السعوديون مجرد ضحايا
موقع أنصار الله ||مقالات || إبراهيم السراجي
القراءة في تاريخ نجد والحجاز او ما يسمى اليوم السعودية منذ نحو 250 عاما تعطي القارئ صورة واضحة عمّا تعرّض له الانسان النجدي والحجازي من عملية تدمير شاملة لفكره وتفكيره ولسلوكه وكذلك الاعتداء على فطرته البشرية وصولا إلى إلغاء هويته عندما تم نسبهم إلى آل سعود..
ما تعرض له الانسان النجدي والحجازي من تدمير أكبر مما نتصور ومعرفة ذلك توجد لدينا رؤية جديدة للتعامل مع ذلك الانسان باعتباره ضحية لمؤسس الاجرام محمد عبدالوهاب وأسرة آل سعود وليس باعتباره ضالاً او شريكا في إجرام آل سعود والوهابية في إطار عدوانهم على اليمن.
فبينما كان الانسان النجدي والحجازي مجرد بدوي يتعايش مع الاخر وفقا للفطرة الانسانية والاعراف القبلية وغيرها من القوانين التلقائية التي توصل لها البشر فجاء آل سعود ومعهم محمد بن عبدالوهاب بعباءة الاسلام والجهاد دون ان يكون لديهم أي شيء من جوهر الاسلام، ومعهم شعر النجد والحجازي أنه يخرج من الضلالة إلى النور .. حتى ان الوهابية أفهمتهم أن اسلامهم التاريخي كان كفرا وأن دخولهم الاسلام لم يبدأ إلا بمجيئه.
ولبناء دولة آل سعود الوهابية فقد صوّر الإسلام الوهابي لاولئك البشر أن كل من في الارض كفار يجوز قتلهم بما في ذلك أهل مكة لأنها لم تكن قد أصبحت تحت حكم آل سعود واعتنقت الوهابية..وفيما عدا الذين تم هدايتهم للدين الوهابي فإن كل من في الارض كفار يجب قتلهم والتنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم وسبي نساءهم…
***
وأنا أتعمق في قراءة نشوء الوهابية ودول آل سعود بدأت أفهم أنه ليس علينا أن نكشف للسعوديين ما يخبئه النظام عنهم من جرائم جماعية بحق اطفال ونساء اليمن فالتعتيم الاعلامي يتخذه ال سعود وسيلة لحجب الحقيقة عن العالم وليس عن السعوديين الذي سواء عرفوا الحقيقة أم لم يعرفوها فإننا بالنسبة لهم “كفار” ودماؤنا مباحة بل إن إطلاع السعودي على إجرام ال سعود باليمن يجعله يشعر أن ولاة أمره يسيرون في الاتجاه الصحيح لإبادة الكفار واطفالهم ونساءهم ….
نحن في اليمن للأسف نعيش إلى جواء مساحة جغرافية يعيش فيها الملايين من البشر الذين تم الاعتداء على كل شيء فيهم…
إن إحداث أي تغيير او تصحيح في إطار الانسان النجدي والحجازي يحتاج لقيادة سياسية ودينية مختلفة ويحتاج لوقت لايقل عن الوقت الذي جرى فيه تدميرهم لقرابة ثلاثة عقود…