ولايتي: العلاقات الروسية الإيرانية استراتيجية.. والناتو يترقب فرص التدخل بأي منطقة بالعالم
موقع أنصار الله – إيران – 16 ربيع الأول 1444هـ
أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أنّ “العلاقات الروسية الإيرانية “استراتيجية وتتجه نحو التوسّع”.
وقال ولايتي، في مقابلة خاصة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ “العلاقات الروسية الإيرانية جيدة جداً وعالية المستوى واستراتيجية وتتجه للتوسع في هذه الفترة الحساسة”، لافتاً إلى أنّ “العالم اليوم يتشكل بناءً على التعاون الإقليمي، وليس على الحالة الدولية البحتة التي تمناها البعض دائماً”.
ونفى ولايتي وجود “أي خلاف بين طهران وموسكو في ما يتعلق بقضية جنوب القوقاز”، مشيراً إلى أنّه “لمنطقة القوقاز حساسية خاصة من بين الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي لدينا حساسية وحذر أكثر تجاه هذا الجزء من المناطق المجاورة لنا”.
وتناول موقع “المونيتور” الأميركي، يوم الجمعة، سفر وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس هذا الأسبوع إلى أذربيجان على خلفية التوترات المتزايدة مع إيران ورغبة الكيان الإسرائيلي في تعميق العلاقات الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية مع باكو.
والتقى غانتس بالرئيس الأذري إلهام علييف، ووزير الدفاع حسنوف ذاكر أصغر أوغلو. كما التقى برئيس دائرة حدود الدولة، الكولونيل إلتشين غولييف، وزار مقراً لدائرة حدود الدولة، بحسب الموقع.
وفي الـ13 من أيلول/سبتمبر الماضي، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ الأمن في منطقة القوقاز مهم جداً لإيران، موضحاً أن طهران تراقب باستمرار الأوضاع والتطورات في المنطقة، وأنّها لا يمكن أن تتسامح مع حرب أخرى.
الناتو يترصد أي رصاصة تُطلق في أي نقطة بالعالم ليتدخل بها
وقال ولايتي: “حلف شمال الأطلسي (الناتو) يترصد أي رصاصة تُطلق في أي نقطة من العالم ليتدخل فيها بدفع أميركي، وبشكل خارج عن الأعراف الدولية”.
وأوضح ولايتي أنّ “حلف الناتو يترصد بكل جموح أي رصاصة يتمّ إطلاقها في أي نقطة من العالم، ليقوم بعد ذلك بدفع من أميركا بالتواجد فيها بشكل غير منطقي وخارج عن الأعراف الدولية”، مضيفاً أنّه “بدون أدنى شك هذه الأعمال الضارة والتي تتعارض مع القوانين الدولية هي من أكبر المخاطر التي تهدد الأمن العالمي والإقليمي”.
وأشار ولايتي إلى أنّ “أي انتهاك حدودي من دولة لدولة مجاورة يسبب التوتر وإشعال الحروب، ويؤدي لتواجد دول تسعى خلف الفوضى مثل أميركا والكيان الصهيوني”.
وقالت مجلة “برايكينغ ديفينس” (Breaking Defense)، في أيلول/سبتمبر الماضي، إنه في ظلّ “كل المؤشرات التي تشير إلى إتمام عقد اتفاق نووي جديد، تبحث إسرائيل عن طرق جديدة لتحدي طهران، من هذه الطرق توطيد العلاقات الدفاعية مع أذربيجان”.
وأكد ولايتي أنه “يكفي منطقتنا الحساسة المشاكل الموجودة في سوريا والعراق وليبيا، ويجب علينا جميعاً أن نستخلص العبر، ونحافظ على مناطق النفوذ المشتركة بين إيران وروسيا وتركيا”، مضيفاً: “كي لا تتأزم الأوضاع في بعض النقاط الحساسة الأخرى من المنطقة بسبب الإهمال والتقصير”.
التبادل التجاري بين روسيا والصين بدون الدولار يحررهما من الهيمنة الأميركية-ولايتي لسبوتنيك
وفي سياق آخر، أشار مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية إلى أنّ التعاون التجاري بين “روسيا والصين بالعملات المحلية يبعدهما عن التبعية للدولار الأميركي”.
وشرح ولايتي بأنّ “الصين وروسيا باعتبارهما العضوين الرئيسيين في مجموعة البريكس، التي تضم روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، تجريان الكثير من تبادلاتهما التجارية في ما بينهما دون اللجوء إلى النقد الأجنبي (الدولار)”، مشيراً إلى أنّ “هذا بالمناسبة تطور ممتاز لكي لا تبقيا أسيرتين للدولار والإرادة الأميركية”.
وتابع: “منظمة شنغهاي التي تجمع العديد من دول آسيا وقليلاً من شرق أوروبا، منظمة فاعلة من الناحية العملية، إذ تقدمت على نحو جيد بالنسبة إلى عمرها القصير، والتعاون الجيد في إطار منظمة شنغهاي من الخطوات الثمينة والاستراتيجية البحتة”.
وتأسست “منظمة شنغهاي للتعاون” عام 2001 بهدف تعزيز الاستقرار والأمن في أراضي أعضائها ومحاربة الإرهاب والتطرف والانفصالية وتهريب المخدرات وتطوير التعاون في مجال الاقتصاد والطاقة والثقافة والعلوم.
يذكر أنّ طهران عرضت وساطتها بين موسكو وكييف، لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسياً، لكن موسكو أكدت أنّ سلطات كييف تتهرب من جميع التفاهمات، التي تمّ التوصل إليها خلال جولات المفاوضات التي جرت في بيلاروسيا وتركيا.
وتربط إيران وروسيا علاقات ودية واستراتيجة، تتطور في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة والنقل والتبادلات التجارية، فضلاً عن التعاون العسكري التقني.
وأكد زعماء البلدين على ضرورة تطوير العلاقات بين طهران وموسكو في جميع المجالات، وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران في تموز/يوليو الماضي، حيث التقى المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي والرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي.
كما التقى بوتين رئيسي على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعلن بوتين دعم روسيا لانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، فيما أكد رئيسي أنّ التعاون الإيراني مع روسيا استراتيجي ويشمل عدة مجالات، لافتًا إلى أهمية إزالة العراقيل أمام تنمية تلك العلاقات.