التفافٌ عربي وإسلامي غير مسبوق حول فلسطين ودعوات لخوض معركة التحرير

|| صحافة ||

شهد “منبرُ القدس” ضمن فعاليات يوم القدس العالمي، أمس الثلاثاء، التفافاً واسعاً لحركات المقاومة في العالم العربي والإسلامي، حَيثُ شاركت قيادات محور المقاومة من مختلف الدول، وإلى جانب الكلمات التي ألقاها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والأمين العام لحزب الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي، كانت باقي الفصائل الفلسطينية وقيادات حركات المقاومة حاضرة بكلمات خلال “المنبر” عكست مدى الاندفاع الموحد لأحرار الأُمَّــة في مواجهة الغطرسة الصهيونية في فلسطين المحتلّة.

 

القدس في المخاض ولا بُـدَّ من التفاف عربي إسلامي

وفي السياق، أكّـد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أن القدسَ ليست لأهل فلسطين لوحدهم، بل إن شأنَها شأنُ مكة المكرمة والمدينة المنورة، داعياً إلى أن تكون البوصلة نحو القدس، وألا تنحرف عنها.

وقال الشيخ صبري: إن “الصورة أصبحت واضحة في موضوع التحيز وموضوع الانجرار نحو الاحتلال، وهذا يذكرنا بما حصل مع المسلمين أَيَّـام الحروب الصليبية، في دعم بعض الكيانات للعدو الغازي وهم الصليبيون، وبالتالي لا نجزع ولا نيأس مما يحصل الآن”، منوِّهًا إلى أن ساعة الصفر قريبة بمشيئة الله.

وأشَارَ إلى أن الاقتحامات الصهيونية لا تتم إلا بحراسة من السلطات المحتلّة، وأن اليهودي لا يجرؤ أن يدخل أَو يقتحم الأقصى إلا بحراسة، للدلالة على أنه معتدٍ، وَأَيْـضاً للدلالة على أن الأقصى ليس لهم.

وأعلن الشيخ صبري أن عدد المعتقلين من الشباب الفلسطينيين خلال الأيّام الماضية زاد عن الـ 600، وأن عدد الجرحى أكثر من 500، كُـلّ الإصابات في الرأس والعين، لافتاً إلى أنه رغم بطش الاحتلال، فَـإنَّه فشل في إدخَال القرابين إلى الأقصى، وكذلك في مسيرة الأعلام.

ودعا الشيخ صبري الشعوب العربية إلى العمل بالحراك السياسي والدبلوماسي والرسمي والضغط على الاحتلال بأية طريقة من الطرق للتراجع عن غيه وعن اعتداءاته وعن تجاوزاته.

 

إرادَة الفلسطينيين وأحرار محور المقاومة ستصنعُ النصر المؤزر

من جهته، أكّـد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، أن الإرادَة الحرة للشعب الفلسطيني ومن خلفه محور المقاومة وعلى رأسهم إيران وسوريا، ستصنع النصر المؤزر، وإن طال الزمن؛ لأَنَّ الشعوب الحرة لا تبيع أوطانها ولا تتنازل عن حقوقها.

ونوّه إلى أن مبادرة الإمام الخميني بإعلانه الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً للقدس، وضعت الضمير العالمي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، وأن حقوق الشعوب المظلومة لا يمكن أن تضيع بالتقادم، لافتاً إلى أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران أسهم بإضافة قوى ثورية فعالة في العالم، تقف إلى جانب حقوق الشعوب المظلومة والمحتلّة أوطانها، خَاصَّة حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكّـداً أن إيران قدمت أمثولة حية في دعم نضالات الشعوب في تحديها للإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشَارَ إلى أن معركة سيف القدس، وحدت الشعب الفلسطيني في كُـلّ أصقاع الأرض خلف محور المقاومة، وأن شعب فلسطين لا يعرف اليأس ولا التراجع عن حقوقه في وطنه وواجباته تجاه تلك الحقوق، ولو كان ثمنها الشهادة.

واستذكر نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ما قدمه المناضل الشجاع قاسم سليماني لدعم إمْكَانات المقاومة الفلسطينية التسليحية، سواء كان ذلك في غزة أَو في مناطق أُخرى، وما قدمه أَيْـضاً لقوى المقاومة في الأقطار العربية المختلفة.

 

التكاتف ضرورة لمواجهة المخطّطان الصهيوأمريكية

بدوره، أكّـد الأمين العام للجبهة الشعبيّة -القيادة العامة- طلال ناجي، على أهميّة أن يتكاتف كُـلّ أبناء الشعب الفلسطيني لإحياء يوم القدس العالمي، والتصدي للمخطّطات الصهيونية الجهنمية، في تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقال ناجي في كلمته “يوجد أهميّة خَاصَّة في إحياء يوم القدس في هذه الأيّام، نظراً لتصاعد وتيرة المخطّط في محاولة تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمنياً ومكانياً، ومحاولة المستوطنين بحماية الجنود الصهاينة إقامة شعائرهم داخل باحات المسجد الأقصى”.

وأضاف: إنه في هذه الأيّام، نفتقد معظم الشهداء على طريق القدس، وخُصُوصاً القائد قاسم سليماني، في دعم المقاومة الفلسطينية ودعم كُـلّ الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية وفي الأراضي المحتلّة منذ العام 1948 وفي الشتات، وأشَارَ إلى دور الشهيد سليماني في تطوير القدرات العسكرية لفصائل المقاومة، لافتاً إلى الدور الاستثنائي للإخوة الفلسطينيين الموجودين في الخارج، ودعاهم إلى التكاتف وتصعيد نشاطهم؛ مِن أجلِ التصدي للمخطّط الصهيوني الذي يريد تهويد مدينة القدس والمقدسات.

 

دعوةٌ للواقعين في الوحل: اغسلوا عار التطبيع

وفي سياق الالتفاف العربي حول المناسبة، أكّـد المرجع الديني البحريني الشيخ عيسى قاسم، أن المسجد الأقصى يعاني من أشرس الهجمات الصهيونية، وأن الشعوب العربية تقف اليوم أمام المسؤولية الكبرى لإحياء يوم القدس العالمي، داعياً الدول المطبعة إلى غسل عار التطبيع.

وقال الشيخ قاسم في كلمه له: إن “المسجد الأقصى يعاني من أخطر وأشرس الهجمات التي تشكل أكبر تهديد لقدسيته ودوره الإلهي.

وأضاف: إن الأُمَّــة تواجه اليوم أخطر تهديد لوجودها من خلال التطبيع لهُــوِيَّتها ووجودها على يد المطبعين.. مخاطباً الدول المطبعة مع الاحتلال بالقول: “عليكم أن تغسلوا عار التطبيع”.

وخاطب الشعب البحريني بقوله “لن ترضوا إلا أن تكونوا في مقدمة الشعوب التي تحيي يوم القدس العالمي.

وأكّـد المرجع الديني في البحرين أن الكيان الصهيوني زائل ومآله مزبلة التاريخ، مطالباً من إجماع الأُمَّــة على إدانة التطبيع والإطاحة به.

 

يوم القدس مشروع الأمل والمقاومة لاستنهاض الأُمَّــة

من جانبه، أكّـد رئيس تحالف الفتح العراقي هادي العامري، أن “يوم القدس يبقى بصدق مشروع الأمل والمقاومة لاستنهاض الأُمَّــة وشحذ الهمم وتعبئة الطاقات وتجديد العهد مع الله ورسوله للاستمرار بالمعركة مهما كانت النتائج حتى التحرير الشامل للقدس العزيزة وللأرض الفلسطينية الكريمة”.

وأكّـد العامري أن مناسبة يوم القدس العالمي “محطة لتجديد العهد مع الله ومع رسوله ومع كُـلّ مسلمي العالم وأحراره للتواصل مِن أجلِ تحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتطهير تلك البقعة المقدسة من رأس الصهاينة الأشرار وشذاذ الآفاق”.

وقال: “أصبحت قضية القدس اليوم عنواناً مقدساً لوحدة المسلمين بكل طوائفهم، بل وأبعد من ذلك فهي رمز سامٍ”.

وأضاف: “إن استمرار الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى واغتصابه للأرض الفلسطينية جريمة يجب أن تنتهي وهي جرح عميق في وجدان الأُمَّــة وضميرها”.

ولفت إلى أن الإمام الخميني كان يستقرئ التاريخ مبكراً، ويتنبأ بالانحدار الرهيب الذي سيصيب الحكام العرب”.

واختتم كلمته بالقول: إنه لشرف عظيم أن يوفق الإنسان لأن يكون ضمن هذا المشروع المقدس، ومواجهة المشروع الصهيوني العنصري الوحشي الزاحف بكل اتّجاه والذي يبدأ يهيمن على حكام المنطقة ويسعى إلى توسيع رقعة الاحتلال ليكون سرطاناً يهدّد كُـلّ مظاهر الحياة والسلام، وقد ازداد هذا المخطّط الشرير خطورة عندما أصبح مندمجاً مع المخطّط الأمريكي في المنطقة”.

فيما أكّـد مفتي أهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، أن الأُمَّــة إذَا اجتمعت، ستتحَرّك وسيكون لها خطوات عز وتمكين.

وقال الشيخ الصميدعي في كلمته إن “تساهل الحكام في منطقتنا لقاء ثمن بخس، أَدَّى إلى تنازلهم عن فلسطين وعن القدس المحتلّة، هذا المسرى العظيم ومفخرة أجيال المسلمين”، داعياً جميع المسلمين إلى الوقوف وقفة واحدة في يوم القدس العالمي، ليكون بعدها الزحف إلى المسجد الأقصى، وتحقيق النصر إن شاء الله، مشدّدًا على أن النصر قادم لا محال، وبه نحقّق عز الإسلام وعز المسلمين.

كما دعا فقهاء العالم الإسلامي والعلماء إلى أن يقولوا كلمتهم في دعوة الأُمَّــة إلى الوقفة التضامنية في يوم القدس العالمي، مع التأكيد على أن هذه الوحدة هي طاعة لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهي رسالة إلى أعداء الإسلام والأمة، ورسالة في نفس الوقت إلى الخونة والمطبعين، الذين باعوا دينهم وضميرهم.

 

أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: كعائلة واحدة ندافع عن القدس

إلى ذلك، أكّـد رئيسُ أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في القدس، المطران عطاء الله حنّا، أنّ “القدس كانت وستبقى لأهلها وسياسات الاستعمار والاحتلال فيها هي باطلة وغير قانونية وغير شرعية”.

وقال المطران حنا في كلمته إن “مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية مستهدفة ومستباحة وهنالك استفزازات خطيرة في القدس”، مُضيفاً “المقدسيون مدافعون حقيقيون باسم الأُمَّــة كلها عن هذه البقعة المباركة وعن هذه المقدسات سواءٌ أكانت إسلامية أم مسيحية”.

وتابع حديثه بالقول “نحن في خندق واحد وكعائلة واحدة ندافع عن القدس ولن ينجح الاحتلال في سرقة القدس من أهلها وأصحابها”.

وفي ختام كلمته، خاطب المطران حنا الشعب الفلسطيني بقوله: “في يوم القدس العالمي أتوجّـه للفلسطينيين بضرورة أن يضعوا الانقسامات جانباً”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا