حالةُ اللا سلم واللا حرب تدخُلُ شهرها الثاني
موقع أنصار الله ||مقالات ||فهد شاكر أبو رأس
مضى أكثرُ من شهر على انتهاء فترة الهُــدنة الأممية في اليمن، ولا زالت حالة اللا سلم واللا حرب تسيطرُ على المشهد اليمني، مع رفض شديد لاستمرار تلك الحالة من قِبل السلطة في صنعاء، وقد حسم الجانب الوطني موقفه إزاء هذه الحالة ونهب ثروات اليمن السيادية من المدن والمحافظات اليمنية المحتلّة، وممارسة أعمال القرصنة البحرية على سفن الوقود والغذاء.
ففي الوقت الذي تنشط فيه الجهود الدبلوماسية؛ مِن أجلِ الوصول إلى اتّفاق جديد، تمارس الأمم المتحدة دورها المشبوه في اليمن، وتأبى إلا أن تقدم الخدمة تلو الخدمة للأجندة الأمريكية في اليمن.
وما اعتبار مكتب المفوضية لحقوق الإنسان جرائم حرب ارتكبها الجانب الوطني حسب زعم المفوضية، منذ انتهاء فترة الهُــدنة الأممية، من عمليات قنص وقصف أودت بحياة طفل وجرح آخرين إلا ذرف لدموع التماسيح على الأطفال والمدنيين في هذا التوقيت الحرج، فالبناء على الادِّعاءات التي يجري تضخيمها ليس صحوة للضمير الأممي، إنما هو جزء من النفاق الاجتماعي لديها وجنس من تلاعبها وتدليسها الذي اشتهرت به الأمم المتحدة والمنظمات اللاإنسانية التابعة لها في التعاطي مع الملف الإنساني اليمني منذ بداية العدوان؛ مِن أجلِ تبرئة ساحة تحالف العدوان من ارتكاب الجرائم، والعمل على شيطنة الضحية أمام الرأي العام، بينما المرتزِقة اليوم يصعّدون من جرائمهم في محافظة تعز، جرائم لا تصل إلى مسامع الأمم المتحدة والمنظمة الأممية على ما يبدو، أَو لعل الأمم المتحدة لا تريد أن تسمع أصلاً أَو ترى تلك الجرائم الوحشية التي تمارسها اليوم أدوات الرياض وأبو ظبي في محافظة تعز بحق الأطفال والنساء والمدنيين، بعد أن تحولت “الأمم المتحدة” إلى مُجَـرّد أدَاة لتضليل الرأي العام بنسب جرائم الحرب تلك إلى سلطة صنعاء والجانب الوطني، وتبرئة ساحة الرياض وأبو ظبي وأدواتهما من تلك الجرائم الوحشية، وهي التي تقف موقف المتفرج أمام الجرائم اليومية؛ بسَببِ مخلفات العدوان، دون أن تضغط على دول العدوان للسماح لدخول الأجهزة الكاشفة للألغام للحد من ضحايا تلك المخلفات من ألغام وغيرها، والتي تجاوزت مِئتي شهيد منذ بداية العام الحالي، بالإضافة إلى تداعيات الحصار وهي الأُخرى لا تزال تشكل العامل الأَسَاس والمحوري للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي يعاني منها شعبنا اليمني، وعلى أن المعالجة للملفات الإنسانية والاقتصادية الكفيلة بالحد من هذه الأزمة، تجدها الأولوية السياسية للجانب الوطني وسلطة صنعاء، بعكس أولوية تحالف العدوان الذي يراهن على الحرب التجويع والحصار، وهي رهانات انتحارية؛ لأَنَّ ما يجري اليوم على اليمن سينتقل إلى دول العدوان غداً لا محالة.