حصاد سبعة أعوام من التحولات .. تحالف الغزاة والمأجورين يتشظّى حروباً وصراعات دموية

 

|| صحافة || الثورة

تعيش المحافظات والمناطق المحتلة والخاضعة لسيطرة العدوان ومليشيات معارك مشتعلة بشكل مستمر ، وعاشت شبوة أياما دامية على وقع الاقتتال بين مليشيات المرتزقة والعملاء التابعة للعدوان السعودي الإماراتي على اليمن.

وجاءت الأحداث الدامية في شبوة لتعكس حالة التشظي والاحتراب بين مليشيات العملاء والمرتزقة ، وفي إطار مساعي دويلة الإمارات لتصفية خصومها من مليشيات المرتزقة المحسوبين على جماعة الإخوان “حزب الإصلاح” بضوء أخضر سعودي للتخلص من بقاء هذه المليشيات ، بينما يحاول حزب الإصلاح التمسك بقشة ما يُسمى بمجلس القيادة المشكَّل في مارس من فنادق الرياض.

وقبل يومين أعلنت المليشيات التابعة لدويلة الإمارات سيطرتها على محافظة شبوة ، جاء ذلك بعد أسابيع من اندلاع اشتباكات في مدينة عتق ، أعلن إثرها المرتزق رشاد العليمي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، غير أن المعيَّن في منصب محافظ شبوة عوض الوزير المحسوب على عملاء دويلة الإمارات قام بإقالة قيادات عسكرية محسوبة على الإصلاحيين ما فجَّر الأوضاع وأشعل معارك دامية في شبوة.

 

تصدع جبهة التحالف على اليمن

تشهد مليشيات وفصائل مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي صراعات واقتتالات دامية غير مسبوقة بين أطرافها التي تتجند في صفوف تحالف العدوان وأطرافه «السعودية ، الإمارات» ، على النفوذ والسيطرة والقرارات ، وتدفع دويلة الإمارات وبموافقة سعودية مليشيات ما تسمى «المجلس الإنتقالي وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة السلفية» إلى تصفية مليشيات حزب الإصلاح وطردها من شبوة وحضرموت ومارب على غرار ما حدث سابقاً في عدن ، هذه الحروب الدموية هي مآلات طبيعية لما بدا من تحالفات ضد الشعب اليمني في مارس 2015.

حين بدا العدوان على اليمن في مارس 2015 تشكلت فصائل العملاء والمرتزقة وأطلقت على نفسها تسمية «الجيش الوطني» ، والتسمية لم تكن واقعية بل كذبة وقحة ، فهذا الجيش لم يكن إلا عبارة عن امتدادات مأجورة مسلحة تابعة لتحالف العدوان وأطرافه ، تلقت التدريب والتسليح في معسكرات داخل السعودية وفي جزر إرتيرية في عصب وغيرها ، ثم جاءت للقتال في جبهات العدوان على اليمن.

انخرطت الجماعات التكفيرية والمناطقية والتكوينات السياسية الحزبية المليشاوية في اليمن بمختلف اتجاهاتها متحالفة مع بقايا سلطة العمالة التاريخية للسعودية في إطار تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن ، واستغلت فرصة الدعم والتسليح السعودي الإماراتي لتكوين مليشيات مرتزقة ومأجورين للقتال مقابل الأموال في صفوف تحالف العدوان ، مشكلة ما أسمته «تحالف دعم الشرعية» وحاولت تكوين نفوذ وسيطرة ميدانية من خلال مرتزقتها وبالأسلحة والأموال التي وفرتها دول العدوان على اليمن ، لكن تحت ضغط الهزائم والخسائر التي تعرضت لها مع دول العدوان في حرب السنوات الثمان انتهت تلك التحالفات بالتفكك والاقتتال والحروب الدامية.

تشغل قضية السيطرة الميدانية والنفوذ والقرارات والثروات والأموال أهم محركات الصراعات الميدانية بين ما أطلقت على نفسها «تحالف دعم الشرعية» وهي في الحقيقة عصابات متناقضة وغير متجانسة تشكلت من حشد العملاء والإرهابيين والمرتزقة والمأجورين تجندوا مع تحالف العدوان «السعودية ، والإمارات» وانخرطت في صفوفه وقاتلت في جبهاته ضد الشعب اليمني مقابل أموال ومناصب وثروات ومراكز وإقامات فندقية ، أصبغ المجتمع الدولي عليها صفة الحكومة الشرعية ومنحها الاعتراف مخالفاً بذلك كل المواثيق والأعراف.

على إثر الحرب الإجرامية العدوانية على الشعب اليمني تشكلت جغرافيا المحافظات المحتلة والتي أطلق عليها المحافظات الحرة التي استطاعت قوى العدوان ومرتزقتها السيطرة عليها ، ومنذ ذلك الحين بقيت هذه المحافظات كمناطق فوضى وصراعات وبلا سلطة وطنية ، بل مناطق محتلة تحكمها دول العدوان من خلال مرتزقتها وضباطها ، وهذا الوضع أتاح تشكل مفاعيل الصراعات بين هذه الفصائل ومشغليها وتحديداً الإمارات والسعودية ، وتحولت لاحقاً إلى حروب دامية كما نشهد اليوم في محافظة شبوة.

تتكرّر هذه الأحداث الدامية في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان ومرتزقته ، غير أن ما يحدث في شبوة ممتد إلى حضرموت ومارب يشكل ذروة تلك الأحداث ويعكس حالة التشظي التي وصل إليها تحالف العدوان ومرتزقته ، وتطرح هذه الحروب الدامية تساؤلات حول مصير فصائل المرتزقة التي استخدمها تحالف العدوان الإماراتي السعودي للقتال والحرب على الشعب اليمني ، وترسم المآلات النهائية للعملاء والمرتزقة الذين تجندوا في صفوف العدوان ، والذي يعمل على تصفيتهم وملاحقتهم وقتلهم بالطيران ويستخدم فصيلاً ضد آخر في إطار التصفيات الجارية.

وفيما تشهد جبهات الحرب بين الشعب اليمني وتحالف العدوان ومرتزقته تهدئة مؤقتة ، تنفجر الحروب الدموية بين شركاء الارتزاق والعمالة والخيانة لليمن ، حيث تتصاعد الخلافات والصراعات بشكل بات يشكل تهديدا خطيرا على مصير المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان والمرتزقة.

 

ديناميات الانهيار والتشظي

تطرح هذه المواجهات حقائق المآلات لهذه المليشيات العميلة ، التي باتت تشتبك بشكل عنيف فيما بينها حيث تتصاعد الحروباً والصراعات وتشتعل بشكل دموي.

حيث تعيش محافظة شبوة حروباً دامية على وقع الاقتتال العنيف بين مليشيات حزب الإصلاح الإخواني ، وبين مليشيات أخرى تابعة لدويلة الإمارات تسمي نفسها «قوات دفاع شبوة ، وألوية العمالقة» وهي محسوبة على المجلس الانتقالي الذي تدعمه دويلة الإمارات.

وانفجرت الحرب الدموية على خلفية قرارات أصدرها المعين في منصب محافظ شبوة ضد قيادات عسكرية وأمنية يتبعون حزب الإصلاح ، وعلى الإثر رفض الإصلاح تنفيذ القرارات ، ليعلن المعين في منصب المحافظ بدء عملية عسكرية لإنهاء ما أسماه التمرد، شارك في العملية الطيران الإماراتي بعشرات الغارات التي استهدفت معسكرات وتجمعات مقاتلين من الإصلاحيين.

وتمكن مرتزقة دويلة الإمارات من السيطرة على عتق وسيطروا على منازل خصومهم من مرتزقة الإخوان ، وقاموا باقتحامها ونهبها ونهب مقرات الإصلاح وقياداتهم ، وداسوا العلم الجمهوري في شوارع شبوة، كما أظهرت الصور.

تدعي مليشيات دويلة الإمارات المكونة من المجلس الإنتقالي وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة، بأن ما حصل هو تمرد مسلح على قرارات ما يسمى مجلس القيادة الذي يرأسه المرتزق العليمي ، بينما ترد المليشيات التابعة لحزب الإصلاح بأن ما حصل هو اعتداء مجموعات مسلحة تابعة للإمارات على القوات العسكرية الحكومية، وأن الإمارات مارست إبادة جماعية بحق قوات الجيش، حد تسمية المنتمين لحزب الإصلاح.

من جهته يقول المرتزق رشاد العليمي- رئيس ما يسمى بمجلس القيادة المشكل في فنادق الرياض في مارس 2022م- إنّ ما حدث هو محل بحث وتقص وبانتظار تقرير لجنة التحقيق التي شكلها ، أما حزب الإصلاح، شريك المرتزقة والعدوان في الحرب على الشعب اليمني، فأبدى توجّسه من هذه التصريحات، معتبرًا أنّ «ما قاله العليمي هو تحيّز، والمجلس مجرد مفوّض لا غير».

المليشيات المتناحرة في شبوة وفي أبين وغيرها تخوض حروبا دموية ضد بعضها ، لكن بأسلحة السعودية والإمارات التي جندت هذه المليشيات في حربها على الشعب اليمني ، يموت مقاتلو هذه المليشيات بالغارات الإماراتية التي قاتل هؤلاء المرتزقة تحت غطائها ضد الشعب اليمني، حيث باتت مليشيات المرتزقة وقودا لحرب التصفيات النهائية بعد أن كانت وقودا للحرب الإماراتية السعودية ضد الشعب اليمني.

 

مرحلة التشظي والانهيار

تعد حالة التشظي والاحتراب بين فصائل ومرتزقة العدوان نهاية متوقعة للتحالف الذي تشكل في مارس 2015م، وأطلق على نفسه تحالف دعم الشرعية ، وجمع في تشكيلاته مليشيات متصارعة ومتنافسة ومتناقضة في الوقت نفسه ، تختلف في أهدافها وشعاراتها وفي مصالحها.

الصراع بين المرتزقة والعملاء في تعز وعدن وشبوة وحضرموت وفي مارب وفي كافة المناطق الخاضعة لسيطرتهم انعكاس مباشر لانتهاء فترة التصالح التي أملتها مصالح فرضتها دول تحالف العدوان وكرستها بهدف خوض الحرب ضد الشعب اليمني ، أما العوامل التي ساهمت في تفجر هذه الصراعات فإن فشل الحرب العدوانية على اليمن هي العامل الأهم في انفجارها ، وهو السبب ذاته الذي ساهم في تحفيز حملات المرتزقة المحسوبين على دويلة الإمارات في الجنوب التي استهدفت التخلص من الحلفاء في الحرب على الشعب اليمني والخصوم في تقاسم المصالح والنفوذ ، بالتوازي مع حملات أخرى ذات طابع مناطقي وطائفي كشفت عنها ممارسات قام بها ما يسمى بالمجلس الانتقالي في عدن ضد مواطنين من تعز وغيرها.

تكشف الهدنة المؤقتة التي تشهدها اليمن، عن سوءات المليشيات التي شكلتها دويلات وممالك العدوان على اليمن ، والتي قالت في البداية أن الحرب على اليمن هدفها إعادة الشرعية والدولة إلى صنعاء ، والأمر لم يكن كذلك ، بل كان إسقاط اليمن وصنعاء في براثن المليشيات العميلة وتحت سيطرتها ، فلا دولة ولا شرعية في تحالف تشكل من حشد المرتزقة والعملاء والإرهابيين ودويلات النفط والخطيئة ، وإن أطلقوا عليه «تحالف دعم الشرعية».

 

واقع دموي يرسم واقعا كان سيحصل لو سقطت اليمن تحت سيطرة العدوان ومرتزقته

تعصف بتحالف العدوان والمرتزقة الحروب والصراعات ، وتظهر بقوة من وقت إلى آخر من خلال الاشتباكات الدامية التي تشهدها اكثر من محافظة ، لكنا اليوم نشهد حروبا وتصفيات دموية ، والمتابع لوضع المحافظات المحتلة يقول كيف لو تمكن هذا التحالف الإجرامي ومرتزقته من السيطرة على اليمن بشكل عام ، سيكون الوضع في شبوة هو نفسه في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الحرة.

تصاعد الخلافات داخل المليشيات العميلة والتابعة لتحالف العدوان في زمن الهدنة ، يؤكد أن هذه عادة العصابات؛ تختلف عندما تتقاسم ما نهبته أو سطت عليه، وهو أيضاً حال مليشيات المرتزقة المتناحرة التي تخوض حروبا دموية ضد بعضها وبأسلحة المشغلين في الإمارات والسعودية.

وإذا افترضنا جدلاً أنّ هذه العصابات سيطرت على صنعاء والحديدة وغيرها فستكون هناك حروب ومواجهات دامية مسلحة بين أذرع دول العدوان المكونة من عصابات المرتزقة على المكاسب والسيطرة والنفوذ والقرارات ، ولا حل لعدن وشبوة وغيرهما إلا بتحريرهما من الاحتلال ومرتزقته وبسط سيادة الدولة اليمنية الموحدة على كل شبر في اليمن ، وهو ما تؤكده القيادة اليمنية الوطنية في العاصمة صنعاء.

قد يعجبك ايضا