الشيخ قاسم: حزب الله جاهز لمواجهة العدو الاسرائيلي

موقع أنصار الله – لبنان – 16 ربيع الآخر 1444 هجرية

 

أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ “إسرائيل” زُرعت من الغرب لتكون أداةً له، يتحكم من خلالها بمستقبل ومصير وإمكانات وقدرات هذه المنطقة لمصلحة مشروعه ورفاهيته، مضيفًا: “عندما يريد الغرب تحصيل مكتسبات معينة من دون دفع ثمن مباشر يستعمل العصا الإسرائيلية، بينما هي مزروعة من أجل تحقيق أهداف خبيثة مجرمة لا علاقة لها بالإنسانية ولا بحقوق الإنسان ولا بمصلحة هذا الشعب”.

وفي كلمة له في حفل تأبين فقيد الجهاد والمقاومة الحاج بلال المقداد، تابع الشيخ قاسم “استطعنا أن نفهم تمامًا أنَّ هذا العدو هو سبب المشاكل والتعقيدات الموجودة في منطقتنا، وكلُّ المعاناة التي تعانيها الأنظمة العربية والإسلامية متأثرة بوجود “إسرائيل” ومؤامراتها، وكل الخطط التي تفعلها أمريكا في المنطقة تأخذ فيها بعين الاعتبار أن تبقى “إسرائيل” قادرة على أن تقوى وتتوسع وتسيطر وتهيمن ويكون لها القدرة الكافية، لكن بالنسبة لنا، فإن “إسرائيل” عدو وغاصب ومجرم ومحتل وعليها أن تخرج من فلسطين المحتلة لمصلحة أبناء فلسطين”.

وأردف: “انتخابات الكيان الإسرائيلي لا تغيِّر شيئًا، سواء نجح هذا الفريق أو ذاك، وبالتالي لسنا معنيين بأن نكون متعاطفين مع أحد الأفرقاء لأنَّه أسهل علينا، فهناك عنوان واحد، وهو أنَّ احتلالًا قائمًا في منطقتنا على الإجرام والغصب والعدوان اسمه الكيان الإسرائيلي، عندها لا يهم من يكون رئيسًا، لأنهم جميعًا يعملون ضمن خط واحد هو خط الاحتلال والعدوان”.

وقال “إننا معنيون بمقاومة هذا الاحتلال، بالإضافة إلى مواجهة هذا الخطر على منطقتنا”، مضيفًا: “بكل صراحة لم نكن نتمنى في أي لحظة من اللحظات أن ينجح رئيس الحكومة هذا أو ذاك”، لافتًا إلى أن تهديدات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مجرد قنابل صوتية لا تقدِّم ولا تُؤخر، طالما أننا بنينا حضورنا على الاستعداد والقوة في مواجهة الاحتلال وقتاله عندما يعتدي علينا”.

وشدد على أن “حزب الله جاهز للمواجهة، معتبرًا أن ضمانة الترسيم البحري هي قوتنا وتماسكنا في لبنان في مواجهة التحديات، فإذا أخلَّ الإسرائيلي لدينا القدرة الكافية لنعيده إلى الصواب أو نمنعه من ارتكاب الحماقات”.

وبخصوص المقابلة التي جرت مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ببرا ليف، أكد أن كلامها يدل على أن أمريكا هي التي تعمل ليلًا نهارًا من أجل إسقاط لبنان وتدميره، وإيذاء شعبه، لأنَّهم لن يستطيعوا القيام بالسياسات التي يؤمنون بها لمصلحة العدو الإسرائيلي.

وسأل: “لماذا تواجه أمريكا حزب الله؟”، مردفًا: “لأنَّه يقاتل “إسرائيل” لأنَّها محتلة”.

واعتبر أن أمريكا هي رائدة الاحتلال في العالم، وهي التي تظلم في كل بقاع الأرض من أجل أن تعيش هي على حساب البشرية، وهذا الاحتلال بالنسبة لأمريكا عمل عادي بينما تحرر الشعوب هو المرفوض، لكننا لن نقبل أن نكون تحت إمرة أمريكا مهما فعلت ومهما ضغطت، وستثبت الأيام أكثر وأكثر أنَّها عاجزة عن أن تحقق مشاريعها في منطقةٍ فيها مقاومة وفيها إباء وفيها شعوب لا تقبل بهذه الهيمنة الأمريكية.

ولفت الشيخ قاسم إلى أن “معاناة لبنان اليوم سببها المركزي والأساسي العقوبات الأمريكية والتدخل الأمريكي لإسقاط قيمة النقد اللبناني وإثارة الفتن والتخريب الدائم، فهم الذين يمنعون أي حل من حلول الكهرباء ليُبقوا لبنان تحت الضغط”. وقال إن أمريكا ومعها الدول الاوروبية هم الذين يلزمون لبنان بالنازحين ويمنعونهم من العودة إلى بلدهم رغم كل التسهيلات الموجودة، لأنَّهم يريدون التحكم بخيارات لبنان وسياساته ومستقبله، لكن علينا أن نكون متفائلين بأنَّ أمريكا لا تستطيع أن تفعل ما تريد، تستطيع أن تضغط أو أن تخرب لكنها لا تستطيع أن تغيِّر معادلة خيارات الناس الحقيقية”.

وأضاف: “أمامنا تجربة في مواجهة أمريكا وهي الترسيم البحري، فقد أُرغمت أمريكا ومعها “إسرائيل” على إعطاء لبنان حقوقه النفطية والغازية وبدء الحفر في مياهه والترسيم البحري لأنَّهم وجدوا أن تماسك الدولة اللبنانية مع قوة المقاومة يمنع أمريكا و”إسرائيل” من استخراج الغاز من كاريش ومن تحقيق الأهداف التي يريدونها”.

وفي موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، قال “إننا نعتبر أنَّ انتخاب الرئيس ضرورة وواجب، وكل ما يمكن أن يعالج وضع لبنان معلَّق على انتخاب الرئيس أولًا، وبعد ذلك اختيار الحكومة وبعد ذلك إقرار خطة إنقاذية، بغير هذا الطريق من الصعب أن نرتفع من هذه الهاوية التي فيها لبنان”.

وشدد على أنه “يُفترض أن يكون الرئيس منسجمًا مع القوى الموجودة في لبنان والممثلة بالمجلس النيابي والتي تُعبِّر عن قناعات الناس، وهذه القوى متفرقة جدًا ولا تُجمع على رأي، داعيًا لإجراء اتفاق على رئيس يجمع أكبر عدد ممكن من الكتل ولا يكون هذا الرئيس محسوبًا بشكل مباشر على فريق فيه تحدٍّ للآخرين”.

واعتبر أن الرئيس يجب أن يكون وطنيًا لا يقبل بالسيطرة الأجنبية على لبنان ولا يكون مؤتمرًا بأوامر أمريكا. هذا الرئيس يجب أن ينهض بالاقتصاد وأن يوافق على خطة إنقاذ وأن يساعد عليها، وأن يراعي حقوق الناس وحقوق المودعين والشأن الاجتماعي، داعيًا الجميع للعمل على النهضة بواقع لبنان الاقتصادي تمهيدًا لمعالجة الأمور المختلفة.

قد يعجبك ايضا