت مدنية، وهذا التصعيد يثبت مدى هزيمته الإعلامية.

أما فيما يتعلق باستهداف المياه يقول الدكتور مهيوب الحسام إنه لزيادة حصار هذا الشعب وتعطيشه وتجويعه وإماتته عطشا وجوعا والعمل على انتشار المزيد من الأمراض والأوبئة في ظل قلة المياه النظيفة وربما يسعى من خلالها لاستجلاب رد على منشآت تحلية المياه لديه والتي يعتمد عليها في مياه الشرب بنسبة تفوق60 %، وهذا ما لا يمكن الذهاب إليه حاليا؛ لأَنَّ مواجهتنا له وحربنا في مواجهته هي حرب أخلاقية قيمية سواء في المواجهة الميدانية أَو الرد في عمقه.

وفيما يتعلق بخطوة هذا الاستهداف يشير الحسام إلى أننا شعب آمنا بالله ربا وبنبيه محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- نبيا ورسولا وهاديا وبرسالته منهج هدى وعزة وكرامة ونواجه عدوه وعدونا جهادا في سبيله، هو ناصرنا وهو القائل سبحانه: (لن يضروكم إلا أَذًى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصَرون).

ويزيد الحُسام قائلاً: ولهذا فَـإنَّهم لن يستطيعوا أن يحدثوا فينا تلك الأضرار والأخطار، وسيفشل العدوان كما فشل منذ سبع سنوات، ناهيك عن أنه قد لجأ لهذا التصعيد الهستيري المسعور وهو ليس في أحسن أحواله ولن يجني منه سوى المزيد من الفشل والهزيمة على المدى القصير والمتوسط والبعيد لا على الأرض ولا في الفضاء ولا في المفاوضات.

ويؤكّـد الحسام أن العدوان في تخبط كبير في استهدافه لمقدرات الشعب اليمني وفي محاولة جديدة لأماتته جوعا وحصارا ودفنه حيا لا يعرف العالم ما يحل به، ولكنه مع وجود إرادَة الشعب اليمني الصلبة فلن يحقّق سوى الخيبة والخسران وستبقى كافة جرائمه وصمة عار على جبينه جيلاً بعد جيل.

 

صحيفة المسيرة

 

قد يعجبك ايضا