الرئيس اللبناني للمنار: المشهد عاطل جدا من دون رئيس ولا حكومة.. بعد بعبدا سننظم معارضة قوية

موقع أنصار الله – لبنان – 3 ربيع الثاني 1444 هجرية

 

أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الجمعة أنه يترك الحكم على عهده للتاريخ وضمير الناس، مشيراً إلى مرحلة ما بعد بعبدا ستتضمن “تنظيم معارضة قوية” من الرابية، مشدداً على أن “المشهد اللبناني بدون رئيس ولا حكومة هو  مشهد عاطل جداً”.

وفي لقاء خاص على قناة المنار، ضمن برنامج “مع الرئيس… آخر الكلام”، كشف الرئيس عون عن احداث 17 تشرين 2019 كانت مصوبة نحوه، وأشار إلى أن “معتقدات” عدة تجمعه مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعلى رأسها “مفهوم المقاومة”، ورأى أن السعي إلى “الإصلاح يضر بالبعض الذي يعارض الإصلاح “وهو ما نعيشه كل يوم”.

وتحدث الرئيس عون عن الأرز في القصر الجمهوري واهتمامه البالغ بالأرزة بوصفها “شجرة خالدة”، بالإضافة إلى الاهتمام بشجر الزيتون والبلح المثمر في حديقة القصر، وما تنتجه هذه الأشجار يذهب إلى عناصر الحرس الجمهوري، وهو يرى في بعض الأشجار رموزاً “فالخلود هو للأرز الذي هو الكائن الحي الشاهد على الرسل والأنبياء، أما السنديان فهي رمز للصلابة، ورمز للمدرسة التي تعلم تحتها أجدادنا، والزيتون مصدر للغذاء ورافقت البشر منذ العهد القديم وحتى الآن”، بالإضافة إلى شجر العنب ومصادرها الغذائية المتعددة،  وهي “أشجار أساسية” بالنسبة لفخامته، و”جزء من روتين يومي” لما يمثله الأمر من “غرام بيني وبين الشجر”،  مذكراً بتشجعيه على الاهتمام بالتشجير كسياسة عامة في لبنان.

وقال الرئيس اللبناني إن اهتماماته السياسية لم تمنع أن يبقى “مرتبطاً جداً” بعائلته “عاطفياً وإنسانياً”، ولفت إلى أن كريماته السيدات ميراي وكلودين وشانتال “شهود على حياتنا، وإن كانوا يقدرون مهام رئاسة الجمهورية إلى أنهن لا يحبذن السياسة لأن من نتائجها قلة الوفاء”، وإذ كان له نصيب لا بأس به من “قلة وفاء”، فإنه أكد أن “ذلك لم يؤثر في لأن عقله يتحمل وهو يعرف سلفاً بالأمر فقد اختبره سابقاً”، ورأى أن كلامه ليس موجهاً للعشب، بل إن السبب يعود لأن “مراكز حساسة تخلق لديهم مصالح أخرى، والمجتمع يعدي ولا يظل على القيم نفسها”.

وتعليقاً على ما جرى ما بعد 17 تشرين 2019، اعتبر الرئيس عون أن هذه الأحداث “كانت موجهة ومقصودة ضدي وليس ضد الحكومة، فالحكومة ذهبت لكن التحركات بقيت”، واشار إلى أن العهد تم نعته “بأشياء لم تكن فينا”، وأضاف أن “همنا كان تحسين الوضع”، واعتقد أني لم أوذي أحداً بتصرفاتي، لا فرداً ولا جماعة، ” وأشار إلى أن “الحرية التي تركت للمواطنين آذتتني كثيراً، لأن كثيراً من الناس لا تفهم معنى الحرية، وأحياناً يستفيدون من الحرية ليسبوا ولصناعة خبريات، وليس كل الناس  يفهمون أن الحرية مسؤولية، مسؤولية حمل الحقيقة”، وعلى الرغم من الإزعاج الذي تسببه هذه الأمور للرئيس عون، فإن “ذلك لم يؤثر بشكل أغير فيه معتقداتي”.

الرئيس اللبناني أسف لأن “البقاء على الثوابت مكلف جداً”، مضيفاً أن “الثوابت السياسية تلحق التغيرات في المجتمع، فما هو صالح اليوم ليس صالحاً غداً، لأن الحياة فيها تطور دائم”، وأضاف أن “السياسيين يجب أن يتبعوا التغيرات الاجتماعية، وليس تغيير المبادئ”.

وعن العلاقة مع الأمين العام لحزب الله، شدد الرئيس اللبناني إلى أن “معتقدات سياسية ووطنية مشتركة” تجمعه مع السيد حسن نصرالله، على سبيل المثال “مفهومنا للمقاومة والسلوك التضامني في الاشياء العادلة أمّن استمرار العلاقة، وليس هناك غش، بل هناك مصارحة”، وأضاف أن “في حال أتت ظروف قاسية فنحن متضامنون حتى نرفع الأسى عن لبنان”.

وحول موضوع ترسيم الحدود البحرية، تحدث الرئيس عون عن “تفاهم غير معلن حول استخراج النفط، وهم لديهم استخراج ونحن لدينا استخراج، وهذا ما أوجب التفاهم غير المباشر، ووضعنا المادي لا يتحمل شيئاً بعد”، وأشار إلى أن “هناك تهديد للسلام إذا لم تنجح المفاوضات، لأن لا يمكن أن نجمد ثروتنا الطبيعية ونحن في هذه الحاجة”، وأضاف أن “ورقة القوة لدى لبنان ساعدت على إلغاء التردد” لدى الآخرين.

وتناول معركة فجر الجرود، قال الرئيس اللبناني إن القوة والجهوزية لاستعمالها أو استعمالها هي التي تسوي الوضع غير الطبيعي، وخطر الارهابيين انتزعناه بالقوة، وليس بالتقبيل، ومعادلة القوة كان لها تأثير، أحياناً ردعي وأحياناً مشجع لعمل معين، فإذا القوة تفرض العدالة، أو تفرض السعادة، ولها أبعاد متعددة، وضرورية عند العقلاء، وعاطلة جداً عند المجانين، فالقوة الرادعة ضرورة عند الاعتداءات، ويجب أن تكون حامية للحدود وحامية للمجتمع”.

وعن مسيرة عهده، ترك الرئيس عون للتاريخ أن يسجل وضمير الناس، متأملاً أن يأتي من وراءه “ناس أفضل مني”، ونوه إلى أن “الإصلاح يضر بناس معنيين سيكرهون ويعارضون الإصلاح، وهو ما نعيشه كل يوم”، وأضاف أنه “لا ننكر الحكمة الراجحة”، مستشهداً بقول منسوب للإمام علي بن أبي طالب (ع) عن الحياد بمعنى أن “الحياد لم ينصر الباطل، ولكنه خذل الحق”، وجزم بأن أحداً في عهد لم يكن محايداً، فإني وصلت الى بعبدا بمحبة الناس ويغادر بمحبة الناس فلست من اصل سياسي وليس لدي ثروة”.

وتطرق إلى متابعته العمل السياسي بعد مغادرته بعبدا، تحدث الرئيس اللبناني عن “تنظيم معارضة قوية”، وأضاف أن “الاصلاح لم يتم” و”الوضع المالي والاداري في الدولة نكبة وخراب”، وأشار إلى “وجود معارضة قوية للاصلاح في عهده، والوقت لم يسمح لأن للولاية الرئاسية وقت محدد”، ولمح إلى احتمال قبوله إستقالة الوزارة، نافياً وجود مانع دستوري لهذا الأمر، وخلص إلى أن “المشهد اللبناني بدون رئيس ولا حكومة هو  مشهد عاطل جداً”، واستدرك بالقول إن “الحل في الوضع الحاضر صعب، ومن جهتي ليس لدي اي حاجز، إذا كانت الأمور صحيحة، باتجاه تأليف الحكومة، وهذا ما قلته قبلاً وقلته أمس وأقوله الآن، وأصدقائنا في حزب الله يعرفونه أكثر”.

وعن احتمال تشكيل حكومة، ربط الرئيس عون برفع الوصاية عنا فإن تأليف الحكومة، فإن المراسيم جاهزة”، رافضاً أن تفرض الوزارة عليه فرضاً و”هذا أمر لا يمكن أن يصير”، وذكّر بانه قاتل وحارب من أجل رفع الوصاية، “فهل أقبل بالوصاية وأنا في حالة سلم ومسؤول عن السلطة؟”، وأسف لأن بعض من وصل إلى السلطة لا يفهم هذا الأمر أو انهم منقادون لشيء ما”.

وعن منزله في الرابية، قال الرئيس اللبناني إن بنائه تم منذ 2015 أي قبل الرئاسة، وتوجه إلى الناس الذين “كانوا معه وآمنوا به: أنتم معي وأنا سأبقى معكم،وسأظل معكم، وللذين عارضوه: فكروا وقارنوا بما فعلته مع غيري في كل المفاهييم والمقايس ومن صدق معكم ومن كذب عليكم ومن وعدكم ولم ينفذ”.

 

المصدر: قناة المنار

قد يعجبك ايضا