معادلة ردع جديدة.. منشآت أرامكو مرهونة بإدخال السفن النفطية

في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الحصار الخانق بسبب منع قوى العدوان إدخال السفن النفطية، فإن أسلحة الردع الاستراتيجية التي بات يمتلكها الشعب اليمني لم تصنع للاستعراض في المناسبات الوطنية، بل إن هدفها الأول هو رفع الظلم عن كاهل الشعب المظلوم الذي يتكالب عليه طغاة العالم ويستخدمون ضده كل الأساليب القذرة، فعند كل محنة يمر بها الشعب تظهر تلك الأسلحة لتقلب الواقع رأسا على عقب وتصنع مشهدا مغايرا لما تريد قوى العدوان أن يكون عليه، واقعا يبرز مدى ما وصل إليه المقاتل اليمني، من مرتبة يستطيع من خلالها أن يكون هو صاحب الكلمة العليا والمتحكم في سير المعارك، سواء على الساحة الداخلية أو في عمق دول العدوان.. وما على أمريكا وأدواتها في المنطقة سوى متابعة المستجدات واستيعابها جيدا حتى تكون بيانات الإدانة بحجم الأحداث، بعد أن باتت قوى العدوان عاجزة “عسكريا” عن إحداث تغيير في واقع المعركة.

مؤخرا، بلغت أزمة المشتقات النفطية ذروتها، وانعكست على أداء المنشآت الخدمية الحيوية، وعطلت الحياة وتوقفت حركة السيارات، وانطفأت الأنوار وباتت الحياة في صنعاء ومختلف المحافظات الحرة شبه متوقفة، فانطلقت تسع طائرات مسيرة تمثل فخر الصناعات اليمنية، لتحط رحالها في عصب الاقتصاد السعودي “أرامكو” في قلب عاصمة العدو السعودي “الرياض” لتشعل لهيب النيران في أرجاء المِصفاةِ ليحترق معها كبرياء بني سعود وآمال الجرذ الأمريكي ” بايدن ” الذي يعول على النفط السعودي ليعوضه عن النفط الروسي بعد أن أصدر بيانا يحظر استيراده على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع ألقى بيانا، أوجز فيه حجم العملية ونوعية الأهداف وسبب العملية ومدى جهوزية القوات المسلحة لكل الخيارات، وأن القوات المسلحة بعون الله قادرة على كسر الحصار وجاري استكمال المهمة.

العميد يحيى سريع أوضح أن القوات المسلحة ردت على تصعيدِ العدوانِ من خلال الحصارِ الظالم على شعبنِا ومنعِ دخول المشتقاتِ النفطيةِ بتنفيذ عملية عسكرية واسعة أسميت (عمليةَ كسر الحصار الأولى)، وتم تنفيذها بتسع طائرات مسيرة، ثلاث منها كانت من طراز ” صماد3″ واستهدفت مِصفاة أرامكو في عاصمةِ العدوِّ السعوديٍ الرياضِ، فيما تم استهدافُ منشآتِ أرامكو في منطقتي جيزان وأبها ومواقعَ حساسةٍ أخرى بستِ طائراتٍ مسيرةٍ نوع صماد1.

ويتضح من تسمية العملية أن القوات المسلحة عقدت العزم على تنفيذ سلسلة عمليات نوعية في العمق السعودي، هدفها سيكون شركة أرامكو ومنشآتها، وأنها ستستمر طالما استمر الحصار على السفن النفطية، وهذه معادلة طالما انتظرها أحرار الشعب اليمني، فقد بلغ الظلم أقصاه، وآن لليمن أن يستخدم خياراته العسكرية في حلحلة الملف الاقتصادي، بعد فشل كل المحاولات الكثيرة والمتعددة لحل الملف الاقتصادي سياسيا.

بيان القوات المسلحة ما يزال يحوي الكثير من الرسائل القوية والهامة، فقدت أكدت القوات لمسلحة في بيانها بأنها وفي إطار الردِّ المشروعِ على العدوانِ والحصارِ تعاهدُ شعبَ الإيمانِ والصبرِ والجهادِ بأنّها لن تترددَ في الردِ المشروعِ على الحصارِ الظالمِ وأنها في حالةِ تأهبٍ قصوى لتنفيذِ عملياتٍ عسكريةٍ ردا على منعِ دخولِ المشتقاتِ النفطية.

وهنا ما على قوى العدوان سوى تقبل الرسائل والإذعان للأمر الواقع والإفراج عن السفن النفطية والتعهد بمنع اعتراضها لاحقا، وإلا فهي تعرف وتعي جيدا أن القوات المسلحة لا يمكن لها أن تطلق تحذيرا إلا وقد أعدت العدة وعقدت العزم على تنفيذ وعودها، وللعدو فيما مضى عظة وعبرة، وإلا فقادم الأيام أعظم وأشد وأنكى.

القوات المسلحة اليمنية في بيانها الأخير كشفت بعضا مما بحوزتها من قوة واقتدار وما الذي باستطاعتها فعله أمام عدو متغطرس انسلخ عن كل القيم والمبادئ، حيث قالت في بيانها: “إن القواتِ المسلحةَ قادرةٌ بعونِ اللهِ تعالى على تحملِ مسؤولياتِها تجاه الشعبِ والبلدِ في هذه المرحلةِ المهمةِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ واللهُ على ما نقول شهيد”.

فهل سيعي العدو السعودي المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة اليوم أم أنها ستكابر وتستمر في غطرستها وعنادها، وهنا ستكون هي من تتحمل العواقب والتبعات، خاصة وأن السعودية قد ذاقت الأمرين من بأس الأسلحة اليمنية، منها عملية استهداف منشآت بقيق وخريص في أقصى شرق السعوديّة في الـ14 من سبتمبر 2019م، والتي أدت إلى توقف السعودي عن إنتاج 7 ملايين برميل من النفط يوميا.

 

السياسي الأعلى” ضغوط العدوان لن تثنينا عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة برفع الظلم عن شعبنا “

 

أمام تصاعد الأزمة في المشتقات النفطية والآثار الكارثية التي خلفتها على مختلف القطاعات الخدمية، وفي ظل الخروج الجماهيري المشرف، أصدر المجلس الساسي الأعلى بيانا حيا فيه التفاعل الواسع والمشاركة المشرفة لأبناء الشعب اليمني في المسيرات التي شهدتها أمانة العاصمة وعدد من المحافظات.

وأصدر المجلس السياسي الأعلى بيانا أكد فيها المضي والتمسك بخيار الشعب اليمني في التصدي للعدوان ومواجهة الطاغوت.. مضيفا، أن المرحلة الراهنة تفرض على الجميع وحدة الصف والوقوف الجاد أمام الخيارات التي يحاول العدو فرضها باستخدام أقذر الأدوات من تجويع وترهيب وضغوط تمس حياة المواطنين، والتي لن تثني اليمنيين قيادة وشعبا عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة برفع هذا الظلم وفي مقدمة ذلك إيلاء اهتمام أكبر بعناصر القوة التي بات يمتلكها الشعب اليمني بالشكل الذي يمكنه بتوفيق الله من رد المعتدي وردعه ووقف ظلمه.

وأشار إلى أن الشعب اليمني الحر الكريم يدشن اليوم العام الثامن من الصمود بمزيد من الإصرار والوعي والثبات في مواجهة كل مؤامرات العدو، ويقدم بذلك أنموذجا يليق بمشروعه النهضوي وهويته الإيمانية.. مجددا التأكيد على الاستمرار في تعزيز وتطوير كل عوامل البناء لمواجهة العدوان والنهوض باليمن وتسهيل سبل العيش الكريم لأبناء الوطن.

من جهته، أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال لقاء له بأمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي إبراهيم الحملي.. أكد أن الأمم المتحدة معنية وفقاً للقوانين الدولية واتفاق ستوكهولم بإلزام دول العدوان بالرفع الكامل للحصار، ومنع القيود الظالمة والقرصنة الأمريكية غير القانونية على الواردات من الغذاء والدواء والوقود.

 

الناطق باسم حكومة الإنقاذ – وزير الإعلام – الأستاذ ضيف الله الشامي من جهته حيا صمود الشعب اليمني على مدى 7 سنوات وكسره لحرب تحالف العدوان وتمكنه من إسقاط كل المؤامرات، مؤكدا أن شعبنا عصيّ على الانكسار وعلى مدى 7 سنوات فشل العدو في كسر إرادته.

وأكد أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه العدوان والحصار الخانق، مضيفا أن شعبنا اليوم ينذر جميع قوى الاستكبار بأنه ذاهب نحو الخيارات الكبرى.. مشددا على أن شعبنا صامد وصابر ولا يمكن قتله بحصار المشتقات النفطية.. مضيفا أن الرهان على تجويع الشعب وحصاره سيفشل.

وأضاف:” إن يد قواتنا المسلحة الضاربة ستنتصر لشعبنا اليمني، وشعبنا لن يقبل أن يموت جوعا وحصارا ولديه عديد من الخيارات لكسر الحصار”.. مؤكدا، أن الشعب اليمني بخروجه المشرف في مسيرات كبرى، قدم رسالة واضحة أنه لن يموت جوعا وحصارا، وسيتحرك لمواجهة المعتدي الذي يحاول قتله بالحصار والقصف.

وأوضح أن قرار حصار الشعب اليمني قرار أمريكي بامتياز، لافتا إلى أن الإنسانية التي يتحدث عنها المجتمع الغربي تظهر فقط في مجتمعاتهم، أما عند شعبنا والشعوب المسلمة لا نرى إنسانيتهم ولا نسمع صوتهم.. مؤكدا أن الأمم المتحدة أغمضت عينيها عما يجري في اليمن من قتل وحصار وتجويع.. مضيفا أن وضع العدوان عندما يتأزم وعندما تحقق قواتنا انتصارات ميدانية أو ضربات في عمق العدو تتحرك الأمم المتحدة للقيام بجولات ولقاءات، لكن حكومة الإنقاذ لا تعول على الأمم المتحدة ولا على خطواتها السياسية، فنحن ندرك أنهم يدارون بمال خليجي وقرار أمريكي، ولو كانت الأمم المتحدة ومنظماتها قادرة على إنصاف أحد لكانت أعادت للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة منذ عشرات السنين.

تأكيدات الرئيس المشاط والمجلس السياسي الأعلى وكذلك القوات المسلحة، ينبئ بأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا كبيرا، لن يتوقف إلا برفع الحصار وإنهاء العدوان، وإما تعطيل المنشآت الاقتصادية السعودية عن العمل، فالشعب لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي وبامتلاكه أسلحة قادرة على تغيير المعادلات. 

 

تشديد ممنهج للحصار بقيادة أمريكا وبريطانيا

إثر الاجتماع الذي عقده مندوبو رباعية العدوان “أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات” لتدارس الوضع والأحداث في اليمن واتفاقهم على ضرورة إبقاء اليمن تحت تأثير الأزمة الاقتصادية وتشديد الحصار لمنع دخول الوقود وعرقلة الغذاء لأكبر وقت ممكن، إضافة إلى إجراءات أخرى يعتزمون القيام بها ستضاعف من تردي الوضع الاقتصادي مثل ترحيل عدد كبير من المغتربين اليمنيين من السعودية..

عمدت قوى العدوان بعد ذلك إلى خلق أزمة للوقود وذلك بتوقيف إرسال البترول التجاري الذي يأتي من المناطق المحتلة في الجنوب إلى المناطق الحرة، إضافة إلى استمرار احتجاز سفن الوقود المصرح لها من الأمم المتحدة، كما عمدت قوى العدوان إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بحظر توريد الأسلحة لكافة أعضاء حركة أنصار الله لاستخدام هذا القرار ذريعة لتشديد الحصار أكثر مما سبق رغم أن تحالف الإجرام منذ بداية عدوانه وحصاره لم يضبط قطعة سلاح واحدة على متن كل سفن الوقود أو الغذاء التي احتجزها ويحتجزها.

كما أقدمت قوى العدوان على خلق أزمة في الغاز المنزلي وإضافة جرعة جديدة في سعر أسطوانة الغاز ليصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى 6000 ريال، وكل ذلك من أجل زيادة الضغط لتركيع الشعب اليمني، وكذلك تأليب ضعاف النفوس لتشويه الحكومة في صنعاء من أجل خلق اختلالات أمنية وزعزعة الأمن والاستقرار لإرباك الجبهة الداخلية وخلخلتها وإضعافها عن القيام بالعمليات الكبرى في عمق دول العدوان.

شركة النفط اليمنية عقدت مؤتمراً صحفياً بعنوان “واردات الوقود بين مطرقة القرصنة البحرية وسندان التكاليف الإضافية للاستيراد عبر الموانئ الأخرى”.. أوضح فيه المدير التنفيذي للشركة المهندس عمار الأضرعي، خلفيات الأزمة والتبعات التي ترتبت على منع العدوان دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، حيث أوضح أن الأمم المتحدة ربطت تصاريح دخول السفن بموافقة تحالف العدوان والقطع البحرية التابعة له والمتواجدة في البحر… مشيرا إلى أن هناك الكثير من العراقيل التي يضعها تحالف العدوان أمام واردات المشتقات النفطية إلى اليمن رغم أن الوقود سلعة حيوية مهمة وضرورية لكافة القطاعات الخدمية.

وأوضح الأضرعي أن أعمال القرصنة البحرية على سفن الوقود تضاعفت منذ منتصف العام 2021م في البحر الأحمر لمنع دخولها إلى ميناء الحديدة، على مرأى ومسمع من العالم أجمع من قبل القطع البحرية التابعة لقوى دول العدوان الأمريكي – السعودي- الإماراتي.. لافتا بأن نسبة السفن التي تم الإفراج عنها خلال العام 2020، لا تتجاوز 45 بالمائة من إجمالي الاحتياج الفعلي، في حين منع تحالف العدوان خلال 2021م عندما اشتدت القرصنة على سفن الوقود، ما نسبته 95 بالمائة من السفن من الدخول إلى ميناء الحديدة ولم يُفرج سوى عن خمسة بالمائة من احتياج اليمن من الوقود، ما يؤكد أن العدوان يستخدم سلعة الوقود وتسييسها ضمن أدواته لتجويع أكثر من 25 مليون يمني.

6 مليار دولار .. خسائر غير مباشرة للحصار

وأوضح الأضرعي أن الحصول على الوقود عبر الموانئ المحتلة تزيد كلفته بنحو 50 بالمائة عن المستورد عبر ميناء الحديدة.. مؤكدا أن الشعب اليمني تكّبد خلال 2021 م خسائر اقتصادية كبيرة “فارق قيمة الوقود” بما يزيد عن 600 مليون دولار، فيما وصلت الخسائر غير المباشرة إلى أكثر من ستة مليارات دولار، وهي مبالغ تفوق المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة بأضعاف.

وذكر أن مرتزقة العدوان يفرضون رسوماً إضافية وإتاوات وجبايات غير قانونية وغير مشروعة في أسعار بيع المشتقات النفطية للمواطنين، وصلت إلى أكثر من 200 مليار ريال ولم يقوموا بدفع مرتبات موظفي القطاع الحكومي.

وبين أن مليار و800 مليون ريال جبايات يومية غير مشروعة يتحّصل عليها مرتزقة العدوان ويتكبّدها الشعب اليمني.. لافتاً إلى أن ناقلة الوقود تقطع مسافة 1300 كيلومتر في طريق طويل محفوف بالمخاطر ونقاط مسلحة وجبايات لصالح المرتزقة حتى تصل للمناطق الحرة، ما يضيف أعباء على أسعار الوقود ويتحملها المواطن اليمني.

وجدد الأضرعي التأكيد على أن أمريكا وبريطانيا تتولى إدارة السياسة الممنهجة لقرصنة سفن المشتقات النفطية لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية .. محملاً قوى العدوان والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع والكارثة الإنسانية، نتيجة استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة.

 

نهب 165 مليون دولار شهرياً من عوائد النفط

من جانبه أكد متحدث شركة النفط اليمنية عصام المتوكل، أنه في حال تم فتح ميناء الحديدة، فإن الشركة في صنعاء على استعداد لتوحيد سعر الوقود لجميع المواطنين في كافة محافظات الجمهورية.

وأكد أن ما قيمته 165 مليون دولار شهرياً من عائدات النفط الخام، يتم نهبها من قبل المرتزقة .. لافتاً إلى أن سعر الدبة الواحدة من البنزين سعة “20 لتر” عند وصولها إلى ميناء عدن يصل إلى 8400 ريال ويضيف عليها مرتزقة العدوان 6300 ريال إتاوات غير مشروعة، بينما تكلفة سعر الدبة الواحدة التي تصل الى ميناء الحديدة لا تتجاوز 10500 ريال شاملة لتكاليف النقل وبسعر موحد في كافة محافظات الجمهورية.

 

الشعب يفوض القيادة

يدركُ الشعبُ اليمني منذ الوهلة الأولى للعدوان على بلادنا أن جميعَ الجرائم التي تُرتكَبُ تأتي دائماً بضوءٍ أمريكي وتعامٍ أممي.. وخلال الآونة الأخيرة، عمد العدوان الأمريكي السعوديّ إلى تضييق الخِناق ومنع دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، على الرغم من حصول سفن الوقود والغاز على التفتيش والتصريح الأممي عرض البحر في جيبوتي، الأمر الذي فاقم من معاناة اليمنيين.. كما أن استهداف الشعب اليمني بالحصار الإجرامي المطبق، بمنع سفن المشتقات النفطية من بلوغ ميناء الحديدة أدى إلى معاناة كارثية لكافة أبناء الشعب اليمني وطال حياة ومعيشة كل اليمنيين في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، ولم يقتصر تأثيره المروع على فئة أو محافظة دون أخرى، بل شمل الجميع وأضر بكل شؤون الحياة في اليمن.

أمام الإمعان الأمريكي في استهداف ملايين اليمنيين بالحصار الغاشم، بهدف إركاع الشعب اليمني وإخضاعه والتنكيل به، والتلذذ بمعاناته، فإن حق الشعب اليمني في الحصول على المشتقات النفطية حق أساسي مكفول في كل الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية، وأن المساس بهذا الحق يعتبر تعديا على حق الحياة وانتهاكا صارخا للقيم والمبادئ الإنسانية وللمواثيق والقوانين الدولية التي يتعارف عليها العالم.

وبالتالي فقد خرج مئات الآلاف من الشعب اليمني الحر في 14 محافظة، في مسيرات جماهيرية كبرى، لإعلان النفير العام ورفد الجبهات لكسر الحصار، ولتفويض القيادة الثورية والشعبية في اتخاذ الخطوات المناسبة لرفع الحصار، حيث شهدت العاصمة صنعاء، وعموم محافظات الجمهورية اليمنية مظاهرات شعبية غاضبة تنديدا بالحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن، واحتشادا ونفيرا في مواجهة الإمعان الأمريكي في محاصرة الشعب اليمني ومنع الوقود من الوصول إليه، بقرار أمريكي مباشر.

وخرجت المسيرات المليونية، تحت شعار «حصار المشتقات النفطية قرار أمريكي وخيارنا إعصار اليمن»، حيث شهدت العاصمة صنعاء مظاهرة ضخمة، فيما شهدت الحديدة بالتزامن مظاهرة ضخمة احتضنها شارع الميناء، وشهدت صعدة مظاهرة جماهيرية في المدينة، وفي عمران والمحويت وريمة والجوف خرجت مظاهرات جماهيرية، كما شهدت محافظة تعز عشرات المظاهرات في مديريات المحافظة، وشهدت إب وذمار وحجة والبيضاء مظاهرات مماثلة رفعت شعارات التنديد والسخط ضد الإدارة الأمريكية وتحميلها مسؤولية الحصار.

وأكدت الجماهير في بيان المظاهرات أنّ «حصار المشتقات النفطية قرار أميركي وخيارنا عملية إعصار اليمن، وأشارت إلى أنّ «محاصرة ميناء الحديدة عدوان أميركي يتوجب من الجميع النفير، ورفع السخط ضد المجرمين وعلى رأسهم الإدارة الأميركية».

وأكدت البيانات الصادرة عن الجماهير المحتشدة في العاصمة والمحافظات بأنّ «مواجهة الحصار والعدوان الأميركي جهاد شرعي، وواجب مقدس على كافة اليمنيين»، مشددةً على أنّ «خيار شعبنا في مواجهة الإجرام الأميركي هو إعصار اليمن بالنفير إلى الجبهات وتعزيزها بالرجال والمال».

واعتبرت إغلاق ميناء الحديدة هو إغلاق للشريان الرئيسي للحياة في اليمن، وأنّ منع دخول سفن الوقود والغذاء والدواء «جريمة حرب مشهودة».

وحملت بيانات المظاهرات المجتمع الدولي، والأمم المتحدة «المسؤولية الكاملة في صمتهم تجاه جريمة العدوان المستمرة وحصاره لأبناء شعبنا»، لافتةً إلى أنّ «معاناة المواطنين في المناطق المحتلة تكشف أنّ أجندة تحالف العدوان تستهدف كل اليمنيين دون استثناء».

وتوجّهت الجماهير في بياناتها إلى كافة الأحرار في المحافظات المحتلة «بالنهوض في مواجهة تحالف الاحتلال والمرتزقة»، مشددة على أنّ «حق شعبنا في الوصول للمشتقات النفطية حق أساسي ومكفول بكل الشرائع والمواثيق الدولية».

وأيّدت بيانات الجماهير «الخطوات العسكرية التي تتخذها القيادة كافة في ردع العدوان وكسر الحصار على الشعب اليمني».

 

 

 

قد يعجبك ايضا