مؤامرات اقتصادية برعايةٍ أمريكية لإخضاع الشعب اليمني
خاص
منذ أن تم الإعلان من أمريكا عن تحالف العدوان على اليمن في 26 مارس من العام 2015م لم يقتصر مشاركة الأمريكي على العدوان العسكري فقط، بل كان يشرف ويقود حرباً أخرى على الصعيد الاقتصادي، الأمر الذي أوصل الوضع الاقتصادي إلى مستوى متدهور جداً وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنيين، الأمر الذي جعل أكثر من خمسة وعشرين مليون يمني مهددون بالمجاعة.
استهداف البنك المركزي اليمني:
أوعز الأمريكي إلى الخائن هادي بنقل البنك من صنعاء إلى عدن، وتعطيل التعامل معه مع أن البنك كان يقوم بعمله بحيادية وعلى اكمل وجه، بالإضافة الى تجميد احتياطاته من العملة الصعبة في الخارج، الأمر الذي أدى إلى انقطاع رواتب الموظفين فكانت هذه المؤامرة كارثية بكل المقاييس وفقاً تقارير اقتصادية غربية.
ومنذ الوهلة الاولى من شن العدوان الأمريكي الصهيوخليجي على اليمن، كان البنك المركزي اليمني في العاصمة صنعاء يمارس أعماله بحيادية تامة، فكان يقوم بعملية إدارة النقد، وصرف مرتبات جميع موظفي الدولة في شمال البلاد وجنوبها وبدون استثناء، وظل الموظفين يتقاضون مرتباتهم الشهرية من دون انقطاع في كل المحافظات اليمنية، لمدة ما يقارب من عام وتسعة أشهر.
تدمير العملة الوطنية:
كما استمر الأمريكي في مؤامرة واضحة المعالم بغية تدمير العملة الوطنية وانهيار الريال أمام العملات الأجنبية، فتم طباعة كميات كبيرة من العملة النقدية دون غطاء نقدي، وبصورة مستمرة، بالتزامن مع سحب العملة الأجنبية من الأسواق اليمنية؛ وذلك بهدف تحقيق انهيار للعملة المحلية، والتي انعكست في ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية الاساسية والأدوية والمشتقات النفطية، وكل ذلك في سبيل تعميق مأساة الشعب اليمني في لقمة عيشة، والضغط بالورقة الاقتصادية على القيادة بالقبول بأية حلول مجحفة ومذلة.
التذكير بتهديد السفير الأمريكي للوفد الوطني:
ولعل من المهم التذكير بتهديد السفير الأمريكي للوفد الوطني في جولة الحوار بالكويت، والذي أطلق تهديده بقوله “إن لم تقبلوا ما يطلب منكم فسنجعل قيمة العملة لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به”، وهذا تأكيد واضخ بأن الأمريكي هو من يقود الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني، فعندما شنت قوى العدوان عدوانها على اليمن في عام 2015م كان سعر صرف الدولار يساوي ما يقارب 220 ريال يمني وقد وصل سعر صرفه حالياً الى ما يقارب 600، في المناطق الحرة وما يقارب 1000 ريال في المناطق المحتلة وهذا انعكس في ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية الأساسية.
سكوت المنظمات المالية الدولية:
لعل الغريب والمُثير للدهشة سكوت المنظمات المالية الدولية وخصوصاً صندوق النقد الدولي في ضل استمرار طباعة المليارات تلو المليارات من العملة اليمنية دون غطاء، لاسيما وأن صندوق النقد يدرك جيداً أن طباعة عملة جديدة دون غطاء سيؤدي إلى انهيارها وسينعكس ذلك في ارتفاع الاسعار، ألا انه حينما نعرف أن أمريكا هي المسيطرة على قرارات صندوق النقد الدولي يتبين أن ذلك يأتي في اطار العدوان على اليمن الذي تتزعمه أمريكا عسكرياً واقتصادياً واعلاميا ..الخ.
مؤامرات تستهدف تجويع الشعب اليمني باكمله:
لم تقتصر الآثار السلبية للحرب الاقتصادية التي تقودها قوى العدوان على المحافظات والمناطق االحرة فقط، بل شمل المناطق الخاضعة للاحتلال، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية بشكل أكبر من سعرها في المحافظات والمناطق الحرة، وهذا يؤكد بوضوح أن الاستهداف الواضح للاقتصاد الوطني والعملة المحلية يهدف إلى تجويع الشعب اليمني في الشمال والجنوب بلا استثناء، فأبناء المحافظات ممن خدعوا ورفعوا لافتتات وعبارات الشكر لـ”التحالف وسلمان”، وجدوا أنفسهم في مواجهة مصيرية مع الحقيقية المتمثلة في سياسات التجويع التي يقودها التحالف الأمريكي السعودي الاماراتي.
لماذا تفعلون هكذا بهذا الشعب؟
يُقدم قائد الثورة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي التشخيص الدقيق الحالة ويبين التوصيف الشامل لكل ما تفعله قوى العدوان بالشعب اليمني، حيث يقول: “لماذا تفعلون هكذا بهذا الشعب؟ لماذا تعادونه إلى هذا المستوى؟ لماذا تعذبونه إلى هذه الدرجة؟ أي وحشيةٍ تتصفون بها؟! أي إجرامٍ تفعلونه؟! لقد تجردتم عن كل المشاعر الإنسانية، أنتم أعداء لكل هذا الشعب؛ ولهذا تشمله جميعاً هذه المعاناة بفعلكم أنتم، بجريمتكم أنتم، بمؤامراتكم أنتم، بإعاقاتكم أنتم، بمنعكم أنتم.
الحالة والتوصيف الشامل لكل ما تفعلونه بهذا الشعب، كل ما يفعلونه بهذا البلد، تلخصها الآية القرآنية المباركة: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: الآية205]، هذا هو ما فعلوه، ويفعلونه إلى اليوم، هذه هي يوميات عدوانهم على بلدنا: إفسادٌ في الأرض، وإهلاكٌ للحرث والنسل”.
الشعب اليمني يعرف المؤامرات:
لقد بات الشعب اليمني يدرك جيداً لما يُحاك ضده من مؤامرات ومخططات لإذلاله واركاعة، ويعرف يقيناً إن السبب الرئيس لتدهور الاقتصاد الوطني وانهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى الحرب الاقتصادية التي تقودها قوى العدوان ومرتزقتهم.
ولذلك فإن ما لم تحققه قوى العدوان بواسطة طائرات الأف 16 ودبابات الابرامز والبرادلي والبارجات الحربية ومختلف الاسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً ولفيف المرتزقة من مختلف اصقاع الأرض، لن يستطيع تحقيقه في حربه الاقتصادية، فالشعب يَعِي جيداً المؤامؤات والأحداث ويدرك جيداً من يحاربهم في لقمة عيشهم، هو ذلك الأمريكي الملعون لا سواه.