عملية ميناء الضبة.. لا مزيد من النهب لثروات اليمن
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي الدرواني
في رسالة أكثر وضوحًا من الكلام، جاءت العملية العسكرية المهمة والتي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية على لسان العميد يحيى سريع، لتحمل معها التشديد على جدية القرار الذي اتخذته صنعاء لحماية الثروات السيادية اليمنية، من العبث والنهب، وتنقل المعادلات الميدانية والعسكرية الى مراحل متقدمة، وأكثر حسمًا.
بعد أقل من شهر على التحذير العلني لتحالف العدوان والشركات النفطية والناقلات التي تنهب النفط اليمني من الموانئ المحتلة، والذي سمعناه من السيد عبد الملك الحوثي وبعده من الرئيس المشاط ووزير الدفاع اللواء العاطفي، وقائد الأركان واللجنة الاقتصادية العليا، تم التنفيذ على مرأى ومسمع العالم.
لم تكن العملية حسبما أكده بيان القوات المسلحة تهدف لاكثر من تحذير بسيط لتحالف العدوان وشركات النهب النفطية، وبشكل دقيق مستخدما سلاحًا دقيقًا في التوجيه مع الحرص على عدم الاضرار بالبنية التحتية اليمنية للبلاد، في ميناء الضبة، وكذلك متوخية عدم سفك أي قطرة دم.
وحسب محافظ حضرموت الموالي لتحالف العدوان، فقد كانت الضربات دقيقة جدًا، حيث اصابت الأولى ما بين المنصة والسفينة، والطائرة الثانية اقتربت اكثر من السفينة، مما اضطر السفينة إلى الخروج من الميناء، هاربة بجلدها.
في الأيام القليلة الماضية أصدرت القيادة استثناء لباخرة نفطية لنقل النفط الى عدن لتشغيل الكهرباء لابناء عدن المحتلة، فظن البعض انها رسالة تساهل، واستدعوا سفينة اخرى لنهب النفط.
السفينة “نيسوس”، كانت تستعد لنهب قرابة مليوني برميل نفط خام، تقدر قيمتها بـ 186 مليون دولار، تكفي لصرف مرتبات الموظفين وزيادة، في وقت كانت أفواه الوحوش من المرتزقة تستعد لالتهام تلك الأموال وتحويلها لحساباتهم في الخارج، لتسديد فواتير الفنادق والمطاعم وشراء الفلل والقصور والعقارات هنا وهناك.
عملية ميناء الضبة.. لا مزيد من النهب لثروات اليمن
كانت تحذيرات صنعاء أكثر جدية مع تواصل المفاوضات لتمديد الهدنة وتوسيعها، ومعتمدة على الله سبحانه وتعالى، أولا، وواضعة أمام تحالف العدوان سلسلة العروض العسكرية ومنها عرض “وعد الاخرة”، وعرض “21 أيلول/ سبتمبر”، ومحققة أهم رسائل تلك العروض، وهو تطمين الشعب اليمني، بان هذه القوات والوحدات العسكرية والأسلحة الاستراتيجية، هي أولا لحماية الشعب وصيانة أرضه وثرواته، رغم أنها قد اثبتت ذلك طوال ثمانية أعوام، الا انها اليوم، لأول مرة من نوعها، توجه مثل هذه الضربة في الداخل اليمني، تعبيرا عن إيفاء القوات المسلحة بأهم واجباتها.
تلكؤ العدوان ومرتزقته وداعميه الامريكيين والغرب عموما عن الاستجابة لمطالب وحقوق الشعب اليمني بتوسيع الهدنة وفوائدها، لتشمل مرتبات الموظفين، والإصرار على استخدامها كورقة حرب، تحت سمع وبصر الأمم المتحدة، وتخاذل المجتمع الدولي، حتم على صنعاء ان تقلع شوكها بيدها.
ربما تكون الظروف الدولية والإقليمية مؤاتية لتنفيذ هذه الضربة، وانتزاع الحقوق، لكن لا يمكن إغفال أن أكبر سبب ودافع لها هو أحقية الشعب اليمني بثرواته، وصرفها في تحسين معيشته وبعض الخدمات الضرورية، مهما تحدث الطرف الآخر عن استغلال الظروف، او ابتزاز المجتمع الدولي حسب تعبير البعض، الا ان هؤلاء بتعبيرهم هذا ونظرتهم السطحية، هم يلغون حقوق الشعب اليمني، وعزته وكرامته، ويصادرون مبادرته لانتزاع حقوقه، وهم مخطئون جدا، وهذه الأخطاء الكارثية في قراءة توجهات الشعب اليمني، هي التي توردهم المهالك وتوقعهم في سوء التقدير، وفشل الرهانات.
بعد هذه العملية يجب على جميع من يقفون في الطرف الاخر، ان ينتبهوا ويصغوا جيدا من الان وصاعدا، لصوت الشعب، الذي منّ الله عليه بقيادة تتمتع بكثير من الحكمة، وكثير من الصبر، والكثير من المسؤولية والوفاء لشعب لا يستحق الا الوفاء.
إذًا هي عملية دقيقة، في توقيتها ودقيقة في تنفيذها، ودقيقة في أهدافها، وتؤمن القدر الأدنى من توفير الحقوق، وصون الثروات، وبوصفها عملية تحذير بسيطة، حسب بيان القوات المسلحة، رسالة بأن أي تهاون جديد مع حقوق الشعب وسرقة ثرواته، سيكون مقابلها رد أكثر شدة، ما لم ترجع الحقوق لأهلها وتصرف المرتبات، وقد أعذر من أنذر.