الخروج يوم القدس العالمي.. واجب كبير للانتصار لفلسطين
بالتزامن مع غضب محدود لإحراق نُسَخٍ من القرآن بالسويد.. إعلاميون ومواطنون لصحيفة المسيرة:
|| صحافة ||
لاقت الإساءةُ الأخيرةُ بإحراق نُسَخٍ للقرآن الكريم في السويد وكذا اعتداءات العدوّ الصهيوني للأقصى، استياءً وسخطًا شديدًا من المجتمع الإسلامي، معتبرين هذه الأعمال خطواتٍ مستفزةً للمسلمين تجاه مقدساتهم الإسلامية.
الأحرار في العالم الإسلامي عبّروا عن غضبهم الشديد تجاه السويدي المتطرف الذي أقدم على إحراق نُسَخٍ من كتاب الله، والبعض الآخر أطلق حملةً على منصات التواصل الاجتماعي لمقاطعة منتجات السويد.
وهنا نجد تكرار لمحاولات استفزاز مشاعر المسلمين في الحينه والأُخرى، فتارة يقومون بإحراق أقدس مقدسات المسلمين وهو القرآن الكريم، وتارة أُخرى يعتدون على المسلمين، كما حدث في الهند من اعتداءات وأعمال عنف، وكذا وبشكل متواصل اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين من قبل قوات العدوّ الصهيوني في فلسطين.
كما يتضح جليًّا أن الأنظمةَ العربيةَ التي اتجهت نحو التطبيع مع أعداء الأُمَّــة لا يحركون ساكناً تجاه مقدساتهم الإسلامية؛ باعتبَارهم كانوا مسلمين وانسلخوا عن هُــوِيَّتهم الإسلامية وقاموا بمصافحة العدوّ والقبول بأعماله وسلوكياته كيفما كانت ولو على حساب الدين والإسلام.
لقد شخّص السيد القائد عبد الملك هذه الحالة التي يتعرض لها المسلمون؛ نتيجة تفككهم ونهجهم طريق التشتت والضياع بعيدًا عن التوحد ولم الشمل على كلمة واحدة تحت راية الإسلام والتمسك بكتاب الله القرآن الكريم بشكل قوي.
ويوضح أَيْـضاً أن مشكلة المسلمين هي نتيجة ابتعادهم عن هدى الله وكتابه المبين والتيه في الأمور البسيطة والانحراف عن القضايا الأَسَاسية والمركزية، مُشيراً إلى انتهاج البعض طريق التعاون على الإثم والعدوان؛ نتيجة ولائهم لمن نهى الله أن نتولاهم “اليهود والنصارى” وأن الأنظمة التي نهجت التطبيع مع أعداء الأُمَّــة لا يصدر عنها أي شكل من أشكال التنديد أَو الاستنكار لمقدساتهم الإسلامية التي تستهدف من حين إلى آخر.
وتعتبر إحراق نُسَخٍ من كتاب الله جريمة لا تغتفر واستهدافاً متعمداً للدين الإسلامي الحنيف يهدف إلى استفزاز المسلمين وقياس مدى تمسكهم بالإسلام وهُــوِيَّته وهي إهانة كبيرة بحد ذاتها لمشاعر المسلمين.
ويؤكّـد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته الرمضانية الـ19، أن أعداءنا يحقدون علينا على المستوى الديني والإيمَـاني، ويعبِّرون عن حقدهم في كُـلّ زمان، وبكل الوسائل، ويعبرون عن حقدهم على قرآننا، وَرسولنا ومقدساتنا، وَحقدهم حتى على شعائرنا الدينية، وَيتضح هذا في ممارساتهم، مُضيفاً ” كم يتحَرّكون في الغرب- وآخرها ما كان في السويد- لإحراق المصحف الشريف، لماذا هذا؟ لماذا سعيهم لإحراق المصحف الشريف، أقدس المقدسات لدى الأُمَّــة الإسلامية، ولدى المسلمين؟ حقد، كره، عداء شديد لك أنت، ولدينك، ولمعتقدك، ولما تعتز به، واستفزاز كبيرٌ للمسلمين، واستهانة، وتحدٍ لكرامتهم، وإساءة إلى المسلمين كبيرة جداً”.
ويقول السيد ”كم يصدر من إساءَات إلى رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” في المجتمع الغربي؟ كم يحصل من تعدٍّ على المسلمين في شعائرهم الدينية، واستهداف لمقدساتهم؟ ما الذي يحصل في فلسطين كُـلّ يوم؟ لا يكاد يمر يوم إلَّا ويحصل استهداف وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى، واعتداء على المصلين، حقد علينا على مستوى انتمائنا الديني”.
ويوضح السيد أننا أُمَّـة يطمع أعداؤها في السيطرة عليها كثروة بشرية، وفي السيطرة على مقدراتها، وفي السيطرة على أوطانها، وَالسيطرة على موقعها الجغرافي، وَالاستغلال لها، في الاستعباد لها، مؤكّـداً أنه لا يحمينا تجاه كُـلّ هذه التحديات إلَّا أن نحمل الروحية الجهادية، وأن نتحَرّك في سبيل الله، وفق الطريقة التي رسمها الله لنا؛ لنحظى بنصره، ومعونته، وتأييده.
ويلفت إلى أن ما يحصل من استفزازات، وانتهاكات، يجب أن يكون للأُمَّـة صوتٌ تجاهه، أن تحتج، أن تعترض، أن تبدي غضبها، أن تتكلم بالحد الأدنى، إذَا وصلت الأُمَّــة إلى درجة ألَّا تتكلم حتى الكلمة، ألَّا تقول شيئاً تجاه ما يفعله أعداؤها، فهي حالةٌ خطيرةٌ على هذه الأُمَّــة عند الله “سبحانه وتعالى”؛ لأَنَّها حالة شنيعة دنيئة من التنصل التام عن المسؤولية، والخنوع التام، وحالة خطيرة جِـدًّا تطمع أعداءها جِـدًّا فيها، ويرون فرصتهم السانحة للاستهداف لها، والسيطرة عليها في كُـلّ شيء، فتخسر دينها ودنياها.
ويشير السيد إلى أن تعطيلَ فريضة الجهاد من أهم عوامل ضعف الأُمَّــة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في كُـلّ المجالات: ضعفها اقتصاديًّا، ضعفها عسكريًّا، مؤكّـداً أن من بركات الجهاد: أن الأُمَّــة تتجه، ولديها الحافز الكبير، وهو: التحدي، والخطر، والمواجهة، والحاجة، إلى المزيد والمزيد من القوة، إلى مستوى صناعة السلاح العسكري، والعتاد الحربي، وصناعة المتطلبات المتنوعة، وتوفيرها، وتطوير كُـلّ الوسائل الممكنة، في الأُمَّــة.
ويوضح السيد أن الله أراد للمسلمين أن يمتلكوا القوة إلى درجة أن يمتلكوا الردع في مواجهة أعداء الله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، هذا ما يسمى في المصطلحات المعاصرة والتعبير المعاصر بـ (الردع)، يعني: أن تمتلكوا من القوة، ومظاهر القوة، وأن تعدُّوا من القوة، وفي مقدمتها القوة العسكرية، إضافة إلى كُـلّ عناصر القوة التي تتطلبها المواجهة، ما يردع أعداءكم عنكم، ما يجعلهم يحسبون لكم ألف حساب، ما يجعلهم يتهيَّبون من مواجهتكم، ما يجعلهم ينظرون إليكم إلى أنكم أُمَّـة قوية، يصعب كسرها، يصعب السيطرة عليها، يصعب إذلالها، وأن مواجهتها ستسبب كلفة كبيرة على العدوّ، وتخسَّره كَثيراً، وأنه قد يهزم في مثل تلك المواجهة ويخسر، ولا يصل إلى المطلوب.
كما يتحدث قائد الثورة بشكل مُستمرّ عن أهميّة التمسك بالمقدسات الإسلامية وضرورة توحيد الأُمَّــة تحت راية واحدة وموقف واحد قوي يرد على من تسول له نفسه استهداف المقدسات الإسلامية بكل حزم وصلابة.
أحرارُ اليمن.. قلبٌ نابضٌ تجاه قضايا الأُمَّــة
وفي بلاد الحكمة والإيمَـان مع أحفاد الأنصار وبالرغم ما يتعرضون له من عدوان عالمي ومعاناة شديدة طيلة ثماني سنوات، لا زالت قضايا الأُمَّــة المركزية والأَسَاسية يحملها على عاتقه ويواكب كُـلّ الاحداث بما فيها قضية الأُمَّــة “فلسطين” وما يتعرض لها المسجد الأقصى من اعتداءات للمصلين وانتهاكات بشكل مُستمرّ، وكذا أَيْـضاً ما حدث مؤخّراً من إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد.
أحرار اليمن خرجوا مؤخّراً في وقفات احتجاجية غاضبة للتنديد بما أقدم عليه متطرفون يمينيون في السويد من إحراق نسخٍ لرمز المسلمين ومنهاجهم “القرآن الكريم”، مؤكّـدين أن هذا العمل جريمة نكراء استفزازية لمشاعر المسلمين تعبر عن الحقد والإجرام التي يكنها الأعداء على الإسلام والمسلمين.
كما أدانوا بشدة اقتحام الصهاينة وتدنيسهم للمسجد الأقصى واعتداءهم على المصلين، داعيْن كافة المسلمين إلى الاهتمام بيوم القدس العالمي.
وبالإشارة إلى يوم القدس العالمي فَـإنَّ اليمنيين وبعضاً من أحرار العالم الإسلامي يخصصون آخر جمعة من شهر رمضان للخروج في مظاهرات حاشدة؛ تعبيراً عن موقفهم الأصيل والمبدئي بالتمسك بالمقدسات الإسلامية وإحياء مشاعر التمسك بالقضية المركزية في وجدان المسلمين، وكذا إعلان موقف إسلامي عظيم بأن المسلمين لن يتخلوا عن مقدساتهم مهما كانت المعاناة ومهما كان حجم المؤامرات التي تحيكها ثلاثي الشر “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا” ويطلقون على هذا اليوم بـ”يوم القدس العالمي”.
وفي هذا السياق، يرى نائب وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ، فهمي اليوسفي، أن الصمت الإسلامي دليل على أن الغرب قد عمق ثقافة الخوف لدى الشارع الإسلامي من جهة طالما قد استطاع صناعة أنظمة متصهينة في معظم ارجاء الساحة الإسلامية وصمت الأنظمة يعني صمت الشعوب.
ويضيف في تصريح خاص لصحيفة المسيرة أن “لتأثير ثقافة التصهين التي يضخها الغرب في أوساط هذا الشارع ما جعل إسرائيل تستغل ذلك لمزيد من الاعتداء على المقدسات الإسلامية”.
أما الناشط عبد الملك الداعي فيقول: إن “من الطبيعي جِـدًّا وليس بجديد أن نرى مثل هذه الانتهاكات للمقدسات الإسلامية ومن إساءَات للإسلام بشكل عام”، مُضيفاً: “إن السبب الرئيسي لتكرار هذه الإساءَات هو صمت الشعوب الإسلامية؛ كون رؤساء وزعماء وملوك الشعوب مملوكين لأسيادهم أعداء الأمة الذين نصبوهم على بلدان المسلمين”.
أما بالنسبة للشعوب الإسلامية فيتابع الداعي حديثه بالقول: “ما زالت في مبادئها الإسلامية والعربية الأصلية تجاه قضايا الأمة، ولكن هناك أشياء كثيرة جعلت من بعض الشعوب بعيدين عن هذه القضايا؛ بسَببِ انتشار الحرب الناعمة من تطور في وسائل التواصل الاجتماعي والتي جعلتهم بعيدين عن ما يحدث للأمة من أخطار”، مردفاً بالقول: “ولو رجعنا إلى حادثة الإساءة لرسولنا الكريم صلوات ربي عليه وعلى آله من قبل الرسام الدنماركي ولاحظنا الفرق في ردة الفعل على تلك الرسومات كانت قوية جِـدًّا من اليوم”.
ويتساءل الناشط الداعي والكثير من الناشطين والثقافيين وغيرهم: لماذا غابت تلك الغيرةُ تجاه ما يحصل اليوم من انتهاكات للمقدسات؟!
ويؤكّـد أن كُـلّ ما يحدث لهذه الأُمَّــة هو بسَببِ أنها بعيدة كُـلّ البعد عن منهج الله وهدى الله واتّباع منهج الرسالة المحمدية وعدم التفافها حول أعلام الهدى الذين يرشدون الأُمَّــة لصلاحها.
فيما يقول المواطن أحمد الوزيري: “إن ما يحدث في السويد الآن لا يقل خطراً عما يحدث في الأقصى، فالحكومة السويدية تعتدي على أقدس مقدسات المسلمين القرآن الكريم، وتسمح بحرقه وتدنيسه طيلة رمضان أمام وسائل الإعلام، وفي الأحياء التي يتواجد فيها المسلمون ليستفزوا مشاعرهم ويهينوا كرامتهم!!”.
ويؤكّـد أن هذه الأعمال يجب أن لا تمر مرور الكرام دون عقاب، داعياً كافة المسلين إلى التوحد والاعتصام بحبل الله والالتفاتة الجادة إلى الحفاظ على المقدسات الإسلامية وإعطاء من يمس المقدسات جزاءه الذي يستحقه.
ويواصل الوزيري قائلاً: “لو أن المسلمين يدٌ واحدٌ متمسكون بمبادئهم ومقدساتهم الإسلامية وبقوة، لما سمعنا أي إنسان يتجرأ بالإساءة أَو الاعتداءات، ولكن مع تفكك المسلمين واقتتالهم أصبحت المقدساتُ عُرضةً للاعتداء والتطاول”.
وفي ختام حديثه للصحيفة، دعا الوزيري إلى الاحتشاد الكبير والمشرف لإحياء يوم القدس العالمي، معتبرًا ذلك أقل واجب يمكن تقديمه للمقدسات الإسلامية وأن هذا الخروج سيعبر عن الرد على الإساءة الأخيرة بإحراق نسخٍ للقرآن الكريم في السويد، ورسالة غضب وتهديد نرسلها للكيان الصهيوني الغاصب جراء جرائمه المرتكبة بحق إخوتنا أحرار وحرائر فلسطين الحبيبة.
صحيفة المسيرة