الأوراقُ القذرة لأهل الباطل
موقع أنصار الله ||مقالات || د. شعفل علي عمير
قد يلجأُ الخصمُ عندما يعجَزُ عسكريًّا إلى استخدامِ أوراقٍ قذرةٍ، وتلك الأوراق التي قد يستخدمها الخصوم أَو الأطراف المتصارعة تقيّم حالةَ الخصم المستخدِم لتلك الأوراق، إما أن يكون على حق أَو معه أَو أن يكون على العكس من ذلك.
فإذا كانت الأوراق المستخدَمة قذرةً فهذا دليلٌ قطعي أن هذا الطرف يمثل الباطلَ، فكل إناء بما فيه ينضح، وما علينا إلا أن نؤمنَ بأن الصراعَ بين الحق والباطل حتمي ومُستمرٌّ بدوام الحق والباطل والخير والشر، هذه سُنَّةُ الله في خلقة، وقد أعد اللهُ لكلا الطرفين ما يستحقونه من درجات أَو دركات، فكلما زاد الباطل في شره كلما انتقل إلى دركات في الجحيم وكلما وقف أصحاب الحق ضد أهل الباطل كلما ارتقوا إلى درجات أعلى في جنات النعيم.
وحتى نقيِّمَ الوضعَ بكل وضوح فَـإنَّنا نجدُ أنفسَنا أمام واقع لم يعد فيه أيُّ شك بأن أدواتِ وأوراقَ المعتدين والغزاة على اليمن هي أوراقٌ قذرةٌ عكست أهدافَهم القذرة ومآربهم الخطيرة، فمن أقذرِ أوراقهم المستخدمة في عدوانهم هو الحصارُ وتجويع اليمنيين ومحاولتُهم تفكيكَ المجتمع اليمني وتمزيَقه طائفياً وزرع الفتنة وضمان استمرار الصراع فيما بينهم، متبعين سياسة فرِّق تسُدْ، تلك السياسة التي استخدمتها بريطانيا وغيرها في مستعمراتها لبث الكراهية في أوساط المجتمعات التي استعمرتها ونشر الفوضى والصراعات وإضعافها ليسهُلَ عليها السيطرة ونهب ثرواتها وهذا ما تنهجه دول العدوان ومرتزِقتهم في اليمن.
لجاءت قوى الاستكبار ومرتزِقتُهم في اليمن إلى أدواتٍ كثيرة لإلحاق أكبر الأذى بالشعب اليمني، وبعد أن يئست من أوراقها القذرة في زرع الصراعات الطائفية والمناطقية لجاءت إلى استخدام المنظمات تحت مسمًّى إنساني لاختراق شبابنا وترويضهم ومسخ قيمهم الدينية والاجتماعية ليكونوا القناةَ التي تتسرَّبُ من خلالها أفكارُهم الخطيرة.
لجاءت أخيراً دولُ العدوان إلى إغراق المجتمع اليمني بالمخدرات لتوجِدَ شبابًا بعيدًا عن دينه ووطنه، شبابًا جُلُّ هَمِّه البحثُ عن هذه المواد المخدرة حتى ولو كلّفه ذلك أن يكونَ عميلاً وخادماً لمن يزوّدُه بهذه المواد الخطرة التي تعمّدت دولُ العدوان إدخَالَها؛ لتحقّق أهدافها القذرة.
ولأنهم لم ولن يحقّقوا هدفاً من أهدافهم فقد يلجؤون إلى أوراقٍ أُخرى، ونحن بعون الله سنُبْطِلُها بإيمَـاننا وبأننا مع الحق وأنهم مع الباطل، قال تعالى: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا).