النائب جدبان لـ ” التغيير ” : رفضت دعوة من السفير الأميركي لمناقشة وضع صعدة
قال النائب في البرلمان اليمني عبد الكريم جدبان لــ" التغيير " انه رفض حضور فعالية في فندق موفنبيك بالعاصمة صنعاء لمناقشة أوضاع صعدة والشأن اليمني بشكل عام .
وأرجع جدبان في سياق حديثه لــ" التغيير " عدم حضوره هذه الفعالية "بسبب رعايتها من قبل السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين ".
وأوضح جدبان بأنه تلقى اتصالا من السفارة الأمريكية بصنعاء صباح اليوم , للمشاركة في فعالية لمناقشة أوضاع صعدة واليمن وعندما سأل برعاية من هذه الفعالية قالوا له برعاية السفير الأمريكي , فرد عليهم " بلغ السفير أنه لا يشرفني الحضور في هكذا فعالية وانتهاك للسيادة اليمنية ونرفض رفضاً قاطعاً هذا التدخل السافر وندين هذه الأعمال المخالفة لبروتوكولات الدبلوماسية ، ثم أقفلت الخط " .
وقال جدبان " طرحت ما جرى من اتصال على الأخوة النواب إضافة إلى حديثه للمؤتمر الصحفي بالأمس الذي تصرف فيه وكأنه الحاكم لليمن ، فهو يرشح الرئيس هادي وهو يدعو الأحزاب والحوثيين وكل الفعاليات إلى أن يلتزموا بمقرراته وهذا تدخل سافر وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية ".
ودعا النائب البرلماني مجلس النواب " أن يقف موقفاً جاداً تجاه هذا السفيه وغطرسته وأن يعملوا لإستفزازاته حداً " , قائلا بأنه واجه اعتراضا من بعض من وصفهم بــ" المغفلين " قائلا بأن " هذه عادته كلما سألت عن التدخل الأمريكي كما سألت عن غرفة العمليات الأمريكية الموجودة في أعالي نقم ، قام وأعترض ", واضح جدبان بالقول " فقلت لقد أصبح هذا وكيلاً للأمريكان وأعترض أيضاً رئيس مجلس النواب داعياً النواب ألا يبحثو مثل هذه القضايا ولا دخل لهم فيها ، فرددت عليه بنقطة نظام بأني أمثل الشعب اليمني وأقسمت أن أرعى مصالحه فسأفضح كل المؤامرات والدسائس التي يحيكها الأمريكان ضد اليمن للنيل من سيادته واستقراره" .
الجدير بالذكر ان تصريحات السفير الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بصنعاء والتي جدد فيها اتهامه لإيران بدعم فصائل في الحراك الجنوبي والحوثيين، ودعا فيها حزب المؤتمر إلى عزل صالح من رئاسته – اثارت جدلا كبيرا بين عدد من أعضاء البرلمان في جلسة اليوم حيث سادت الجلسة حالة من الصخب والمشادات بين رئيس كتلة المؤتمر النائب سلطان البركاني والنائب عبدالكريم جدبان من جهة والنائب المستقل عبد العزيز جباري من جهة أخرى إثر دعوة جدبان المجلس الى ادانة تصرفات السفير الأمريكي التي وصفها بـ"الهوجاء والخرقاء".
واستهجن رئيس كتلة المؤتمر سلطان البركاني تصرفات السفير الأمريكي الذي قال انها لا تتفق مع الأعراف والقواعد الدبلوماسية, قائلا " كيف نصم اذاننا عن السفير الامريكي الذي اعتدى على سيادة بلد وتدخل في شؤونه وأصبح الآمر الناهي فيه ولم يعد لأحد أي حق في الحديث عنه".
وأضاف البركاني:" أن ما يحدث من قبل السفير الأمريكي لعنة تاريخية على البلد وعلى الحكومة في المقام الأول"، مستغربا:" الذين كانوا يلعنون أمريكا بالأمس أصبحوا في اليوم في أحضانها!.. لا يمكن القبول بما يقوم به السفير الأمريكي".
من ناحيته قال النائب عبد العزيز جباري مخاطبا هيئة رئاسة المجلس:" قبل ان تقنعوا عبدالكريم جدبان يجب عليكم ان تقنعوا الاخوة في كتلة المؤتمر، لأنه يبدوا ان هناك خطة بين بعض اعضاء كتلة المؤتمر وبين الحوثيين للإساءة إلى شخص رئيس الجمهورية"، وهو ما أثار غضب نواب المؤتمر واستهجانهم، لكن جباري تابع حديثه قائلا": اذا كان هناك من لا يريدون ان يترشح رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة فليعلنوا ذلك".
وأضاف جباري:" ينبغي على سلطان البركاني ان لا يعتقد ان على الناس اتباع رأيه". الأمر الذي دعا البركاني الى وصف جباري بأنه" كاذب"، مضيفاً" رئيس الجمهورية سيظل القلب النابض في المؤتمر الشعبي العام".
بدوره قال النائب جدبان في نقطة نظام رفعها ضد جباري:" هذه اتهامات باطلة يحاول تسويقها لخدمة الأمريكان".
ووسط ارتفاع الضجيج طلب رئيس المجلس يحيى الراعي من الأعضاء الكف عن المزايدات وعدم اثارة ما تنشره وسائل الإعلام في قاعة المجلس والدخول في جدول الأعمال قائلاً: نحن نمثل انفسنا وليس لأي أحد حق الوصاية علينا او تمثيلنا لا السفير الأمريكي ولا غيره.. اتركوا المزايدات".
ولم تقف تصريحات فايرستاين عند هذا الحد فقد استهجن مصدر في مكتب علي عبد الله صالح – رئيس المؤتمر الشعبي العام , هذه التصريحات قائلا بأنه " بدى خلال المؤتمر الصحفي في صورة الحاكم بأمرة في اليمن متجرداً من العباءة الدبلوماسية التي يفترض انها تلزمه بعدم التدخل في شؤون البلد , قائلا " من المؤسف ان يصل الامر بالسفير الى مستوى التورط في اصدار التصريحات النارية التي تعكر اجواء التصالح الوطني وتحرض اطراف يمنية على اخرى".
وتسأل المصدر "أن كان السفير الامريكي يحاول ان يوحي انه من يملك السلطة في اليمن وانه قادر على رسم معالم السياسات سوى تلك التي تتصل بخيار الشعب اليمني في اختيار حكامة او قضايا هيكلة الجيش والامن او تنفيذ المبادرة الخليجية".