العام الثامن صمود مفتاح النصر لهزيمة العدوان
|| مقالات || أحمد ناصر الشريف
بحلول يوم أمس السبت الموافق 26مارس 2022م اكتمل العام السابع عدوان على اليمن وشعبه العظيم ودخل في العام الثامن وهو العدوان الذي تم إعلانه يوم 26مارس عام 2015م من واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية والتي ما تزال أمريكا تدعمه وترعاه وتشجع أدواتها في المنطقة لتصعيد العدوان على اليمن ومواصلته والمجتمع الدولي مع الأسف الشديد صامت لا يحرك ساكنا بينما يتباكى على أوكرانيا التي لم يمض على الحرب عليها سوى شهر واحد فسارع إلى فرض العقوبات والحصار على روسيا وعقدت محكمة الجنايات الدولية جلساتها لمحاكمة من تقول عنهم أنهم يرتكبون جرائم حرب في أوكرانيا ومجلس الأمن الدولي في حالة طوارئ، كل ذلك لأن أمريكا هي صاحبة المواجهة مع روسيا الاتحادية وستكون الخاسر الأكبر في حالة تغيير الوضع في أوكرانيا وجعلها دولة محايدة بين الشرق والغرب كما أن أمريكا هي من حرضت القيادة الأوكرانية الحالية لاستفزاز القيادة الروسية وتحديها في عقر دارها والسماح لأعدائها بأن يشنون عليها حربا من داخل حدودها.
وذلك بعكس ما يحدث في اليمن حيث الهدف الأساس من العدوان الظالم عليه هو إخضاعه مرة أخرى للوصاية الخارجية والسيطرة على قراره السياسي ومقدراته بل واحتلاله ونهب ثرواته والدليل ما يحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية لاسيما بعد أن تحقق منجز قيام ثورة 21سبتمبر الشعبية عام 2014م الذي أثار غيظ وحنق أعداء الشعب اليمني في الداخل والخارج فجعلهم يضاعفون منذ ذلك التاريخ في السر والعلن من عملهم على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن بواسطة ضعاف النفوس المندسين بين الصفوف حيث استطاعوا أن يسخروهم لخدمة أهدافهم الشريرة وقاموا بما كلفوا به خير قيام بهدف عرقلة مسيرة العملية السياسية وإتمامها في ظل عملية التغيير الكبيرة التي صنعها الأبطال من أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، وقد نجح الأعداء فعلاً في إحداث بعض التصدعات في الصف الوطني دون أن يدركوا ما سيجره ذلك على الوطن اليمني الموحد من مخاطر سيدفع ثمنها الجميع إذا لم تغلب الحكمة اليمانية التي عرف أبناء الشعب اليمني بها في معالجة قضاياهم وسد كل الثغرات أمام الأعداء ليرجعوهم خائبين وخاسرين.
وهو ما يستدعي القول لكل من يفكر في جر اليمن إلى المخاطر عليه أن يدرك أولاً بأنه سيكون أول الضحايا وأول النادمين لأننا سندخل في مصائب لا تصيب الذين كفروا منكم خاصة، فاليمن هو الإطار الذي يجمع داخله كل فئات أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية وعلى الجميع أن يتقوا الله في وطنهم ويتعظوا من الدروس والتجارب السابقة وعليهم أيضا أن يستوعبوا بأن عملية التغيير أصبحت أمرا واقعا من أجل بناء يمن جديد ودولة حديثة ومن أراد أن يرهن مصيره بمصير أعداء اليمن وتقدمه واستقلاله وتحرره من الوصاية الخارجية فإن الشعب اليمني سيلفظه ويدوس عليه بأقدامه كما فعل بغيره ممن حاولوا أن يخضعوا اليمن ومقدراته لسيطرتهم خلال العقود الماضية، ولأن الشعب اليمني أساساً لن يفرط بمكاسب ثورته ولا بوحدته مهما اشتد التآمر عليهما فإننا نقول لكل الذين يراهنون بغير ذلك: إن يتعظوا من التاريخ اليمني على مر العصور وكيف ان اليمنيين دائما يخرجون منتصرين لقضاياهم مهما اشتد الظلم عليهم، وانتصار ثورة 21سبتمبر الشعبية التي جاءت مصححة لمسار الثورة الأم سبتمبر وأكتوبر اكبر برهان ودليل على ترجمة إرادتهم الوطنية المدعومة شعبيا .
لكن هل يستوعب النظام السعودي وإعلامه الدرس هذه المرة ؟ بعد أن شاهد بأم عينيه صمود اليمنيين في وجه عدوانهم الغادر والغاشم غير المبرر الذي تقوده السعودية أشهر إمبراطورية للمال وبمشاركة أشهر إمبراطورية للسلاح وأشهر إمبراطورية للإعلام، نريد هنا أن نذكر تحالف الشر المعادي لليمن وشعبه الأبي الذي تقوده أمريكا بأن زمن الوئام الذي يهل على العالم اليوم باتجاه إحلال عالم جديد خال من الحروب والتوتر يحتكم إلى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وليس إلى شن الحروب الظالمة على الشعوب الضعيفة بهدف إذلالها وتركيعها ونعتقد جازمين إن انتصار روسيا الاتحادية على المعسكر الغربي في أوكرانيا سيفضي إلى بروز عالم جديد متعدد الأقطاب ينهي والى ألأبد هيمنة القطب الواحد المتمثل في أمريكا التي انفردت بالساحة العالمية منذ ثلاثة عقود عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وما يؤكد ذلك بروز نضال الشعوب على طريق الديمقراطية والتحرر من الأنظمة الديكتاتورية والملكية الأسرية وصولاً إلى صياغة حياة جديدة تكفل المشاركة المباشرة للشعوب في الحكم والحياة السياسية على أساس من التعددية الحزبية وتحقيق الحريات وحماية حقوق الإنسان التي يفتقر إليها نظام آل سعود الأسري غير المدرك انه في ظل هذه المستجدات الجديدة ساد الاقتناع المبني على عدم قدرة أي نظام على إنهاء نظام آخر مهما كانت لديه من أسباب القوة والتجبر والعناد ومهما كانت القدرات العسكرية والإمكانات المادية التي يمتلكها، ومن هنا نؤكد أن الشعب اليمني سيظل وغيره من الشعوب الحرة اكبر مثال على ذلك من خلال صموده لمدة سبعة أعوام ودخوله في العام الثامن في وجه أعتى عدوان يشن على بلد لم يعرف له التاريخ مثيلا.
لقد شن النظام السعودي وحلفاؤه عدوانهم البربري على اليمن وشعبها العظيم برعاية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية قبل سبعة أعوام بعد أن كال هذا النظام من قاموس البذاءة والشتائم والافتراءات ما يريد في هالته الإعلامية التي اشتراها بإمبراطوريته المالية لتزين وجهه القبيح وتحسن من صورته المشوهة، لكنه أدرك ولو متأخرا ان حملات إعلامه المضلل الممجد لعدوانه لم يزد الشعب اليمني إلا صموداً وصلابة في مواجهة كل مخططات التآمر والعداوة التاريخية التي اختزنها نظام آل سعود بهدف تركيع الشعب اليمني ومحاربة انطلاقته على درب التقدم والنهوض، وهو ما جعل اليمنيين أكثر قناعة وتشبثاً بنهجهم الجديد السائر على درب البناء السياسي والديمقراطي والتنموي غير آبهين بكل تلك المخططات التآمرية التي أخذت أشكالاً مختلفة لا يتسع المجال لتعدادها هنا.. وإن نصر الله بالمؤمنين لقريب.