المشروع القرآني في مواجهة المشاريع الاستعمارية لأمريكا

خاص

لقد سعت قوى الاستكبار والشر على إزاحة الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” وإزاحة مشروعة الحق من الساحة، إلا ان ذلك المشروع القرآني أصبح اليوم المشروع الأكثر حضوراً والأعظم أثراً في وجدان وقلوب أبناء الأمة، والتفت حوله الأمة لتجد فيه المشروع الحق، الذي تتحرك به في مواجهة التحديات والأخطار.

عندما نعود إلى تلك المرحلة المهمة والحسَّاسة والخطيرة التي تحرَّك فيها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بمشروعه القرآني العظيم، ندرك أنه بحق شهيد القرآن، وندرك أهمية وقيمة الموقف والخيار الذي اتجه فيه، وأسسه، وبناه، والذي نتحرك اليوم على أساسه في مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة التي نواجهها اليوم.

انطلاقة المشروع القرآني للشهيد القائد:

في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة قد أحكمت قبضتها على الغالبية العُظمى من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، على مدى العقود التي أعقبت الحربَ العالمية الثانية، كانت المخابرات الأَمريكية تحارب بطرق سرّية وعبر تلك الأنظمة أي مشروع أو فكر ينطلق ويتجه عكس التيار الاستعماري الأَمريكي بشكله الجديد.

وفي ظل تلك المعطيات والظروف التي استتبت للهيمنة الأَمريكية، شكَّلت انطلاقة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين “رضوان الله عليه” لمواجهة هذا المشروع الذي يهدف للهيمنة على العالم فارقاً قوياً في ذلك الوقت، الذي اذلت فيه أمريكا جميع الزعماء والحكام في المنطقة، ولم يتجرأ أحد منهم الوقوف في وجه غطرسة أمريكا مشاريعها التأمرية والاستعمارية، وخصوصاً عندما خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش، والقى خطاباً عقب مسرحية تفجير برجي التجارة العالمية في عام 2001م، قال فيه للعالم: “من لم يكن معنا فهو ضدَّنا“، وحينها خرج الشهيد القائد شجاعاً وأعلن أنه ضد أمريكا.

التحذير من خطورة المشروع الاستعماري الأمريكي:

انطلق الشهيد القائد رضوان الله عليه” في تلك الفترة صوب المهمة الأهم وهي التواصل مع الناس، والمجتمع وابلاغهم بالأدلة والبراهين والقراءات الصحيحة بحقيقة المشروع الأمريكي، وتحدث بشكل مستمر عن خطر المشروع الأمريكي على الناس والأمة جمعاء، دون أن يكونوا قد لمسوا بشكل مباشر تلك الخطورة عليهم؛ نظراً لأساليب المخابرات الأَمريكية في الاختباء وراء عدة ذرائع تمنع البسطاء من تمييز وجود الأَمريكيين خلف كل ما يحدث.

وفي هذا الصدد، يقول السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد القائد 1440هـ، أن المشروع القرآني الذي يقدمه الشهيد القائد هو مشروع وعي وبصيرة وتزكية، إذ يقول: المشروع القرآني الذي تحرك به السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو مشروعٌ عظيم، ينطلق– كما قلنا- من قراءة واعية عن العدو، عن الأحداث، عن مسارات هذه الأحداث، عن المجالات التي يتحرك فيها العدو: سياسياً، إعلامياً، اقتصادياً، بالتضليل الثقافي والفكري، بالاستغلال لمشاكل هذه الأمة التي تكاثرت عبر قرونٍ من الزمن، بالتوظيف والاستغلال لكثيرٍ من الأحداث والأزمات والمشاكل… وعي بالعدو، بأساليبه، بمكائده، بمخططاته، بطبيعة هذا الصراع، وطبيعة هذه المعركة، ويعتمد على القرآن الكريم، وعلى النظرة الواعية إلى الواقع، والفهم الصحيح لهذا لواقع، على مبدأ (عينٌ على القرآن، وعينٌ على الأحداث).

مرحلة جديدة من تحمل المسؤولية:

أعلن الشهيد القائد مرحلة جديدة من تحمل المسؤولية لحمل هذا المشروع القرآني التحرري الموعود بالنصر والتمكين من قبل الله القوي العزيز وكاشف في محاضرته هذه التحولات العجيبة لزعماء انظمة العمالة والخيانة الذين هرولوا إلى أحضان اليهود وتبني مواقف اليهود ومساعدتهم لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم لبسط نفوذ وسيطرة اليهود على الشعوب المستضعفة

وفي هذا الصدد، يشير السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد 1441هـ، إلى الخيار القرآني للشهيد القائد، في الانطلاق من واقع المسؤولية، حيث يقول: “في تلك المرحلة الحرجة والحسَّاسة والخطيرة جدًّا أتى السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وحدد خياره، وبنى موقفه ليكون موقفاً وخياراً قرآنياً، على أساس العودة إلى القرآن الكريم، وهذا الموقف وهذا الخيار يمتاز بعناصر وأسس يستند إليها، لا تتوفر لأي خيارات ولا أي مواقف أخرى:

أول ما يتحلى به هذا الخيار وهذا الموقف هو: المسؤولية، هذا الخيار، وهذا الموقف، وهذا الاتجاه، انطلق على أساسٍ من المسؤولية، لم ينبع من هوى، ولم ينطلق من فراغ، وليس الدافع إليه دافعاً خاطئاً، أو دافعاً سلبياً، لا يمثِّل أجندة خارجية لصالح أي طرف هنا أو هناك، ولا إملاءات من أحد. إنها توجيهات الله -سبحانه وتعالى- إنه هديه، إنها أوامره، إنها تعليماته -سبحانه وتعالى- ما يقدِّمه القرآن الكريم من رؤية، ما يهدي إليه من عمل، ما يرشد إليه، ما يقدِّمه من تقييم، كل ما يقدِّمه القرآن الكريم هو من الله -سبحانه وتعالى- فأن يكون التوجه نحو التبني للموقف القرآني، ولما يرشد إليه القرآن الكريم، هذا هو عين المسؤولية؛ وبالتالي لا يمكن التشكيك في موقفٍ كهذا، لا في دوافعه، ولا في صوابيته.

الشهيد القائد يقف في وجه غطرسة أمريكا:

في الوقت الذي كان فيه الشهيد القائد يتأمل كل يجري في بعض الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً العراق وأفغانستان، فإنه لم يتنبأ بما تخطط له أمريكا فحسب، وإنما استطاع بوعي قرآني فريد أن يقرأ طبيعة التحركات الامريكية فيما الدول العربية والاسلامية وإحكام قبضتها على الأنظمة الحاكمة فيها، وابتكار الذرائع “الإرهاب، وتنظيم ما يسمى بالقاعدة” لاحتلال تلك الدول والهيمنة عليها، تحت يافطة تلك الذرائع، وفي نفس الوقت محاربة أي فكر يؤدي لطردها من المنطقة وفضح مؤامراتها بحق الأمة، وهو ما جعل انطلاق المسيرة القرآنية التي قادها الشهيد القائد تشكل خطراً كبيراً على الهيمنة الامريكية في المنطقة، وأفشل المخططات الاستعمارية الامريكية.

ويبين السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة في ذكرى الشهيد القائد 1439هـ، توظيف أمريكا للعناوين والمصطلحات، حيث يقول:

توظيف عناوين ومصطلحات تشتغل من خلالها أمريكا، وتحرص على أن تكون غير مستفِزَّة، فأتى مثلاً: عنوان التحرير في عملية الاحتلال للعراق، مثل ما هو اليوم عنوان في الهجوم على بلدنا في اليمن: عنوان التحرير، عنوان مثلاً: الديموقراطية، عناوين حقوق الإنسان، عنوان مكافحة الإرهاب، عنوان الحرية… مجموعة من العناوين والمصطلحات تحركت أمريكا تحتها، أبرزها عنوان مكافحة الإرهاب، وركَّزوا على توظيف هذه العناوين والتحرك من خلالها، وهذه طريقة أرادوا من خلالها ألَّا يستفزوا الأمة، لو أتى توجههم نحو المنطقة واحتلالهم لهذه البلدان تحت عنوان صريح وواضح، أنه [يا أيها الأمة الإسلامية، يا أيتها المنطقة العربية: نحن آتون لاحتلال أرضكم، والسيطرة عليكم، ومصادرة ثرواتكم ومقدراتكم، والاستهداف لكم في دينكم، وفي عرضكم، وفي أرضكم، ومصادرة حريتكم واستقلالكم]، هذه عناوين مستفزة، يمكن أن تسهم هي- بحد ذاتها- في استنفار الأمة للتحرك المضاد والمواجهة لهذه الهجمة. ولكن |لا|، هم عرفوا هذه الأمة والسذاجة الكبيرة لكثيرٍ من أبنائها البسطاء الذين لم يحظوا في المراحل الماضية بأي عملية توعية تجاه العدو، تجاه أساليبه، بل كانت المراحل الماضية في كثيرٍ من بلدان هذه المنطقة حالة من التدجين، التدجين للحكومات الجائرة والمتسلطة، وأسهمت فيما بعد بالتدجين للعدو الخارجي والأجنبي القادم للسيطرة على هذه المنطقة وهذه الأمة.

قد يعجبك ايضا