قطر على خطّ التجنيد: تفريخ ميليشيات جديدة في تعز

||صحافة||

انضمّت دولة قطر، حديثاً، إلى دولتَي التحالف السعودي – الإماراتي، في عملية إنشاء المزيد من الميليشيات في اليمن، حيث تجري، منذ مطلع الشهر الجاري، عملية استقطاب في عدد من مناطق غرب تعز لصالح حزب “الإصلاح، بدعم قطري. والظاهر أن زيارة رشاد العليمي الأخيرة إلى الدوحة لم تفلح في وقف تمويل تلك الحملة، التي تُعبّر، إلى جانب حملات أخرى، عن الصراع المتواصل بين أمراء حرب “المجلس الرئاسي”

صنعاء | أكدت مصادر محلية في مدينة التربة غرب تعز، لـ”الأخبار”، أن حزب “الإصلاح” فتَح، بدعم قطري، أبواب التجنيد على مصراعَيها هناك، لضمّ نحو 50 ألف عنصر جديد إلى ما يسمّى “قوات المقاومة الشعبية”، وذلك في موازاة استمرار عضو “المجلس الرئاسي”، طارق صالح، في استقطاب الآلاف من الشباب العاطلين من العمل إلى معسكرات جديدة لاستكمال تشكيل “ألوية اليمن السعيد” (22 لواءً)، بتمويل سعودي. وأفادت المصادر بأن “الإصلاح” نجح حتى الآن في استقطاب بضعة آلاف إلى المعسكرات الخاضعة لسيطرة “محور تعز”، الذي يقوده جناح الحزب العسكري منذ عام 2015.

وأثارت محاولة “الإصلاح” تعزيز نفوذه العسكري في مديريات غرب تعز القريبة من باب المندب، اعتراض حكومة معين عبد الملك في مدينة عدن، والتي وجّهت مذكّرة إلى وزير الداخلية، إبراهيم حيدان، المقرّب من الحزب، طالبت فيها بوقف حملات التجنيد تنفيذاً لتوجيهات “الرئاسي”. وصدرت المذكّرة، التي حصلت “الأخبار” على نسخة منها، قبل زيارة رئيس المجلس، رشاد العليمي، إلى قطر الأسبوع الماضي، حيث طلب وقف تمويل حملة التجنيد الجديدة التي يقف وراءها القيادي في “الإصلاح”، حمود سعيد المخلافي، الذي كان أعلن رفضه أيّ مساعٍ لإعادة هيكلة الميليشيات وتشكيل قيادة مشتركة لها. إلّا أن مصادر ديبلوماسية كشفت، لـ”الأخبار”، أن العليمي فشل في مهمّته تلك.

ويأتي ذلك في وقت يعجز قائد “الرئاسي” أيضاً عن وقف الحملات المماثلة الجارية في عدد من مناطق محافظات لحج وأبين والضالع وشبوة بإشراف عضوَي المجلس، طارق صالح، وعبد الرحمن المحرمي المكنّى بـ”أبو زرعة”. ووفقاً لمصادر قبلية في محافظة لحج تحدّثت إلى “الأخبار”، فإن قبائل الصبيحة تتعرّض لضغوط كبيرة، وصلت إلى حدّ التهديد بالقوة، من قِبل صالح والمحرمي، للقبول باستحداث عدد من المعسكرات على ساحل خور عميرة في منطقتَي المضاربة ورأس العارة التابعتين للمحافظة. وأشارت المصادر إلى أن مشائخ المنطقتين هدّدوا باستخدام القوة لمنع استحداث أيّ ثكنات عسكرية في سلسلة جبال خرز الواقعة شمال شرقي باب المندب، ورفضوا الإغراءات المالية التي عُرضت عليهم، مضيفة أن “ألوية اليمن السعيد” أنشأت لواءً في منطقة غير استراتيجية، وهو ما لم يتمّ الاعتراض عليها.

 

الصراع بين القوى الموالية لـ”التحالف” أتاح هامشاً واسعاً لعودة “القاعدة”

ويقرأ مراقبون في هذه الترتيبات العسكرية المتضادّة، انعكاساً للصراع المستمرّ في ما بين المكوّنات المشاركة في “الرئاسي”، والذي يعبّر بدوره عن تنازع النفوذ بين الدول الخليجية. وفي هذا السياق، دفعت السعودية، خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظتَي حضرموت والمهرة، بالتوازي مع تحركات عسكرية لقوات “النخبة الحضرمية” الموالية للإمارات باتجاه وادي حضرموت، بهدف محاصرة المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة قيادات تابعة لـ”الإصلاح” في مدينة سيئون. كذلك، أكد مصدران في محافظة المهرة شرق اليمن، وصول تعزيزات عسكرية سعودية، الثلاثاء، إلى مطار الغيضة الخاضع لسيطرة الرياض، فضلاً عن وصول سفينة شحن عسكري إلى ميناء نشطون في المحافظة نفسها، وعلى متنها معدّات عسكرية متطورة. وفي خضمّ تلك التطورات، يُسجّل نشاط ملحوظ لتنظيم “القاعدة”، الذي نفّذ أخيراً هجمات ضدّ ميليشيات تابعة لـ”الانتقالي” في أبين وشبوة، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 15 عنصراً وإصابة آخرين. كما تعرّض عدد من المجنّدين التابعين لـ”الانتقالي” للاختطاف من قِبل عناصر “القاعدة” في أبين، وتصفيتهم ذبحاً بالسكاكين، في رسالة إلى المجلس بأن قواته أصبحت هدفاً رئيساً للتنظيم. وعلى هذه الخلفية، اتهم “الانتقالي”، “الإصلاح”، الأربعاء، بشكل رسمي، بالضلوع في “تحريك التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية”.

 

رشيد الحداد/الاخبار اللبنانية

قد يعجبك ايضا