{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ }..عملية كسر الحصار الثالثة.. هل توقظ أدخنة أرامكوا العالم النائم  

سبع سنوات ظل الشعب اليمني يعاني ويلات الحصار والحرب والقصف واستهدافه على كافلة المستويات العسكرية والاقتصادية والأمنية والإعلامية والثقافية ومحاولات مستميتة لضرب هويته الإيمانية والوطنية في مسعى عدواني لإنهاكه وإرغامه على الخضوع والاستسلام وفي ظل عالم لا يرى ولا يسمع أوجاع اليمنيين ومظلوميتهم بل يساند القتلة والمجرمين غير مبالياً بأرواح 30 مليون يمني وأمام اشتداد الحصار وصول الشعب اليمني إلى مرحلة لا يمكن السكوت عليها فيما يتجاوز العدو كل الخطوط الحمراء مستنداً إلى الدعم الأمريكي والصهيوني والغربي وبعض الأنظمة العربية المنافقة ومراهناً على ما تدره آبار النفط من عوائد مالية يتم توزيعها رشاوى على دول العالم المستكبر..

وفي وقت استنفد اليمنيون فيه كل الخيارات لإقناع قوى العدوان بكف عدوانها ورفع الحصار وسحب جيوشها ومرتزقتها من اليمن دون جدوى بل زادت إمعاناً وغياً فكان لزاماً على القوات اليمنية المسلحة حماية الشعب اليمني والدفاع عنه واستجابة لتوجيهات قائد الثورة ونزولاً عند مطالب الشعب اليمني بالعمل بكل السبل لإنهاء الحصار نفذت عمليات عملية كسر الحصار بمراحلها الثلاث وكانت المرحلة الثالثة أكثر وجعاً وأشد إيلاماً من سابقاتها والتي بفضل الله هزت صناعة الطاقة ليس في مملكة الشيطان بل أيضاً على المستوى العالمي فقد استهدفت خزانات نفطية تابعة لشركة أرامكو في جدة وبقيت تحترق لأكثر من لساعات كما تم استهداف مواقع وأهدافا حساسة في مختلف المناطق السعودية وإليكم تفاصيل العملية الثالثة:

عن تفاصيل عملية كسر الحصار الثالثة جاء في بيان وزارة الدفاع اليمنية ما يلي: ((ردا على استمرارِ الحصارِ الظالمِ على بلدِنا وشعبنا وتدشينا للعام الثامن من الصمود نفذت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ بعون الله تعالى عمليةَ كسر الحصار الثالثة وذلك بدفعات من الصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير

وذلك على النحو التالي:

استهدافُ منشآت أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في عاصمة العدو السعودي الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة

استهداف مصفاة رأس التنورة ومصفاة رابغ النفطية بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة

استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة

استهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية

 

إن القوات المسلحة ستنفذ المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ ضمنَ بنك أهدافِ كسرِ الحصار

وإنها لن تترددَ في توسيعِ عملياتها العسكرية حتى وقف العدوان ورفع الحصار

 

ومن خلال البيان يتضح لنا أن العملية كبيرة وهزت فعلاً صناعة الطاقة في العالم إذ تعتبر المملكة السعودية من أكبر مصدر النفط ومشتقاته وفي حال استمرت عمليات استهداف البنية التحتية النفطية السعودية فإن من دون شك سيسبب أزمة عالمية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود في العالم كله إذ يواجه الغرب حرباً في عقر دارهم وهذا ما لا يمكن القبول به أمريكياً وغربيا فهم يريدون نفطاً رخيصا كالمعتاد وبالتالي ليس هناك من خيار آخر سوى إيقاف العدوان أو التصعيد وهو بدون شك سيقابل بتصعيد أكبر..

لقد تم اختيار الأهداف بعناية وشكل قصف أهداف حساسة وفاجأت العدو السعودي الأمريكي في نوعية الأهداف المستهدفة ونوعية الضربات الدقيقة والموجعة ومن الأهداف التي دخلت حيز الاستهداف لأول مرة هي محطات المياه التي بدون شك ستجعل الحرب تصل إلى كل بيت سعودي وسيشعر العالم كله ماذا يحدث في اليمن منذ سبع سنوات..

لقد أثبتت العملية بمراحلها الثلاث أن اليمن بات يمتلك قوة ردع نوعية وغير مسبوقة ولم يكن يحسب العدو أن اليمن سيتملك كل هذه القدرات ويتملك إلى جانبها الشجاعة لتوجيه ضربات حساسة تعتبر من الخطوط الحمراء سوى للعدو الأمريكي أو السعودي والأهم من ذلك كله حجم العجز السعودي الأمريكي في اعتراض سوى الصواريخ اليمنية أو الطائرات المسيرة إذ تعمدت صنعاء تنفيذ العملية في وضح النهار وهو ما صعب من إخفاء الاضرار بل تحول ليل جدة إلى نهار بفعل الحرائق الهائلة من خزانات وقود النفط المقدر حجم استيعابها لقرابة 6 ملايين برميل الأمر الذي أعجز المطافئ السعودية عن اخماد الحرائق وظلت تحترق حتى انتهى الوقود من الخزانات..

ستمرار تدفق النفط السعودي مرهون بإيقاف العدوان على اليمن

 

على صعيد قراءة معطيات عملية كسر الحصار الثالثة ووفق قراءة لوضع الطاقة العالمي إذ شهدت الأسواق العالمية ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط يأتي مدعوما باستمرار الحرب في أوكرانيا، التي أثارت أزمة في سوق السلع في الوقت الذي تحركت فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لحظر النفط الروسي، إذ أن أمريكا تراهن على النفط السعودي في سد الفجوة التي نتجت جراء حظر الغرب للنفط الروسي وهو ما سعت إليه أمريكا بقوة وتواصلت الزيارات والاتصالات مع النظام السعودي الذي يتخوف هو الآخر من رد روسي انتقامي في حال وافق على زيادة تصدير النفط لتعويض غياب النفط الروسي..

إذ يعتبر النظام السعودي هو المتمرد الوحيد داخل منظمة أوبك والذي يستجيب مباشرة للطلب الأمريكي حال ارتفاع أسعار النفط لكن هذه المرة يخشى من خطورة الاقدام على تعويض النفط الروسي الذي يعتبر الروس أي خطوة في هذا الاتجاه بمثابة حرب عليهم.. وبالتالي فإن توجيه ضربات عسكرية قوية للمصافي النفط وموانئه وآباره في السعودية من قبل القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير سيضاعف المخاطر الاقتصادية على أمريكا والغرب بكله كما أن استمرار الحصار والعدوان على الشعب اليمني يفتح المجال لرد أكبر في مواقع أهم وابرز وعلى سبيل المثال في حال أصبحت القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة على اغلاق باب المندب فإنها لم تتردد عن اقفاله وهو ما أكده قائد الثورة ورئيس الجمهورية في أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء الحصار والجرائم التي يقترفها الطيران الأمريكي السعودي وقد أشار السيد عبد الملك في آخر كلمة له في الذكرى السابعة لليوم الوطني للصمود وتدشينا للعام الثامن إلى ان القوات البحرية اليمنية أصبحت تمتلك قدرات نوعية ستظهر خلال الأيام القادمة ما يشير إلى أن هناك عزم يمني على كسر الحصار بأي ثمن وأن استمرار تدفق الطاقة إلى الأسواق العالمية مرهون بإيقاف العدوان على الشعب اليمني ورفع الحصار..

 

خيبة أمل سعودية وقلق صهيوني وتنديد امريكي

 

(( نشر موقع الخنادق الاخباري تقريراً يوضح كيف ينظر الأمريكيون والصهاينة إلى قدرات اليمن العسكري فيقول: منذ سنتين قدم بعض الخبراء الأمريكيين قراءة (إيان ويليامز وشان شيخ) حول القدرات الصاروخية اليمنية، واعترف الخبراء في هذا التقرير بما يفيد تمكّن اليمنيين وحركة أنصار الله بالتحديد من نشر ترسانة متنوعة من الصواريخ البالستية والصواريخ كروز والطائرات بدون طيار.

واعتبر المحللون أن اليمنيين نجحوا في استخدام القوة الصاروخية كأداة دعائية قيّمة وكجزء من استراتيجية متكاملة لزيادة التكاليف وارهاق القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية للعدو. وقد نجحت هذه الهجمات الصاروخية في التأثير على الأهداف الاقتصادية، بما في ذلك منشآت النفط وناقلات النفط، بالرغم من الادعاءات المتكررة بأنها لم تعطّل بشكل كبير اقتصاد المملكة العربية السعودية والامارات.

بالمقابل لم تنجح اليات الدفاع الجوي والصاروخي التي بحوزة قوى العدوان في القضاء على فعالية هذه الصواريخ البالستية اليمنية، واعتبرها بعض الخبراء  بمثابة الرادع النفسي لقوى العدوان المستهدفة أكثر منه رادع عسكري قادر على تغيير موازين القوى. فقد كشفت الصواريخ اليمنية، ادّعاء تحالف قوى العدوان ، بأنه نجح في التقليل من خطر التهديد بالصواريخ البالستية منذ إطلاق حملته الجوية في أوائل عام 2015، لكن العمليات الأخيرة تثبت من جديد انّ كميات كبيرة من الصواريخ البالستية الفاعلة لا تزال تحت سيطرة القوى اليمنية.))

-جاءت ضربة ” عملية كسر الحصار الثالثة” إلى جانب ما سبقها من عمليات استهدفت النظامين السعودي والإماراتي بمثابة تأكيد ما هو مؤكد أن اليمن بات رقما صعباً ومقلقاً للغاية للكيان الصهيوني وسيده الأمريكي إذ فشلت كل منظوماتهم الدفاع جوي كالباتريوت وثاد وغيرها من التصدي الفاعل للمسيرات والصواريخ اليمنية وهو الامر نفسه الذي تسبب بحالة ذعر داخل دوائر القرار في الكيان الصهيوني للأسباب التالي:

أولاً أن حركة أنصار الله معروفة بعدائها الشديد للكيان ولديها الشجاعة لاستهداف الكيان في أي وقت ولحظة على غير ما هو معروف من حركات المقاومة الأخرى التي هي مقيدة بأطر سياسية وجغرافية إذ بات اليمن تهديداً وجودياً حقيقياً للكيان الغاصب فامتلاكه قدرات عسكرية نوعية تؤهله لتبني  القضية الفلسطينية بفاعلية أكبر وهو الشعب المعروف بتمسكه بفلسطين والذي يملأ الساحات نصرة لفلسطين ويجمع الأموال للمقاومة الفلسطينية.

ثانيا/ أن تمكن القدرات العسكرية اليمنية من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتطورة ووصولها إلى الإمارات والسعودية قوض الأحلام الصهيونية في أن تكون هذه الدولة حليفة قوية ومراكز متقدمة لها في المنطقة في مواجهة إيران..

ثالثاً: أن العدو الصهيوني يدرك جيداً ان الشعب اليمني متأكد من كونه طرفاً عدوانياً ضمن التحالف الإجرامي الذي تقوده أمريكا وأن الكيان يشارك على كل المستويات وهو نفسه من عرض خدماته العسكرية والأمنية على النظامين السعودي والإماراتي وبالتالي يمتلك الشعب اليمني الحق في الرد على الحماقة الصهيونية وهم قادرون على ذلك ولا يخيفهم شيء ولهذا السبب ظهرت أصوات صهيونية بعد عملية كسر الحصار الثالثة تطالب بدخول الكيان إلى جانب السعودي بشكل واضح وعلني..

أما الأمريكي فقد ظهر أكثر تخبطاً من الصهيوني ووجد نفسه أمام تحد حقيقي فلا هو استطاع تحقيق أهدافه في اليمن ولا هو القادر على حماية حلفائه وبالتالي خسارته ستكون خسارة مركبة:

أولاً أن هذه الأنظمة العملية التي خدمته قرابة نصف قرن باتت تملل منه وتلوي عنقها باتجاه حليف آخر ..

وثانيا: أن فشل قدراته العسكرية في التصدي للصواريخ اليمنية وسلاح الجو المسير سيلحق ضراراً بالغاً في الصفقات العسكرية الضخمة التي كان يعقدها مع النظام السعودي ومثله الإماراتي .

والخلاصة أن اليمن بات مأزقاً مقلقاً لكل دول العدوان التي شاركت في عدوانها وخططت ومولت وقدمت المعلومات وغطت على جرائم قتل الأطفال والنساء واستهداف البنية التحتية اليمنية وفرض حصاراً يمنع دخول المواد الأساسية والضرورية لاستمرار حياة اليمنيين.. ولم يعد هناك من خيارات سوى إيقاف العدوان ورفع الحصار وترك الشعب اليمني يحكم نفسه بنفسه..

 

ارتياح شعبي وعربي واسع

 

بقي أن نشير إلى أن العملية النوعية (عملية كسر الحصار الثالثة) التي الهبت سماء المملكة وعجزت عن اخفائها وباتت تنقل مشاهد الحرائق مباشر على قنواتها الفضائية أحدثت موجة عارمة من الارتياح الشعبي اليمني تمثل في خروج مليوني في أكثر من ساحة من ساحات اليمن معاهدون على الصمود ومواصلة التصدي للعدوان حتى النصر كما عبر الكثير الناشطين من مختلف الدول العربية والإسلامية عن ارتياحهم الشديد جراء قصف عمود الاقتصاد لنظام نجد الدموي الذي لم تر منه الشعوب العربية والإسلامية إلا الويلات والمفخخات والأزمات والتآمر والخيانة..

لقد سجل الشعب اليمني خلال سبع سنوات أروع صور الصمود والبطولة والثبات والاستبسال والذكاء على المستوى العسكري والسياسي وما عملية كسر الحصار الثالثة أخير على أن اليمن بلد الحكمة والإيمان والبطولة والإباء والشجاعة..

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا