21 سبتمبر.. ثورةٌ شعبيّةٌ بامتيَاز

||صحافة||

هَبَّتْ قبائلُ اليمن من منطلقِ الاستشعار بالمسؤولية وتلبيةً لخطابات قائد الثورة، بصدقٍ وإخلاصٍ للوطن ولقيادته الحكيمة، إلى ساحات الاعتصامات، وبرزت فيها كصانعة مستقبل اليمن، بحضورها الثوري وصوتها الشعبي، حَيثُ كان صوتها أول الأصوات المطالبة بالحرية والاستقلال وبإسقاط نظام العمالة والفساد، ولهذا كانت للقبائل اليمنية الدور الأبرز في إنجاح ثورة 21 سبتمبر 2014، التي أطاحت بحكومات وأنظمة العملاء والخونة والمرتزِقة، وأفشلت مخطّطات العدوان الأمريكي، من خلال مساندتها لجميع ساحات الثورة سواء بالتحشيد في المظاهرات السلمية والمسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد الأنظمة السابقة، أَو من خلال تأمين أبنائها الأحرار، لساحات الثورة التي شهدت احتضان ودعم شعبي واسع لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث أَو المعاصر، ما يثبت للجميع أنها ثورة يمنية خالصة قام بها أبناء الشعب بقيادة يمانية وإيمَـانية حرة ومستقلة وصادقة لا تقبل أية إملاءات أَو تأثيرات إقليمية أَو دولية.

ويقول أكاديميون وشخصيات اجتماعية: إن القبائل كان لها الدور الأبرز في إنجاح ثورة 21 سبتمبر، وذلك بفضل من الله وبحنكة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وبالتضحيات القائمة على نهج المسيرة ودين الله القويم، مؤكّـدين أن القبائل كانت السند والمدافع والحامي لهذه الثورة، وأنها قد دفعت بكل ما تملكه لخدمة الثورة التي أخمدت الثارات والنعرات والاقتتال فيما بين القبائل، ولحماية الثوار في ساحات الاعتصامات.

وتمثل دور القبائل المشرف والداعم للقضية ضد الأنظمة السابقة، حَيثُ قدموا دماءهم الزكية في أكثر من مسيرة ووقفة منذ بداية عمل المخيمات في المداخل الرئيسة للعاصمة وحتى مجزرة رئاسة الوزراء، عقب هروب الخونة والمرتزِقة.

بالإضافة إلى ذلك كان لأبناء القبائل دور كبير ومحوري في إنجاح ثورة 21 سبتمبر، متمثلاً في المواكبة لمظلومية الشعب اليمنى والذي تجرع مرارة تصرفات الحكومة في تلك الفترة والتي كانت أعمالها وبرامجها وخططها يتم استقبالها من السفارة الأمريكية، وما كان دور الرئيس والحكومة في تلك الفترة غير تنفيذ أجندة أمريكية إسرائيلية وكان تلك الأجندة هي السبب الرئيسي لما وصل إليه الشعب من جوع ومهانة وإذلال وتركيع في تلك الفترة.

ويقول قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-: إن قبائل اليمن كانت الركيزة الأَسَاسية لثورة 21 سبتمبر؛ باعتبَار قيمها وإبائها وشموخها ورصيدها الأخلاقي، حَيثُ قدمت القبائل اليمنية في الثورة أرقى صورة في وقت عمل الأعداء على تشويهها.

وبرز التحَرّك الثوري المميز، والعظيم، والكبير، والقوي، والفاعل، والحاسم، للقبائل اليمنية، في ثورة 21 سبتمبر، ثورة الأحرار والشرفاء، الذين هبوا وتحَرّكوا بثقلهم، وإمْكَاناتهم، وبعطائهم، وبصبرهم، وبمثابرتهم، فكان دورهم كَبيراً ومشرفاً، وَأَيْـضاً حضارياً، وقدَّم الصورة الحقيقية عن القيم الأصيلة للقبائل اليمنية، وكان دورهم راقياً وفاعلاً، وأسهموا بشكلٍ كبيرٍ جِـدًّا في إعادة الأمور إلى الاتّجاه الصحيح، وفي رد الاعتبار لهذا الشعب، الذي سعى الآخرون من أعدائه إلى امتهانه، إلى إذلاله، إلى إهانته، إلى السيطرة عليه، إلى مصادرة حريته واستقلاله وكرامته.

ويرى الشيخ عبدالولي الفقيه -أحد مشايخ بني حشيش- في ثورة ٢١ سبتمبر أنها ثورة أعادت اعتبار للثورات السابقة فهي -بحسب قوله- “ثورة مكملة أَو مصححة لثورتي 26 سبتمبر و14 أُكتوبر”، مُشيراً إلى أن ما قامت به كان تصحيحاً لمسار وترميماً لدرب وتعديلاً لأخطاء الماضي في كُـلّ المسارات مع تثبيت الأهداف، وما أثمرته من النتائج الطيبة وحقّقته من القفزات الهائلة في شتى المجالات كبناء جيش وطني ذي هُــوِيَّة يمنية إيمَـانية ونقل الشعب من حالة اللا أمن والتفجيرات إلى حالة الأمن والاستقرار.

ويواصل: “والأهم أنها فكت عُرَى الرباط بوَصاية الجوار العميل، وأخرجت الشعب والبلد من تحت عباءة العمالة والاستعمار والارتهان للأعداء انطلاقا نحو الحرية والاستقلال والعمل على بناء المستقبل على أسس من المبادئ والقيم التي ينتمي إليها شعبنا اليمني الحر مع السعي الدؤوب لتصحيح مسار القضاء واستبدال فساده بصلاح وقضاء عادل وغيرها من الثمار والنتائج الحاصلة والمرجوة”.

 

لو كان إنجازاً واحداً لكفى

ويقدم الشيخ صادق البعداني -أحد مشايخ محافظة إب- مقارنة بسيطة بين حال البلاد ما قبل ثورة ٢١ سبتمبر وما بعدها من جانب أمني.

ويرى أن منجزاً واحداً لو لم يكن سواه لكان كافياً كمنجز لهذه الثورة المباركة فيقول: “ونحن نستقبل الذكرى الثامنة لثورة الــ21 من سبتمبر المجيدة التي يحتفي بها كُـلّ الأحرار والشرفاء من أبناء هذا البلد، فَـإنَّه من الواجب علينا والإنصاف أن نقف عند أبرز إنجازاتها خلال السنوات الماضية رغم الظروف العصيبة التي عاشها الوطن جراءَ العدوان الظالم والحصار القاتل المُستمرّ حتى اللحظة، فلو لم يكن من إنجازاتها سوى تحقيق الأمن والأمان الذي تعيشه المحافظات الحرة اليوم لكان كافياً”.

ويواصل أن الجميعَ يعرف كيف كان يعيش البلد انفلاتاً أمنيًّا مريعاً ومخيفاً قبل ثورة 21 سبتمبر 2014، وصلت حَــدّ رفض العسكريين والأمنيين مغادرةَ منازلهم مرتديين لباسَهم وزيهم الرسمي خوفاً من تعرضهم للقتل والاغتيال، بعد أن كانت العاصمة صنعاء حينها مسرحاً لجرائم يومية طالت العشرات من القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين، عجزت حينها ما كانت تسمى أجهزة الدولة عن القبض على مجرم واحد وقيدت كُـلّ تلك الجرائم ضد مجهول مثلما يحدث اليوم في عدن وفي المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها الاحتلال السعوديّ الإماراتي ومرتزِقتهما وأذنابهما.

ويضيف أن من أهم ما يميز ثورة الــ21 من سبتمبر التي نعيش ذكراها الثامنة، أنها قامت تحت قيادة ربانية يقودها السيد العلم القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه-، والذي كان له الفضل بعد الله عز وجل، في تحرير هذا الشعب من الوصاية والتبعية والارتهان للخارج، بعد أن كان السفيران الأمريكي والسعوديّ هما من يحدّدان مستقبل اليمن ويرسمان معالمه قبل هذه الثورة المباركة”.

بدوره، يرى الشيخ علي العتيبي -أحد مشايخ حريب بمحافظة مأرب- في حتمية الثورة أمراً طال انتظاره فمن كان يحكم هذا الوطن لم يكن معنياً به وإلا لَما كان حال البلاد كما كان عليه، ثم أن هذه الثورة جاءت لتخلص البلاد من فئة كان لا بُـدَّ من الخلاص منها.

ويقول الشيخ العتيبي: إن هذه الثورة كانت قدراً إلهي، وَجاءت لتطهر البلاد من أعتى وأكبر منظومة فساد متكاملة حكمت كافة مفاصل الدولة في صنعاء وفي عموم التراب اليمني الطاهر، وهيمنت على شعبه العظيم لأكثر من خمسين عاماً فقتلت وَسحلت وسجنت وشردت وهمّشت أحراراً وشرفاء كما أهانت وجوعت وهجرت وجهلت وظلمت السواد الأعظم من الشعب اليمني فأذلتهم داخل الوطن وخارجه ودمّـرت وخربت وجزّأت هذا الوطن وباعت حدوده المغتصبة المتمثلة في شرورة والوديعة والخراخير ونجران وعسير وجيزان.

ويضيف الشيخ العتيبي أن عصابةَ ما بعد الشهيد الحمدي حوّلت اليمن إلى حديقة خلفية للسعوديّة تتحكم في اليمن وتسير أموره من خلال تلك العصابة التي لا تعتمد على ما تنهبه من خيرات شعبنا الجائع والعاطل والمهان ولم تكتف بنهب وتوزيع ما تقترضه من البنك الدولي ولا الهبات والمساعدات التي تأتي من الدول الشقيقة والصديقة للشعب اليمني فتتقاسمها كمصالحَ خَاصَّةٍ لها كما لم تكتف بذلك فقد كانت تصلهم رواتب اللجنة الخَاصَّة السعوديّة مصحوبة مع كُـلّ راتب أَو مساعدة سعوديّة جزمة من جزمات أسيادهم آل سعود.

ويردف بالقول: وهكذا عاشت تلك العصابة مصاصة لدماء اليمنيين حتى أشرقت شمس الثورة العظيمة المباركة ثورة ٢١ سبتمبر التي ثأرت لكل يمني حر وأنهت وإلى الأبد إن شاء الله الهيمنة والوصاية السعوديّة على اليمن وَطهرت العاصمة صنعاء وأكثر محافظات البلاد من عصابة وأذيال آل سعود بل واخرجتهم من صنعاء حفاةً عراة متخفين.

ويختم حديثه قائلاً: “نعم إنها ثورةُ الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر العظيم 2014 تلك الثورة ناصعة البياض ثورة الداخل وصوت الضمير الحي والكلمة الحرة والقول الفصل التي قطعت حبال الخونة وأذرع الخيانة والعمالة إلى غير رجعة”.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا