اعتراف اسرائيلي: تفوّقنا الجوي يتآكل بسبب حزب الله
موقع أنصار الله – متابعات –6 محرم 1444 هجرية
ذكر المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل أن كيان العدو ولبنان يقتربان الآن من التوصل إلى اتفاق بخصوص ترسيم الحدود البحرية، مشيرًا الى أن هذا ما قيّمته القيادة السياسية لدى الكيان الغاصب في بداية الأسبوع الجاري عندما سمعت كلمات مماثلة من المحيطين بالوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين حينما وصل إلى “تل أبيب” بعد محادثاته مع ممثلي الحكومة في بيروت.
وقال هرئيل: “حتى إذا تم حل مشكلة الحدود البحرية ويمكن أن يبدأ التنقيب عن الغاز في حقل غاز “كاريش” الشهر المقبل دون انقطاع غير ضروري، فمن الصعب تجاهل الانطباع بأنه حدث مؤخرًا تغيير جوهري نحو الأسوأ في الظروف على طول الحدود البرية والوضع في سماء لبنان”، وتابع “تم التعبير عن القاسم المشترك – في البر والبحر والجو – في نهج أكثر تشددًا وعدوانية من جانب حزب الله، مع استعداد أكبر من ذي قبل للمخاطرة بالاصطدام ويبدو أن “إسرائيل” في ردودها حريصة على عدم السماح بتصعيد الأمور، لكن حتى هذا التغيير يمكن أن يكون له عواقب، فتقليص حرية القوات الجوية في العمل في الأجواء اللبنانية يمكن أن يقلل من الجمع الفعال للمعلومات الاستخبارية حول أنشطة حزب الله، ويقوّض الثقة الإسرائيلية في مصداقية المعلومات والتي تعمل في الواقع كعامل تقييد ضد التصعيد”.
وجاء في مقال هرئيل: “في شباط/فبراير الماضي ادعى الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أنه بفضل أنظمة الدفاع الجوي التي يمتلكها الحزب، كان النشاط الإسرائيلي محدودًا، وقال في البقاع وجنوب البلاد لم نشاهد طائرة إسرائيلية بدون طيار منذ عدة أشهر، بل إنه أضاف ادعاءً أبعد مدىً، مفاده أن الجيش الإسرائيلي لم يعد بإمكانه فعل أي شيء ضد نشاط حزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي اللبنانية.. واعترف القائد السابق لسلاح الجو اللواء عميكام نوركين في مقابلة مع “كان” في نيسان/أبريل الماضي، بأن حرية العمل في لبنان تعرضت بالفعل للخطر، في حين كتب المقدم في الاحتياط آساف أوريون الشهر الماضي في مقال نُشر على موقع معهد واشنطن على الإنترنت أن “الظروف العملياتية قد تغيرت على حساب “إسرائيل”، فإنها تجعل جهود الاستخبارات أكثر صعوبة وتزيد من احتمال نشوب صراع أوسع مع حزب الله”.
وذكّر هرئيل بأن أوريون أشار الى أنه خلال العقد الماضي، ركزت “إسرائيل” بعض غاراتها الجوية في سوريا كجزء من المعركة بين الحروب على البطاريات والصواريخ المضادة للطائرات التي طلبت إيران تهريبها إلى حزب الله، ومع ذلك تمكنت المنظمة في السنوات الأخيرة من تحديث أنظمة الدفاع الجوي التي تنشرها في لبنان بشكل كبير.
وأردف “في عام 2019 هدد (السيد) نصر الله بمهاجمة طائرات إسرائيلية بدون طيار في سماء لبنان، بعد هجوم بطائرة مسيرة في حي الضاحية في بيروت، وفي السنوات التالية قام حزب الله بعدة محاولات فاشلة لإسقاط طائرات بدون طيار. وفقًا لمصادر أمنية كانت هناك حالة أوصى فيها الجيش الإسرائيلي بشن هجوم في لبنان، لكن رئيس الوزراء في ذلك الوقت بنيامين نتنياهو قرر في نهاية المطاف منع الهجوم.
في آخر منصب له في الجيش كرئيس للشعبة الاستراتيجية في هيئة الأركان العامة، نسّق أوريون أيضاً العلاقات مع الأمم المتحدة، واطلع على التقارير الدورية التي قدمها الأمين العام للمنظمة إلى مجلس الأمن ثلاث مرات في السنة، والتي تضمنت انتهاكات السيادة المتبادلة واستثناءات من قرار المجلس 1701، الذي نظم قواعد اللعبة بعد حرب لبنان الثانية عام 2006. في العام والنصف الماضيين، اكتشف انخفاضًا دراماتيكيًا في توثيق النشاط الجوي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية (الرحلات الجوية في حد ذاتها، بالطبع انتهاك للسيادة اللبنانية). بحسب التقارير انخفض النشاط الجوي بنحو 70٪ -90٪ العام الماضي، مقارنة بالأعوام السابقة، على ما أورد هرئيل.
وبحسب ما بيّن الكاتب، يوضح أوريون أن تقليص الرحلات الجوية الإسرائيلية قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات، فبعد أن فاجأت قوة حزب الله “إسرائيل” في الحرب الأخيرة، ركز الجيش الإسرائيلي جهودًا استخباراتية ضخمة في مراقبة النشاط العسكري للتنظيم، ومع ذلك فإن الصورة الاستخباراتية تحتاج إلى تحديث، ومن أجل ذلك يجب أن تكون جهود جمع المعلومات مستمرة ومتواصلة.
ورأى الكاتب أن “قدرة حزب الله على التسبّب في تآكل التفوق الجوي الإسرائيلي في لبنان ستُلزم الجيش الإسرائيلي على بالبحث عن بدائل لأساليب جمع المعلومات الحالية، ومع ذلك كتب أوريون أن “إسرائيل” ستواجه معضلة: هل ستتحمل التدهور التدريجي في جودة المعلومات الاستخباراتية أو تواصل مهام التصوير الفوتوغرافي، بينما تخاطر بتعرضها للضرر من أنظمة الدفاع الجوي لحزب الله؟”.
من وجهة نظر أوريون، على الرغم من الآمال بإيجاد حل سريع لأزمة الغاز في البحر الأبيض المتوسط، تظهر هنا صورة مقلقة أكثر مما كانت عليه في الماضي، وهو صرّح لـ”هآرتس” أن “أعضاء حزب الله يتصرفون وكأن لا أحد يستطيع إيقافهم، إنهم ينشرون ثقة مفرطة بالنفس ولا يعتقدون أنهم سيدفعون ثمن ذلك وهي غطرسة خطيرة لا أتذكرها طوال السنوات الماضية”، على حدّ وصفه.