حتى لو سكتنا لن نسلم شرهم وسنكون الضحية
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
ذلك لأنه لو سكتنا هل سيسكتون أولئك؟ لن يسكتوا.. إذا ما سكتنا سيقولون أيضًا: هذه المدرسة أيضا إرهابية، هذا الكتاب إرهابي، وفعلًا نشرت بعض الصحف بأن الوفد الأمريكي ظل يستفسر عن مدارس تحفيظ القرآن وأغلقت بعض المدارس! استفسر عن [مركز بدر]، مدرسة زيدية في صنعاء.
قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا – أفضل نسكت – قد نتوقع أنهم سيسكتون؟ لا. السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا: لن يسكتوا ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أما إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا.
بعض الناس قد يقول: نسكت [لا نكلف على أنفسنا] إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت هو من ذهب – كما يقولون – لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن إنفاق الأموال، عن التواصي بالحق. أليس القرآن كله حركة وكلام؟ أم أنه صمت وجمود؟ كله حركة.. كله كلام.
فعلا قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا ما سكتنا سيذهب ديننا وستذهب كرامتنا ونذهب – ونعوذ بالله – إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم.
عندما بدأوا يتحدثون عن مركز بدر، عن مدارس تحفيظ القرآن، أحيانًا قد يثيرون عبارات، قد يثيرون عبارات، هكذا؛ لينظروا ردة الفعل، ألم نتحدث أكثر من مرة عن هذا الأسلوب: لينظروا ردة الفعل؟ سكتنا فهموا بأن السكوت أصبح لدينا [استراتيجية ثابتة]، وأننا أصبحنا بقرًا، نفهم: أن السكوت هو الوسيلة الصحيحة لماذا؟ لكف شر الأعداء.. لنسلم شرهم.
بعد حين سينطلقون فعلًا ليتخذوا القرار الملزم بإيقاف هذا الصوت، بإغلاق هذه المدرسة، بسحب هذا الكتاب من الأسواق، بإغلاق هذا المسجد، بنفي هذا الشخص، وهكذا.. ثم لن يتوقفوا أيضًا حتى يكون في الأخير من يؤمن بالفكرة هو إرهابي؛ لأنه احتمال وأنت تؤمن بالفكرة وإن كنت في حالة استضعاف، وأنت ساكت ربما تتكلم مع أحد من الناس فتؤثر عليه، وربما هذا الشخص الذي تؤثر عليه قد يصادف زمنًا يكون هناك قابلية لكلامه أن يؤثر في الآخرين.
هذا الهاجس لديهم: مواجهة كل خطر محتمل ولو بعد حين، وإن كانت نسبة خطورته عليهم بأقل من 1%.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة معرفة الله – الدرس الثالث عشر
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 10/2/2002
اليمن – صعدة