لا هدنة دون رفع الحصار..فأين يذهب المبعوث هانس؟!
موقع أنصار الله || مقالات ||افتتاحية الثورة
مع مماطلة مملكة العدوان السعودية في تنفيذ بنود الهدنة الإنسانية، ومع دفعها لمرتزقتها إلى سِعَار التصريحات التي تنطوي على أكاذيب وأضاليل، تسعى السعودية من خلالها إلى تبرير نكوصها عن الهدنة الإنسانية، يواصل المبعوث الأممي الدوران في دائرة مفرغة ، ففي جانب يتواطؤ مع استمرار السعودية في تنصلها عن تنفيذ بنود الهدنة التي تتعلق بمطار صنعاء وميناء الحديدة، يحاول القفز على أهم بنودها الرئيسية المتعلقة بالحصار وفتح الميناء والمطار، إلى الحديث عن فتح طرقات وعن حلول شاملة.
ومع دوران هانس في دوائره الفارغة، يمضي زمن الهدنة الإنسانية التي مر على إعلانها نحو ثلاثة أسابيع دون تنفيذ لبنود فتح المطار والميناء، ومع استمرار الخروقات الميدانية، وسعار الوعيد بالحرب التي تنطلق من أفواه المرتزقة والعملاء، الذين دفعت بهم السعودية للعودة إلى عدن ليلة أمس.
المؤشرات لا تشي بجدية مملكة العدوان السعودية في تنفيذ الهدنة، ولا تؤكد نزاهة المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي غادر صنعاء قبل أيام وفي جعبته رؤية سلام واضحة وعادلة تسلمها من الرئيس المشاط، مصحوبة بتأكيد من الرئيس على الالتزام بالهدنة المتعثرة بسبب تعنت العدوان في تنفيذ بنودها.
كان من المأمول أن يعقب مغادرة المبعوث هانس لصنعاء يوم الأربعاء الماضي، وصول أول رحلة جوية إلى مطار صنعاء، وكان المأمول أيضا إطلاق تحالف العدوان لسفن الوقود المحتجزة في موانئ السعودية، لكن المبعوث الأممي ذهب إلى الرياض ليلتقي بالمرتزق أحمد بن مبارك، ليشكره على التزام المرتزقة في تنفيذ الهدنة ، ولمناقشة إحراز تقدم في فتح الطرقات، سيرك المبعوث هانس هو نفسه سيرك أسلافه، التماهي مع العدوان ومع أجنداته ، والقفز على القضايا إلى ما بعدها، وفقا لأجندات العدوان نفسه.
وقد قدّمت صنعاء للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ خارطة واضحة للحل السياسي الشامل ، تبدأ من تثبيت الهدنة، ومن ثمّ تمديدها في حال التزام العدوان ومرتزقته بها، بما يتيح الفرصة لإعلان وقف إطلاق نار شامل، وصولاً إلى بدء تسوية سياسية ، تدعو الخطّة المبعوث الأممي وفريقه إلى دفع تحالف العدوان وإلزامه بتنفيذ الهدنة وترجمتها إلى خطوات عملية، في مقدّمتها إدخال سفن المشتقّات النفطية والغاز المنزلي إلى ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء من دون وضع أيّ عراقيل لوجستية أمام حركة الرحلات التجارية والمدنية وتنقّل المواطنين اليمنيين.
تضمنت رؤية صنعاء – المُسلَّمة للمبعوث – حلولاً اقتصادية وتدابير إنسانية تبدأ بإعادة صرف مرتّبات موظفي الدولة كافة بلا استثناء، وإنهاء الانقسام المالي والنقدي، وتوحيد البنك المركزي وتحييده وإعادة قنواته الإيرادية كافة، بما فيها إيرادات مبيعات النفط الخام المنهوبة من قبل العدوان ومرتزقته لسبعة أعوام، فضلاً عن ضمان تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وفق قاعدة الكلّ مقابل الكلّ.
كان الرئيس المشاط واضحا في موقفه حيال الهدنة، التي أكد الالتزام الكامل بتنفيذ بنودها من دون اجتزاء، وواضح أيضا بشأن السلام، وقد قال للمبعوث “إذا أرادت دول العدوان – وعلى رأسها أمريكا – السلام مع استمرار الحصار، فهذا ما لن نقبل به كونه ضرباً من ضروب الاستسلام، وإهانة لن يقبل بها شعبنا”.
كان الرئيس المشاط واضحا في موقفه، لا سلام دون رفع الحصار، ورفع الحصار ليس شرطا بل حق للشعب اليمني يجب على العدوان الالتزام به، وكان الرئيس واضحا في موقفه بشأن الهدنة ، استمرار الهدنة مرهون بتنفيذ بنودها، والانتقال إلى الخطوة “ب” يقتضي التزام العدوان بتنفيذ الخطوات الأولى والأساسية فتح مطار صنعاء ، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة.. غادر المبعوث متفائلا – حسب تصريحه في مطار صنعاء – لكنه ما إن وصل الرياض حتى أعلن عن لقاء بائس جمعه بالمرتزق احمد بن مبارك، وهي إشارة تدلل على أنه سيفشل وقد فشل في تنفيذ الهدنة التي أعلنها بنفسه.
لا يجب أن يظل المبعوث هانس حبيس اللقاءات مع المرتزقة الذين لا قول ولا فصل لهم في شيء، وما لم يكن عند التزامه في دفع السعودية لتنفيذ بنود الهدنة فهو يكرس الفشل لنفسه في أول اختبار حقيقي له، وما لم يستوعب رؤية صنعاء ومواقفها العادلة والمنصفة في تحقيق السلام ومدخلاته العملية، فذهابه وإيابه فراغ لا معنى له، والمأمول منه أن يفي بدفع تحالف العدوان لتنفيذ الهدنة التي أعلنها بنفسه، بغير ذلك ستظل الأمور معلقة، ومآلاتها ستنعكس على المبعوث نفسه، فشلا ونجاحا.