إنجازات مشروع الشهيد القائد
حقق المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ” رضوان الله عليه” العديد من الانجازات والتي من أهمها تأصيل الهوية الجامعة وهي الهوية الاسلامية، هويتنا كأمة مسلمة في مواجهة مساعي طمسها وإبراز الهويات الجزئية الطائفية منها والسياسية والجغرافية فمن أهم معالم وسمات المشروع القرآني والتحرك الجاد الذي قام به الشهيد القائد رضوان الله عليه تأصيل الهوية الجامعة ، ولذلك دائماً ما يتناول الحديث عن القضايا الرئيسية للأمة ويتحدث عن أي حدث في أي قطرً من أقطار العالم الإسلامي يطال أي مسلمين باعتباره حدثاً يعنينا نحن ونتحمل مسئولية تجاهه نحن .
- أحيا روح المسؤولية الدينية
من أهم ما سعى وحقق نجاحاً فيه هو أحياء الشعور بالمسئولية الدينية طبعاً في مرحلة تسعى قوى الطغيان إلى إماتتها وإخماد جذوتها ، الشعور بالمسئولية الدينية غائب لدى الكثير من المسلمين لم يعد للأسف الشديد الكثير من المسلمين لم يعد يعرف أو يشعر أنه يتحمل مسئوليةً دينية تجاه بقية أمته الإسلامية , تجاه الأحداث والمآسي والمظالم التي تلحق بأبناء أمته الإسلامية هنا أو هناك ،
- حطم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف
من أهم إنجازات الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أنه حطم جدار الصمت ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة في مرحلةٍ عصيّة فهو حطّم جدار الصمت في تلك المرحلة ، وكسر حاجز الخوف ، وأعاد الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى ، وحاول أن يذكّر الأمة بكل المقومات التي هي مقومات تجعل منها أمةً فعلاً تستطيع أن تتحرك لتنهض بمسؤوليتها ، والآن فإن الصوت الذي أرادوا إسكاته قد تعالى وارتفع ليصل بصداه إلى كل أرجاء الدنيا
- ارتقى بالأمة ومثل الخلاص للبشرية
، فكان مشروعاً حكيماً إرتقى بالأمة ، ومشروعاً تربوياً حقق نقلةً في النفوس كما حقق نقلةً في الواقع ، أما على مستوى مواجهة الأعداء فكان مشروعاً حقق نتائج كبيرة ،استنهض الأمة للتحرك ضد هؤلاء الذين يفتكون بها الذين يمارسون الطغيان عليها والإجرام بحقها والإستهداف الشامل لها مع دعوى إلى كتاب الله إلى الإهتداء به إلى التمسك به إلى التثقف به ، هل هناك أرقى أو أسمى أو أوضح عدالةً وأحقيةً من هذا المشروع
- استنقذ الأمة من حالة الذل والهوان
عندما نستذكر هذا السيد العظيم هذا الرجل العظيم ونستذكر المشروع الذي قدمه لإنقاذ الأُمة ، هذا المشروع العظيم الذي رمى من خلاله إلى إخراج الأمة من حالة الضياع والتيه إلى بر الأمان الحقيقي إلى صراط الله العزيز الحميد إلى الصراط المستقيم إلى نهج العزة نهج الكرامة نهج الخير ، استنقاذ الأمة من حالة القهر والاستضعاف والإذلال والهوان إلى العز والمجد ، استنقاذ الأُمة من حالة العبودية للطواغيت والرضوخ لهيمنة الضالمين إلى العبودية لله وإلى الخير وإلى الفلاح وإلى العدل إلى واحة العدل
- نمى ثقافة الجهاد والاستشهاد
نحن نرى في مسيرتنا القرآنية التي تنادي باتباع القرآن، والسير في نهج الله سبحانه وتعالى، والاستجابة لله سبحانه وتعالى، وإحياء الروحية الجهادية، والإعداد للقوة بحسب المستطاع، نرى فيها منجاة، ونرى فيها عزة، ونرى فيها قوة، ومن خلالها يمكننا أن نواجه كل التحديات، وكل الأخطار، وكل الأعداء، ولن نبالي أبداً بأي تحدٍ مهما كان طالما كنا مستمرين في هذا النهج، وعلى هذا الطريق ؛ لأن الله معنا {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}(السيد عبد الملك /الاقتحام الأمريكي لقرية المجحف)
- نجح في تأسيسه لمرحلة تحررية ونهضوية شاملة
هو قدم هذا المشروع القرآني إلى الواقع ، وتحرك به كمشروعٍ عملي احدث به تأثيراً وتغييراً وزلزل به واقعاً ، غيّر بالقرآن الكريم تغييراً كبيرا بدءاً من التغيير الثقافي ، من التغيير في واقع النفوس فحرك به فعلاً ، تحرك به وبنى به أمةً تحركت على أساسه (خطاب السيد عبد الملك في ذكرى الشهيد القائد1435هـ).
كيف نرتبط بهذا المشروع العظيم
- من خلال تفهمه وتدبره
المؤمنون بحاجة ماسة إلى أن يتدبروا كتاب الله، نتدبره بشكل جيد، وبفهم صحيح، ووعي, نتدبر الآية ونلحظ ونحن نتدبرها ما لدى الآخرين كلهم ممن نخافهم في هذه الدنيا، أو يريدون أن نخافهم. حينئذ سينطلق المؤمن, ينطلق وهو يرى أن كل عمل يعمله في هذه الدنيا أمام كل التهديدات إنما هو عمل يحقق لنفسه به الأمن من هذه النار العظيمة، من نار جهنم.(معرفة الله \وعده ووعيده)
- من خلال إتباع تعاليمه
{فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا}: احذروا أن تفرطوا في اتباعكم له، احذروا أن تبتعدوا عن اتباعكم له.
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} عسى أن ترحموا، رجاء أن ترحموا؛ ليوحي للناس أن من لا يتبعون القرآن ما أبعدهم عن رحمته، أن من لا يتقون الله في تفريطهم في اتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، وأين رحمته؟ وأين مستقر رحمته؟ رحمته في الدنيا، ومستقر رحمته في الآخرة وهي الجنة،[اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا]
- من خلال فهمه واستيعابه
لو نفهم القرآن لكان الناس بشكل آخر، لكانت الأمة هذه بشكل آخر؛ ولهذا نقول: أنه فعلاً ظلمونا من قبلنا، ظلموا هذا الجيل بكله، لو سارت الأمة على القرآن، من أول يوم من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لكانت الأمة هذه أرقى أمة، لكان العالم ـ والله أعلم ـ في وضع يختلف عن هذا تماماً، والأمة هذه، الأمة الإسلامية تكون أرقى أمة حتى فيما يتعلق بمعارفها في الصناعات، ومختلف العلوم .(دروس رمضان \الرابع والعشرون)
- من خلال الالتزام بتعليمات القيادة القرآنية
قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا من بعدي كتاب الله وعترت أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليا الحوض ))
- من خلال تقديسه وتعظيمه
هذه قاعدة مهمة, أول شيء مهم في تعاملك مع القرآن الكريم هو: العلم بقدْرِه, بقدر القرآن الكريم عند الله, وعظمه عند الله. [القرآن كتاب هداية]
واجبنا تجاه قائدنا
1- توليه واتباعه
لا بد أن يرتبطوا بأعلام، فالهداية التي هي في واقع النفوس فتسلم النفوس من أن ترتد بعد إيمانها، من أن توالي أعداءها لا بد لها من الارتباط بأعلام تتولاهم، وهي تهتدي في ميدان المواجهة للآخرين لا بد أن ترتبط بأولئك الأعلام الذين وضعهم الله سبحانه وتعالى ووضعهم رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) لنا من بعده أن نرتبط بهم حتى نهتدي في ميدان المواجهة؛ ولهذا قال هنا: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}..(المائدة\الدرس الثاني)
2- الاقتداء به كعلم من أعلام الهدى
هي قضية تأتي من قِبَل الله سبحانه وتعالى، أنه هو يبدأ يصطفي من داخل ملائكته رسلاً {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً} (الحج: من الآية 75) ليقوم بالمهمة إلى من؟ إلى البشر، يصطفي من البشر رسلاً {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} (الحج: من الآية 75) إذاً فهو هو الذي يحدد لنا من هم الأعلام الذين نتولاهم ونسير على هديهم ونتمسك بهم؛ لأن القضية دقيقة جداً، ومحكومة جداً، ومضبوطة جداً وهدي واحد، تميل كذا أو كذا تقع في ضلال، وليست القضية متروكة لك(المائدة \الدرس الثاني)
3- الالتزام الحرفي بكل ما وجهنا إليه في دروسه
الثقافة القرآنية كفيلة حقاً بأن تعزز الأمل بالله والثقة به، وأن تُخرج الإنسان تماماً من حالة اليأس والإحباط، إضافةً إلى الاستفادة من الوقائع، ما حصل في لبنان، ما حصل في فلسطين، ما تحقق على يد الحركات المقاومة والمجاهدة من نتائج كبيرة، كله يمكن أن يعالج حالة اليأس والإحباط ويخلِّص البعض من هزيمتهم النفسية التي أقعدتهم وأذلتهم، وجعلتهم على هامش مسرح الأحداث، ليس لهم موقف، ليس لهم قضية، ليس لهم هَمّ، إنما ينتظرون ما سيحصل.(ذكرى الصرخة1434ه)
4- تقديس وتعظيم المشروع القرآني الذي دعا إليه
ولهذا يبقى لنا الشهيد القائد مدرسةً عظيمةً قرآنيةً مستنيرةً ، نقتبس منها النور كما كانت بحقٍ محاضراته ودروسه التي ألقاها في ظل المسار العملي الذي تحرك فيه ، فعلاً تبقى لنا قبساً من النور نستضيئ به في عتمة الظلمات ونستذكر انجازاته الكبرى التي حققها في زمنٍ عصيبٍ ومرحلةٍ صعبة وفي ظل الأحداث الكبيرة والتحديات والأخطار(كلمة ذكرى التشييع 1435ه)
5- الوفاء له
في آخر هذا الكلام أقول لسيدي ومولاي القائد الشهيد السيد حسين (رضوان الله عليه): ((سيدي لك مني العهد والوعد ومن كل الأحرار المخلصين الشرفاء في هذه المسيرة على مواصلة دربك في نهج الله، في خط القرآن، بتوفيق الله وبإذنه ثابتين مستمرين حتى نلقى الله ويجمع الله بيننا وبينك وبين آبائك الطاهرين وجدك محمد في مستقر رحمته في الجنة)). (كلمة تأبين الشهيد 1434ه)