أمريكا تقتُلُ هُــدنةَ اليمن عَمْداً
موقع أنصار الله ||مقالات ||محمد يحيى الضلعي
ليست مبالغةً في التعبير إنْ قلنا: إن أمريكا وبريطانيا والوفد الوطني لم يتفقوا على بنود الهُــدنة ولذلك لم تمدد، وليس استنقاصاً في حق العملاء والمرتزِقة إن قلنا أنهم بلا رأي أَو قول فكيف ينقص من هو ناقص فعلاً في كُـلّ شيء؟ وليس كذباً أَو تهويلاً إعلامياً إن قلنا إن أمريكا وبريطانيا هي الطرف الذي يفاوض اليمن في الواقع رغم إعطاءهم الأدوار التمثيلية لعملاء ومرتزِقة لا يعرفون نهاية السيناريو.
إن إحاطة أمريكا وبريطانيا غير المنصفة لمجلس الأمن حول اليمن تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن من رفض مطالب الشعب اليمني العادلة والمحقة من رفع الحصار وفتح ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء وصرف مرتبات الموظفين هي أمريكا وبريطانيا في الأول والأخير، وأن أولئك الذي يفاوضون باسم ما يسمى الشرعية نأسف على حالهم وعلى ما وصلوا إليه من الخزي والتغييب والدونية وضياع الطريق.
لن تخرج أمريكا من عباءتها الحقيقية المتمثلة في شيطنة العالم لأجل نفسها ولن تترك هذا العالم ليعيش بسلام وأمان نفسي وسياسي واقتصادي واجتماعي، هي الدولة المترنحة إلى أحبارها في إدارة العالم على كيفها وهواها، هي المهووسة بالكبرياء والاستعلاء دون أية مراعاة لما يسمى بالإنسانية حتى لا نذهب بعيدًا وهي من تدعو لها، كلها فبركات وشعارات وجولات فقط لتنال هدفها الأَسَاسي الانتقامي.
كلّ المنبطحين لأمريكا من زعماء العالم يعلمون سوء أفعالها ولا يجيدون التصرف معها لكي لا يفقدون مصالحهم الشخصية وعندما يتبادر للمطلع أَو القارئ أننا نبالغ في الحديث عن أمريكا لكن يبقى القصور موجود لدى غالبية الناس عن سوء ومساوئ أمريكا غائباً؛ بسَببِ عمالة الأنظمة السابقة وتعتيم وعمالة الإعلام أياً كان عربياً أَو غربياً.
مَـا هو واقع أن أمريكا تدير كُـلّ الشعوب لصالحها ونحن لا نفهم، ولا نذهب بعيدًا في وقائع الأحداث والتاريخ ونستعرض أبرز أحداث تناولتها شاشات التلفزة، ولو ذكرنا صناعة أمريكا لخلاف عام 1990 وذريعة غزوها للخليج وبسط أسطولها في مياه الخليج والقواعد العسكرية في دول الخليج وقبلها الحرب العراقية الإيرانية كلها صنيعة أمريكا لأجل نفوذها وعنصرها المدلل إسرائيل وأعقب ذَلك كَثيراً من الأزمات المتصنعة أبرزها تفكيك الاتّحاد السوفيتي لكي تنفرد بالهيمنة على العالم وجاءت كَثيراً من الأحداث التي تخدم أمريكا وإسرائيل فقط ولو كلفها ما كلفها من التضحية بالحلفاء الاتباع، وأيضاً أحداث 11 سبتمبر وذريعتها لمكافحة الإرهاب وهي صانع الإرهاب وعناصره في كُـلّ العالم وبهذه الذريعة غزت كُـلّ الدول الإسلامية وتمكّنت من تحقيق مآربها في تلك الدول وإلى غزو العراق بحجّـة الأسلحة الذرية لتتمكّن من التواجد في المنطقة بشكل أوسع وتستنزف الثروة والإرادَة وقامت بصناعة داعش وغيرها من الأحداث وعند انتهاء المفعول تتخلص من عناصرها كأسامة بن لادن وتمكين طالبان من الحكم وهَـا هي أمريكا تورط أوكرانيا بحرب روسيا والهدف الأسمى هو قتل القارة العجوز اقتصاديًّا لصالح أمريكا كلها معطيات توضح لنا مدى عمق سياسة أمريكا العدوانية تجاه هذا العالم لأجل مصالحها وهنا يبرز لنا غير قابل للشك ما تخشاه أمريكا من بروز نظام يمني خارج الوصاية وهذا ما يزعج أمريكا وموقعها الاستراتيجي وستسعى بكل ما لها من قوة وعملاء لقتل هذا النظام الوطني الخارج عن سيطرتها وهَـا هي تلعب بأدواتها لعدم تنفيذ بنود الهُــدنة وتبالغ في مراوغتها.
وعلى كُـلّ ما ذكرنا توحي الوقائع والحقائق أن الأدوات كانوا من العملاء أَو من المرتزِقة الرخاص الذين لا يعلمون حتى ببنود الهُــدنة كاملة لبعدهم عن القضية وأن المتغطرس المتحكم بكل تفاصيل تمديد الهُــدنة من عدمها هي أمريكا وهل يتوافق مع سياستها أم لا.
بريطانيا أَيْـضاً تلعب نفس الدور وتتشاور مع أمريكا في بنود الهُــدنة وعوائدها وفوائدها لهم قبل أن تلقي بالاً بما ينعكس لمصلحة الشعب اليمني، ندرك ذلك تماماً أنه لا يهمهم اليمن ولا اليمنيين وأن التعامل معنا كأوراق ممر بحري آمن وتأجيج الصراع بين أبناء البلد الواحد ليستمروا في رسم مخطّط آخر للمنطقة بعيدًا عن التحرّر من عبودية تم العمل بها منذ عقود.
إن شعبنا اليمني العظيم ليس ساذجاً ليخدع بشعاراتكم وليس جديدًا على هذا العالم لتنطوي عليه قذارة الغرب وأدواته، ومن الوهلة الأولى قلنا العدوان السعوديّ الأمريكي مدركين تماماً من العدوّ الحقيقي لنا، ومن يقف وراء كُـلّ هذا العنف والتصعيد والتحَرّك لموجهة المشروع القرآني في بلد الأنصار، ومنبع الثوار.
بالأمس واليوم وغداً سنظل نقولها لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل أنتم العدوّ الحقيقي لليمن وأنتم سبب الحرب والعدوان، وهذه الحرب جاءت رغبة منكم لكسر إرادَة وصمود شعب حر رفض الانصياع لكم، ولكنكم أخطأتم هذه المرة في اختيار الخصم، فاليمن أثبت لكم عبر ثمان سنوات أنه الأقوى والأقدر والأعظم، ونخبئ لكم ما يحزنكم ويزرع الرعب والخوف في قلوبكم.