ثورة 21 سبتمبر كانت ضرورة وطنية ومعبرة كل أطياف الشعب

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت ضرورة وطنية، وضرورة تفرضها على هذا الشعب كل الاعتبارات، اهتمامنا من منطلق مبادئنا وقيمنا التي تفرض علينا أن لا نقبل مطلقاً بتلك السيطرة الأجنبية لتلك الهيمنة المطلقة من الأجانب على رؤوسنا وعلى بلدنا على حاضرنا وعلى مستقبلنا، لا الحكمة ولا المنطق ولا الهوية ولا الانتماء ولا المبادئ تجعلنا نقبل بتلك السيطرة من أطراف هي معادية لنا، وبرنامجها الذي تشتغل عليه من خلال وصايتها وسيطرتها المباشرة برنامج كارثي برنامج يسحق هذا الشعب يدمر هذا البلد يوصلنا إلى الهاوية في كل الاتجاهات.

عبَّرت عن كل أطياف الشعب اليمني

ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر عبّرت عن كل أبناء هذا البلد، فمنذ التصعيد الثوري ماقبل الحادي والعشرين من سبتمبر وصولاً إلى الحادي والعشرين من سبتمبر لم يكن معبراً عن مذهب واحد من كل المذاهب، ولا عن قبيلة واحدة، ولا عن منطقة واحدة وعلى الرغم من التفاوت بين محافظة وأخرى لأسباب كثيرة ولكنه تحركٌ عبّر عن كل اليمنيين وتبنى مطالب اليمنيين جميعاً، وتحرك لمصلحة اليمنيين جميعاً، وكان تحركاً قوياً وفاعلاً ومؤثراً أعاد الاعتبار للشعب اليمني برهن أنه شعب لا يقبل بالوصاية الأجنبية من أعداء هذا الشعب لا يمكن أن يخضعه أي طرف آخر لسيطرة أعدائه حتى يتمكنوا من سحقه وإذلاله وقهره وتدميره وهو خاضع وخانع ومستسلم لا يفعل شيئاَ ولا يقول شيئاً ولا يتحرك بأي تحرك، أنه شعبٌ لا يزال يعيش حيويته الإسلامية والوطنية والإنسانية لا يزال شعباً يُحس لديه كرامة، وعندما جُرح في كرامته غضب ولم يقبل، وتحرك بكل إباء، تحركاً مكنه أن يقف بوجه التحديات والأخطار بدلاً من أن يستسلم لها فيكون ضحيةً لاستسلامه

محاولة اجهاض الثورة.. اقطاب الهيمنة الخارجية

 

كشفت ثورة 21 سبتمبر عن الدور التخريبي لما يمسى الدول العشر والتي كانت وراء ما يسمى المبادرة الخليجية التي كان هدفها الالتفاف على ثورة الشعب اليمني واعادته إلى حضيرة الهيمنة الأمريكية وأدواتها في المنطقة ولقد كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) عن تهديدات الدول العشر له شخصياً يقول: (( أرادوا مني أن أسكت وهددوني آنذاك وسخرت من تهديدهم لأني أنتمى إلى هذا الشعب وأنتمى إلى الهوية وإلى الأصالة لهذا الشعب، أنا في هذا البلد أعيش إحساس اليمني، هوية الإنسان اليمني الأصيل، الذي يأبى العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، هذا اليمني الذي تحرك بكل إباء ولم يلتفت إلى كل تلك التهديدات ولا إلى كل ذلك الضجيج الذي سعى العملاء في هذا البلد إلى جانب أولئك الأجانب من خلاله إلى التشويش على هذا الشعب إرجافاً وتلبيساً للحقائق وسعياً إلى إيقاف ذلك التحرك)).

الأطراف الداخلية

كما سعت بعض الاطراف الداخلية إلى محاولة إفشال ثورة 21 سبتمبر وفي المقدمة حزب الاصلاح وعلي محسن الذي حاول تحريف مسار الثورة والهيمنة المطلقة عليها من خلال إنزال الفرقة مدرع إلى ميدان الثورة باسم حمايتها ولكن يقظة الشعب اليمني الثائر ومعرفتهم بالدور التخريبي لعلي كاتيوشا وفرقته المدرع وتاريخهم الأسود حمى الثورة وأفشل مساعي الغدر بهاـ وبسقوط الفرقة مدرع ودخول الثوار إلى صنعاء كان بمثابة إعلان نجاح ثورة 21 سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال.

الثورة 21 سبتمبر تسقط اقطاب الهيمنة وتمد يدها لجميع أبناء الشعب

من المعروف تاريخياً أن الثورات الناجحة عادة ما يترافق معها موجات من العنف والتصفيات والنفي إلا أن ثورة 21 سبتمبر على غير المعتاد كانت ثورة التسامح والعفو مدت اليد لكل المكونات في هذا البلد حتى مع كل أولئك الذين وقفوا ضدها واختلفوا معها وسعوا بكل ما يستطيعون للقضاء عليها، قالت للجميع في هذا البلد من كل أبناء هذا البلد تعالوا جميعاً، تعالوا جميعاً للشراكة للسلم للتعايش للتعاون، ومع ذلك مع كل هذا المستوى العظيم من الإيجابية العالية جداً من التفاهم من الحرص الكبير على استقرار هذا البلد كان البعض غير إيجابي تعاطوا آنذاك مع اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته كل المكونات في الداخل ، اعترفت به القوى الخارجية بما في ذلك الدول العشر نفسها ، النظام السعودي آنذاك أعترف بهذا الاتفاق ورحب بهذا الاتفاق، مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول كثيرة أصبح هذا الاتفاق معترف به لدى الجميع ، حيث تنكر له الآخرون وعملوا بكل جهد على إفشال هذا الاتفاق وعملوا من جديد على التآمر على هذا الشعب تآمراً كبيراً في مسعى منهم لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه من السابق ، أعادة الوصاية والسيطرة الأجنبية إفشال هذا الاتفاق بعد الاعتراف به والتوقيع له، بعد أن أصبح ملزماً هم سعوا إلى إفشال ذلك الاتفاق وتعطيله والالتفاف عليه والتآمر من جديد وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، عاد الوضع إلى وضع مأزوم من جديد في البلد وعقدوا المشكلة من جديد ودخلوا في مؤامرات جديدة وتوجوها بالعدوان وكل هذا في مسعى منهم أن لا يتحرر هذا البلد وألا نعيش كشعب يمني أحرار من دون وصاية أجنبية وسيطرة خارجية.

أبرز ما حققته ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر

  • التحرر من الهيمنة الخارجية

2- اعادت القيمة والسيادة للشعب

البعض كانوا ينظرون نظرة الاحتقار الى بلدهم وإلى شعبهم، يعتبروننا بلداً لا أهمية له، وشعباً لا يُحسب حسابه في أي الحسابات والاعتبارات على المستوى الاقليمي، أو على المستوى الدولي، فكانوا يتوهمون أنه ما من أحد، لا الأمريكي، ولا الإسرائيلي، ولا أدواتهم في المنطقة يحملون نية سوء، أو إرادة شر تجاه هذا البلد وتجاه هذا الشعب،

العدوان الإجرامي يهدف لمصادرة إنجازات ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وفي المقدمة الحرية والاسقلال

اليوم الذي يريدونه من هذا العدوان هو ما كانوا أرادوه في الماضي سلب حريتنا ومصادرة قرارنا السياسي والإخضاع الكامل لنا ثم الاتجاه بنا نحو الهاوية، هذا شيء لا يمكن أن نقبله في أي حال من الأحوال وأي ثمن وأي مستوى من التضحيات نقدمه في سبيل أن نبقى أحراراً هذا شيء يجب أن نكون مستعدين له، وألا نتحرج منه أبداً، أي مستوى من التضحيات في سبيل أن نكون أحرار وأعزاء في سبيل أن نضمن مستقبلنا ليكون مستقبلاً حراً وعزيزاً وكريماً هذا شيء يفرضه علينا ديننا وتفرضه علينا إنسانيتنا ولنا الحق به، ولو كان لنا خياراً أخر كنا سنضحي أكثر ونخسر بشكل أكبر ومن دون نتيجة ثم نصل إلى الهاوية ، نحن بكل ما نقدمه من تضحيات في سبيل أن نبقى أحراراً وأعزاء نحن والله رابحون، بكل ما تعنيه الكلمة أما ما يمكن أن نخسره مع استسلامنا مع خضوعنا للأجنبي مع فقداننا للحرية والاستقلال مع مصادرة قرارنا السياسي فهي خسارة “خسارة الدنيا والآخرة وخسارة الحاضر والمستقبل

ولذلك نحن اليوم معنيون في أن نسعى بكل جد في التصدي لهذا العدوان الهادف إلى سلب حريتنا الهادف إلى تحويلنا عبيداً لهم أذلاء وخانعين ليسحقونا ويقهرونا ويذلونا، وليفقدونا كل الخير وليسلبوا منا حاضرنا ومستقبلنا، اليوم هناك توجه كبير من جانب قوى العدوان لمرحلة جديدة من التصعيد تحدثنا عنها في الخطابات السابقة وهم على وشك البداية بهذه المرحلة الجديدة بعد أن فشلوا في المراحل الماضية ونحن معنيون في أن نتحرك بشكل جاد بمستوى حجم التآمر ومستوى حجم التحديات وان نحشد كل الطاقات في هذا الاتجاه النشاط الإعلامي، النشاط المجتمعي، التحرك التوعوي والتعبوي العمل التثقيفي، نشاط بكل ما تعنيه الكلمة في كل الاتجاهات في سبيل أن نتصدى لهذا العدوان وأن الله معنا بقدر ما نتحمل نحن المسؤولية لان الله ليس مع الذين يتنصلون عن مسؤولياتهم وأن الشعوب التي تتنصل عن مسؤوليتها في الدفاع عن حريتها وكرامتها هي شعوب تسحق وتباد ولا يبقى لها وجود ولا تاريخ، لاحظوا هناك أمثلة هناك الهنود الحمر في أمريكا قرابة الخمسة عشر مليون في بعض الإحصائيات أبيدوا عن أخرهم شعب بكامله ابيد وانتهى لأنه لم يحمل إرادة التحرر كما ينبغي،

ولم يكن لديه لا من الوعي ولا من الإرادة ولا من التحرك ما يتطلبه الموقف، ويجب أن نكون حذرين من كل المستهترين والساخرين الذين لا يتحلون لا بمثقال ذرة لا من الإنسانية ولا من الانتماء ولا من الإحساس بالهوية ولا من الأصالة ولا من العزة ولا من الكرامة، الذين لديهم كل القابلية لهيمنة وسيطرة الأجنبي والتضحية بكل شيء ولديهم الاستعداد لتقبل الخسارة بكل شيء أولئك الضعاف الذين يقبلون بالهوان ولذلك نحن معنيون أن نجعل من هذه الذكرى ذكرى الحادي والعشرين من سبتمبر ذكرى تمثل دافعاً وحافزاً كما كانت في يومها وفي حينها، للتصدي للسيطرة الأجنبية والهيمنة الخارجية وأن نتحرك من جديد، وحتى أن يكون الحضور في ميدان السبعين معبراً ومقدماً لهذا الرسالة أننا شعب يأبى الإذلال ويأبى الهوان، ويأبى العبودية لغير الله سبحانه وتعالى، أننا شعب حر ونأبى إلا أن نكون أحراراً ولن نضحي أبداً بحريتنا ولن نقبل بأن نكون عبيداً لأعدائنا من المستكبرين وقوى الطاغوت لا يمكن أن نقبل أبداً ثم أن يعقب هذه الفعالية ان شاء الله تحرك جاد على كل المستويات تحرك جاد للتصدي لهذا العدوان في مؤامراته الجديدة.

أيها الشعب المسلم العزيز الحر الأبي الصامد، المستمد لثباته من إيمانه بالله تعالى، توكل على الله، توكل على الله، توكل على الله، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا، نِعم المولى ونعم النصير، قَدَرُك بين الخيارات: خيار التضحية من موقع العزة والكرامة والإيمان ومن واقع الحرية والإباء، يوم اختار البعض أن تكون خسائرهم وما يقدمونه من موقع العمالة والعدوان والإجرام والعياذ بالله، خيارك أنت أن تكون تضحياتك من موقع الإيمان والكرامة والحرية والاستقلال، يعني اليوم الكل يضحي، إما أن تضحي عزيزاً شريفاً كريماً حراً مؤمناً محافظاً على مبادئك وقيمك وأخلاقك وإما أن تخسر كل شيء مع العدو.

الثورة مستمرة

في مناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية للتصعيد الثوري لـ21 من سبتمبر الذي كان خطوة واحدة إلى الأمام، الثورة لم تنتهي، الثورة خطت خطوة واحدة إلى الأمام وأمامها الكثير من الخطوات، الثورة مستمرة، مستمرة اليوم في وجه العدوان، الثورة مستمرة لتحقيق الحرية والاستقلال، نأبى إلا أن نكون شعباً حراً مستقلاً، لا وصاية لبلد علينا، لا وصاية لا لأمريكي ولا لإسْرَائيْلي ولا لسعودي ولا لأي كائن في هذه الدنيا، لا وصاية علينا لأحد، لأحد أي كان هذا الأحد، نحن خاضعون لله، ونحن شعب مسلم، لنا الحق أن نكون أحراراً نقرر بأنفسنا، وليس أن نكون محكومين لشخص يبدع يتصل بالأمير السعودي أَوْ موظف الاستخبارات السعودي أَوْ الأمريكي، هل أعين فلأن مدير أمن، ألو، هل أعين فلاناً مسئول وزارة كذا، ألو، هل أفعل كذا، أَوْ يستقبل التعليمات من هناك، لا، لنا الحق أن نكون شعباً حراً عزيزاً مستقلاً بكل ما تعنيه الكلمة، أن نرعى مصالحنا شؤوننا، أن نهتم بأمورنا، أن نقرر لأنفسنا ما نشاء في أنفسنا، ونحن عبيد لله سُبْحَانَه وتَعَالَى.

قد يعجبك ايضا