الشعب اليمني يعظم الرسول الأكرم بحشود مليونية في 27 ساحة

 

 

خرجت الجماهير اليمنية لتملأ ركبانها الساحات النبوية ولترسم لوحة فنية خضراء غير مسبوقة تاريخيا،  تتهادى مواكب الأحرار، موكب بعد آخر، فلا تكاد تتسع الميادين، خرجت هذه الحشود المليونية لتعبر عن مكنون حبها وولائها لرسول الله – صلوات عليه وعلى آله – بعد أن حاول أعداء الله ورسوله تغييبه عن وعي الشعب اليمني بجملة من الافتراءات منها اعتبار الاحتفال بميلاد أطهر بشر، ” بدعة” وضلالة ومنها نشر الاحاديث المدسوسة التي تصور أعظم قائد عرفه التاريخ بشخص متواضع مسكين لا يستطيع أن يدير أسرته عوضا عن أن يؤسس لأعظم حضارة بشرية.

 هذه الأنشطة التي نشط بها وهابية آل سعود في اليمن وبدعم سخي وتمكين غير مسبوق لم تستطيع أن تفصل الشعب اليمني عن الرسول وأهل بيته وهو من قال فيهم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) ولقد جسّد الشعب اليمني في يوم ميلاد الرسول الأكرم، أعظم صورة وأصدق معنى لهذه المقولة التي هي بمثابة وسام عظيم قلده الرسول للشعب اليمني، وهي لم تكن مجرد مدائح وهو من قال الله عنه ( وما ينطق عن الهوى) بل هي حقائق لمسها رسول الله –  صلوات الله عليه وعلى آله–  مع أهل اليمن الذين وفد إليهم فنصروه وآزروه فسماهم الله بالأنصار ووجد عندهم من الوفاء والإيمان والتصديق ما لم يجده عند غيرهم.

هذه اللوحة الفنية التي رسمها أبناء الشعب اليمني في يوم المولد النبوي الشريف، رجالاً ونساءً في أكثر من 27 ساحة وميدان وما سبقها من استعداد غير مسبوق لإظهار الفرحة والبهجة بميلاد سيد الخلق هي كما يقول الأديب اليمني صلاح الدكاك (انتصار للوجدان الثقافي والاجتماعي والروحي لليمنيين بعد عقود الاجتياح الوهابي وغول الرهان التكفيري الذي وضع جزءً كبيراً من هذا الوجدان تحت سلطة جلاديه وزنازينه الرسمية والمنبرية والبابوية الوكيلة).

هي انعكاس لحيوية المشروع القرآني وطهر النفس اليمنية التي تتقبل الحق وتذوب فيه ولا تتردد في التضحية من أجله وله وهذا يفسر الميول الكبير للشعب اليمني نحو رسول الله وأهل بيته وأولئك الرجال الأفذاذ من رموز الإسلام العظماء كالإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زيد والإمام الهادي وكذلك مع الشهيد القائد واستجابته العظيمة مع قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي..

لقد قدم الشعب اليمني الصورة المشرفة والغير مسبوقة للأمة الإسلامية وأظهر مدى عظمة الرسول في نفوس المسلمين في وقت يسارع الكثير من ضعاف النفوس وقليلي الوعي والإيمان لتولي أعداء رسول الله من اليهود والنصارى، كما تأتي هذه الحشود المليونية في واقع مليء بالإحباط واليأس تعيشه شعوب أمتنا نتيجة الهزائم المتكررة وخيانات الأنظمة الحاكمة وهذه الملايين التي غطت الساحات والميادين في يوم ميلاد رسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هي بارقة أمل في هذا الواقع المحبط.. والذي لم يعد مقصوراً على أمتنا وحسب بل أصبح العالم والبشرية كلها تواجه تحديات جمة سببها الانحراف عن تعاليم الله سبحانه وتعالى وهذا ما تناوله السيد القائد في خطابه الجماهيري الذي يمكن وصفه بأنه خطاباً عالمياً حمل الكثير من الرسائل العالمية لأول مرة..

فهو في البداية يرى في هذه الذكرى العظيمة مناسبة مهمة لتشخيص الأسباب الحقيقية لمعاناة البشرية وما تعيشه من أزمات متفاقمة في مختلف المجالات والتي هي نتيجة الانحرافات والظلم والضلال والأفكار الظلامية والممارسات السيئة التي أدت إلى أن يتحول واقع البشرية إلى شقاء وامتهان بعد أن كرم الله الإنسان واعطاه من المواهب والقدرات ما سمى به ..

إن مهمة الإنسان الاستخلاف في الأرض و إقامة القسط والعدل وعمارة الأرض وفق المبادئ والأسس والقيم والتعاليم الإلهية التي رافقت وجوده على الأرض من خلال رسل الله وكتبه وإن البديل عن هذه القيم هي غواية الشيطان وسلوك الطاغوت.. وإن مساعي الطاغوت بكل زمان ومكان ـ وتعد أمريكا وإسرائيل رأس حربة الطاغوت في هذا الزمن ـ هو اخراج الناس من النور إلى الظلمات من خلال نشر الفساد وتقويض القيم والأخلاق وتغيب العدل عن واقع الحياة واماتة الشعوب بالمسؤولية والانفلات والفوضى ..

وبالتالي فإن الحل في هذا الزمن هو الالتفاف إلى رسول الله والتعرف عليه من خلال سيرته وانجازه العظيم وكيف تحرك بالقرآن الكريم ومسيرته الجهادية لمعالجة مشاكل البشرية وحل الأزمات المتفاقمة..

كما خاطب قائد الثورة –   وسط هتاف الجماهير بالتكبير –  زعماء العالم الغربي باحترام رسالات الله وانبيائه وكتبه والكف عن الإساءة المتكررة لرسول الله وكتاب الله ونشر الفساد بين الشعوب كما دعاهم للتأمل في واقعهم والتحرر من الصهيونية اليهودية التي سيطرت عليهم وأضلتهم وأفسدتهم ولعبت بهم..

داعيا الامة الإسلامية بالعودة العملية الواعية إلى رسول الله وإلى القرآن الكريم للوصول إلى الفلاح والخلاص.

مؤكداً على موقف الشعب اليمني من قضايا الأمة ومحذراً قوى العدوان من مواصلة عدوانهم واعتبار التصدي لهم جهاد مقدس  ومسؤولية دينية ..

رسال المولد

ولا تخلو فعاليات المولد النبوي الشريف من رسائل المشاركون الذين أكدوا أن خيارَنا في مواجَهة هذا العُـدْوَان الإجرامي الوحشي الذي يقتُلُ البشرَ ويحتلُّ الأرضَ وينتهكُ الحُرُماتِ وينشُرُ الفُرقة ويحاصر الشعبَ في قُوته ومعيشته ويستهدفه في مقدراته ومصالحه، هو الصمودُ والثباتُ والمواجهة، فلا وَهنَ ولا ذُلَّ ولا استسلامَ، فالله يأبى لنا ذلك ورَسُــوْلُه والمؤمنون، فنحن شعبٌ عزيزٌ بعزّةِ الإِيْـمَـان، ولله العِــزَّةُ ولرَسُــوْلِه وللمؤمنين، وطالما استمر هذا العُـدْوَانُ فالشعب اليمني لن يألوَ جُهداً في التصدّي له بكُلِّ عزمٍ وجِــدٍّ، وبالتوكُّل على الله تعالى وبالثقة به وبوعده لنا بالنصر،

كما يؤكد الشعب اليمني ومن واقعِ انتمائه الإسْـلَامي وهُويته الإِيْـمَـانية وإنْسَـانيته، بأنه متمسكٌ بقضايا الأُمَّـة، ولن يبعدَهُ عنها انشغالُه بمواجَهة العُـدْوَان، وبمشاكِلِهِ الكثيرةِ، وفي مقدَّمتها القضية المركزية المتمثلة بمظلوميةِ الشعب الفلسطيني واحتلال الأقصى والمقدّسات وأرض فلسطين، وما يمثّله العُدوُّ الإسرائيلي من خطر على الأُمَّـة بكلها، ولذلك فإن الشعب يؤكِّدُ على الدوام وقوفه الصادقَ إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته وإلى جانبِ المقاوَمة اللبنانية.

 

وفي هذه المناسبة فإن الشعب اليمني يؤكد أهمية الاستفادة من هذه المناسبة المباركة لتكون منطلقًا لترسيخ المبادئ الإلهية، والهوية الإيمانية، وما يعنيه الانتماء للإسلام في الالتزام العملي والسلوكي ونهضتنا الحضارية، وفي موقفه من أعداء الرسالة الإلهية، وفي ترسيخ الولاء لرسول الله “صلى الله عليه وآله”، وترسيخ مفهوم الإتِّباع له، والاقتداء والتأسي به وأن يكون ذلك ضمن الأولويات على المستوى التعليمي والتثقيفي والتوعوي في التصدي للهجمة الشيطانية الخطيرة التي تسمى بالحرب الناعمة، وتستهدف أبناء أمتنا الإسلامية وشبابها على المستوى الفكري والثقافي والأخلاقي، بهدف السيطرة عليهم، وعلى بلدانهم ومقدراتهم.

وفي الفعاليات أعلن شعبنا اليمني مد يدُ الإخاء والسلام إلى كلِّ أمتنا الإسلامية ومؤكدا في ذات الوقت أن موقفنا في العداء لإسرائيل ككيانٍ غاصب ومعادٍ لأمتنا الإسلامية، هو موقفٌ مبدئيٌ إنسانيٌ أخلاقي، والتزامٌ ديني، نلتقي فيه مع الأحرار والشرفاء من أمتنا الإسلامية،

 

قد يعجبك ايضا