“غروندبرغ” يتجاهلُ مسؤوليات الهُدنة ويتجهُ للانضمام إلى المرتزِقة في عدن: نحو إطالة أمد الحرب
|| صحافة ||
بدلاً عن القيامِ بمسؤوليته والضغطِ على دول تحالف العدوان لتنفيذِ التزاماتِ الهُدنة التي رعتها الأممُ المتحدة، يسلُكُ المبعوثُ الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، طريقَ الانحياز للأعداء ويسعى لتبني مؤامراتهم وتصوراتهم التي تطيل أمد الصراع، وهو ما يعني أنه لن يكون أقدر من سابقيه على تحقيق أي تقدم إيجابي في مِلف السلام، وأن تصريحاته “المتفائلة” بشأن الهُدنة ليست أكثر من محاولات تخدير كما أكّـدت صنعاء مؤخّراً.
في هذا السياق، علمت “المسيرة” من مصادر مطلعة أن غروندبرغ يعتزمُ التوجُّـهَ إلى عدنَ للقاء ما يسمى بـ”المجلس الرئاسي” للمرتزِقة الذي أعلنته السعوديّةُ كبديلٍ عن الفارّ هادي؛ بغرض ترتيب الصفوف عسكريًّا وسياسيًّا للتصعيد، ومشاركة أعضائه فعالياتهم وتحَرّكاتهم التي تهدف بشكل معلَن للاستمرار بالحرب.
هذه الخطوةُ من جانب المبعوث الأممي من شأنها أن تمثِّلَ مؤشرًا واضحًا على أنه ليس أكثرَ من “أدَاة” أُخرى تستخدمُها دُوَلُ تحالف العدوان لمنحِ تحَرّكاتها تأييدًا دوليًّا وأمميًّا، وهو ما يمثل انحيازًا تامًّا وفاضحًا يقوِّضُ مصداقيةَ المبعوث بشكل تام.
ويرى مراقبون أن على “غروندبرغ” أن يتذكَّرَ أن ما يسمى بـ”المجلس الرئاسي” للمرتزِقة ليس أكثر من واجهة رفعتها السعوديّة لترتيب صفوفها عسكريًّا وسياسيًّا، ولا تمتلك أية مشروعية، حتى وفقاً لرواية وحسابات “الشرعية” المزعومة نفسها، فقد بات مؤكّـداً أن النظام السعوديّ أجبر الفارّ هادي على التنازل عن منصبه وتسليم “صلاحياته” ولا زال يحتجزُه كرهينة في الرياض.
وبالتالي فَإنَّ سعيَ المبعوث الأممي للتعامل مع “مجلس” المرتزِقة يمثل محاولةً صريحةً للالتفاف على واقع الصراع وفرض الرواية المضللة البديلة التي تسعى دولُ العدوان لتكريسها والتي تفترض أن المشكلة في اليمن “داخلية” وأن تحالفَ العدوان تدخَّلَ كوسيط وليس كطرف، مع أن الهُدنة الأخيرة التي رعاها المبعوث نفسُه تؤكّـدُ بما لا يدعُ مجالاً للشك أن المرتزِقة لا قرارَ لهم في الحرب ولا في السلام.
والحقيقة أن السعي للحاق بالمرتزِقة إلى عدن في الوقت الذي تواجه في الهُدنة خطرَ الفشل؛ بسَببِ تعنت تحالف العدوان ورفضه تنفيذ التزاماته يمثل دليلًا واضحًا على أن طريق “السلام” الأممي لا يؤدي في الحقيقة إلا إلى إطالة أمد الحرب والحصار وتحقيق مصالح تحالف العدوان ومطامعه.
لن تكونَ هذه المرة الأولى التي ينحازُ فيها مبعوثُ الأمم المتحدة بهذه الصورة الفاضِحة إلى صَفِّ العدوان، غير أن غروندبرغ اليوم أمامَ فرصة حقيقية لإثبات “اختلافه” عن سابقيه، من خلال العمل على إنجاح الهُدنة وإلزام تحالف العدوان بتنفيذ تعهداته، والتخلي عن هذه الفرصة سيرسل رسالةً سلبيةً بأنه لا فائدةَ من التعاطي مع الأمم المتحدة، وهو ما سيشكل عُقدةً في مستقبل مسار السلام.
صحيفة المسيرة