القرآن كتاب هداية على كل المستويات
إذاً فالشيء الصحيح، الشيء الطبيعي للإنسان المسلم الذي لا يزال سليماً في قلبه ومشاعره وتوجهه أن يتأثر بالقرآن الكريم، هذا التأثر يهيئه لأن ينتفع بالقرآن الكريم في كل الاتجاهات، على المستوى التربوي، فتتزكى نفسه ويكون القرآن شفاء لما في صدره، الكثير من الترسبات النفسية والآفات الروحية والتربوية سيكون مهيئا للتخلص منها وللتعافي منها.
ثم على مستوى الوعي والبصيرة، القرآن كتاب هداية يخرجك من الظلمات إلى النور، يصحح لديك الكثير من المفاهيم المغلوطة والرؤى المغلوطة، نحن أيها الإخوة والأخوات عادة ما نكون ضحية لكثير وكثير وكثير من الرؤى الخاطئة والمفاهيم المغلوطة في هذه الحياة، نبني عليها مواقفنا، ننطلق من خلالها في حياتنا هذه، فيما نتخذه من مواقف فيما نعمله من أعمال، في تصرفاتنا، في كثير من الأمور، ولكن يجب علينا أن نعي أن الوظيفة الأساسية للقرآن الكريم والدور الأساس له أنه كتاب هداية، وهنا يقول: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} [البقرة الآية: 185]،
كتابة هداية نهتدي به، يدلنا بما فيه من توجيهات وتعليمات وحقائق وتقييم عن الحياة وعن واقع الحياة وعن الناس، وما يحدده من مواقف تجاه كثير من الأحداث والقضايا والأمور، كتاب هداية نهتدي به ونتبعه، نبصر به، نغير ما لدينا من المفاهيم والرؤى الخاطئة تجاه الكثير من القضايا، تجاه الكثير من الأمور ونتبنى ما يقدمه لنا هو من رؤى ومفاهيم، نعتبرها هي الحقائق التي لا ريب فيها ولا شك فيها، وهذا ما نحن في أمس الحاجة إليه في هذا الزمن، نحن في زمن طغت فيه الظلمات، زمن القوى الظلامية فيه لها تأثيرها الكبير بما تمتلكه من وسائل تثقيفية ووسائل إعلامية وأنشطة واسعة جدًّا ترسم فيها الكثير من المفاهيم الخاطئة، تصنع الكثير من التوجهات والرؤى تؤثر في الرأي العام تجاه الكثير من القضايا والأمور والمواقف، ولذلك نحن أمام هذا المستوى من الظلام الذي طغى على العالم، لا يمكن أن نتخلص منه إلا بنور الله، هو النور القوي الذي يكشف كل الظلمات مهما كانت.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
سلسة محاضرات لعلكم تتقون رمضان 1438هـ : القرآن كتاب هداية المحاضرة الثالثة