الهُــوِيَّةُ الإيمَانية الأصيلة.. تجسّدها المواقفُ اليمنية العريقة
موقع أنصار الله ||مقالات||إكرام المحاقري
ليست وليدة لحظتها تلك المواقف اليمنية التي خلدها التاريخ وما زال في أنصع صفحاته المجيدة، جهاد وعبادة، استقامة وتضحية، والسابقون السابقون، كُـلّ تلك الصفات تجلى فضلها في الأنصار الصادقين، فكانت “جمعة رجب” كرامة من الله لهم، إذ دخلوا في دين الله أفواجاً طوعاً لا كرهاً، مسلمين حنيفيين، مجاهدين في سبيل الله على مرّ العصور والأزمنة.
بدأ مشوارهم الإيمَاني في ركاب وصي رسول الله -صلوات الله عليه وآله- الإمام علي-عليه السلام-، “ولو كنت بوّاباً على باب الجنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام”، وذلك هو الفضل العظيم، ومن ذاك الباب قد دخل اليمانيون عبق الدين وسطروا ملاحم بطولية ما زال أثرها قائماً حتى اليوم، إذ يتجلى في المواقف العظيمة لليمنيين ومواجهتهم لعتاولة الظلم والهوان، وإقامة القسط والكفر بمشروع اليهود المعتدين.
فما جاء به الإمام علي -عليه السلام- من دعوة بتوجيه رسالة النبوة تحوّل إلى ثقافة انغرست في أفئدة اليمنيين، لذلك، فـالوعي والحكمة القرآنية اقترنا ببعضهما ليكونا طريقاً واضحًا للعبور من أزمات الفكر والثقافات الباطلة والمغلوطة للوصول إلى بر النجاة والالتحاق بسفينة النجاة والمتمثلة بآل البيت -عليهم السلام.
ها هم اليمانيون وبعد عصور مضت يقفون ذات المواقف، فـالواقع اليوم يتحدث عن أن في اليمن أُمَّـة عظيمة عصية متجلدة مسلمة مرتبطة بالقرآن الكريم ومتأصلة بهُــوِيَّة إيمَانية يمانية إسلامية، عجزت أُمَّـة الكفر ودول الطاغوت عن الوقوف بوجه مشروع هدايتهم والذي تفرع إلى دول أُخرى والمتمثل من وعي وبصيرة وتضحية وجهاد وتمسك بدين الله ومبادئ القرآن الكريم والتي جاء بها جميع من أرسلهم الله من رسله في رسالة واضحة للعالمين.
فهذه المناسبة العظيمة تعتبر محطة للذكرى وللعبرة والعظة والوقوف مع مشروع الله في الأرض، حَيثُ قدر لعباده الحرية والعيش بكرامة، مخلصين له الدين، كما أنها توضح المغالطات الغربية لحروبهم الناعمة والتي فصلت الدين عن الدولة وخلقت سياسات هي النفاق والرياء والسمعة بحد ذاتها، مستهدفة المسلمين في توجّـهاتهم وأخلاقياتهم وانتمائهم الذي كان من المفترض به أن يكون باتّجاه قبلة الله الواحد الأحد، لذلك نجد الأُمَّــة أصبحت أمماً والقضية تعددت وتفرعت إلى قضايا والدولة إلى دويلات والعدوّ إلى صديق حميم، والولاء الذي حذر الله منه أصبح مشروعاً أسموه “التطبيع” وهكذا..، وكأنها حرب المفردات التي استخدمها العدوّ أولاً وأخيرًا.
لنا كـأُمَّـةٍ مسلمة في هذه المناسبة الكثير من الدروس والعبر والتي يجب أن تركز عليها الأُمَّــة الإسلامية بشكل عام، لتكون محطة تربوية للعودة إلى الله والارتباط بمشروعه العظيم والكريم في الحياة، والسير ضمن أفق مشرق بالهداية القرآنية والتي جاء بها الإمام علي -عليه السلام- إلى اليمن ـلتكون هناك البشرى العظيمة، وليتكرّر التاريخ كرامة وعودة إلى الله للعالمين وليذهب المشروع الصهيوني من حَيثُ أتى، إلى دهاليز الماسونية الشيطانية وإلى مزبلة التاريخ، والعاقبة للمتقين.