السيد نصر الله: عملية الاستشهادي أحمد قصير هزت كيان العدو.. وبها تهاوت الأحلام الاسرائيلية

 

موقع أنصار الله – متابعات – 18 ربيع الآخر 1444 هجرية

قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “في يوم 11-11 من كل عام نلتقي واياكم في يوم الشهيد، وفي مثل هذا اليوم اقتحم أمير الاستشهاديين احمد قصير مبنى الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور مما أدى الى مقتل ما يزيد عن مئة عسكري وضابط اسرائيلي في دقيقة واحدة”، وتابع “هذه العملية هزت كيان العدو وفتحت عصر هذا النوع من العمليات الاستشهادية بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان”، واضاف “هذه العلمية اسست لمقاومة المحتل بعد انسحابه من بيروت ومن غالبية المناطق وصولا للشريط المحتل، هذه العملية كانت مفاجاة عظيمة للعدو الاسرائيلي”.

 

ولفت السيد نصر الله في كلمته خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله الجمعة بمناسبة يوم شهيد حزب الله الى ان “هذا العدو الذي كان يعتقد انه سيبقى في الجنوب وسيتعايش معه الناس في مختلف المناطق وستكون سنوات استقرار وبقاء الاحتلال، هذه كانت حسابات العدو مستفيدا من الاوضاع الداخلية، عندما اقتحم احمد قصير مقر الحاكم العسكري في صور وادت الى هذا الحجم من الخسائر، فهذه العملية التي ليس لها مثيل، معها تهاوى المقر الصهيوني وكل الاحلام الاسرائيلية في إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي”، وتابع “هذه العملية  أسست للتحرير الاول، ودفعت العدو لاعادة حساباته”، وأكد ان “هذه العملية هي الاضخم في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ونأمل ان تأتي عملية اضخم منها على يد اي مقاوم بمواجهة هذا العدو الغاصب والمحتل”.

 

واوضح السيد نصر الله “هذه المناسبة العظيمة اتخذها حزب الله يوما لشهيده، وهذا اليوم هو يوم كل الشهداء، هو يوم الشهداء القادة العلماء والاستشهاديين وكل الشهداء من كل العناوين والحيثيات”، وتابع “أي شهيد في محور المقاومة هم شهداؤنا واحباؤنا”، واشار الى انها “فرصة سنوية للقاء عوائل الشهداء وللحديث في محضر الشهداء وهم الاحياء حقا وهذه شهادة الله لهم انهم احياء عند ربهم يرزقون، نحن نحتفي بيوم الشهداء خلال الاربعين عاما”، واضاف “يقول الله سبحانة وتعالى في كتابه المجيد (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاته الله، والله رؤوف بالعباد..)، في ايات الله يتجلى كرمه وجوده، فهو الذي يهبنا الانفس ويعطينا المال، ثم يقول بيعوني هذه الانفس وهذا المال ولكم في مقابله الجنة، حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال أحد، الله سبحانه وتعالي يهب ويعطي ثم يمتدح من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله”.

 

وقال السيد نصر الله “اليوم نحتفي يوم شهدائنا بعد أربعين عاما وبعض إخواننا وأخواتنا توفاهم الله وكانوا قد أعطوا كل عمرهم لمسيرة المقاومة وكان بينهم علماء وقادة ومضحون ومضحيات ولطالما حضروا في كل الميادين والجبهات”، وتابع “في يوم الشهيد وفي الأربعين ربيعا وهذه المسيرة لم تتوقف عن تقديم الشهداء الذين هم غالبيتهم شهداء”، واضاف “هناك عائلات كثيرة شجعت أولادها على الذهاب والالتحاق بالجبهات وعندما استشهد عزيزها صبرت واحتسبت وافتخرت بالشهيد وحفظت أمانته، نحن نعلم أهمية وقيمة هؤلاء الشهداء وقيمة تضحياتهم خلال جهادهم حتى شهادتهم”، وشدد على ان “ما وصل إليه لبنان اليوم بعد الله هو بفضل دماء الشهداء، وعندما نتجاهل عنصر القوة الحقيقي سوف نصبح ضعفاء وعندما نتجاهل أسباب التحرير والكرامة سوف نصبح معرضين للعداون والمذلة”، واشار الى انه “عندما نعرف هذه النعمة نشكرها ونحفظ أهلها بحفظ تضحياتهم ووصاياهم”.

 

واكد السيد نصر الله ان “المسؤولية اليوم على العائلات أن تلتفت للجيل الصاعد وأن لا نتركهم فنحن نعيش في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر”، وتابع “حتى الآن هم خسروا في معركة الجيل الثالث عندنا والدليل مسيرتنا وشهدائنا وخلال الأعوام الماضية قضى كثير من الشهداء هم شباب وكانوا يتنافسون للصعود إلى الجبهات”، واضاف “هذا ما فاجأ العدو في فلسطين المحتلة في الضفة وعز والداخل المحتل هو راهن على عجز الجيل الأول وتيه الجيل الثالث ولكن خرج شبان أمثال عدي التميمي ورفاقه”.

 

ونبه السيد نصر الله من ان “يراهن العدو على الجيل الثالث فيعملون على استهدافه وهذا ما يحصل في مجتماعتنا العربية والاسلامية عبر نشر ثقافة التفاهة والتفكك الأخلاقي والأسري والمثلية التي تعمل الولايات المتحدة على إدخالها في المناهج”، وتابع “عندما يحصل اجتياح كما حصل بالـ82 يكون الجيل الأول من المقاومة ذو بصيرة عالية رغم الامكانات القليلة ولكن تكون البصيرة عالية والجيل الثاني يحمل من حماسة الجيل الأول ولكن لا يضاهيه بسبب انخفاض مستوى التحدي”، ولفت الى ان “بعض العوائل كلها شهداء وآخرون يكون الأب شهيد والابن شهيد وهذا ما تتوارثه الأجيال لدينا”، واوضح “لدينا شهداء مفقودو أثر ونحن لا نترك جثامين شهدائنا ومفقودينا ونسعى لحسم مصيرهم وأنا شخصيا وإخواني نتابع هذا الموضوع”.

 

وعن نتائج الانتخابات في كيان العدو، قال السيد نصر الله “بالنسبة إلينا لا فرق من يفوز في الانتخابات الإسرائيلية، فكله أسوأ من بعض فجميعها حكومات ظالمة وقاسية”، وتابع “هذه الانتخابات لها تداعياتها وتأثيراتها في داخل الكيان لأنها قد تنعكس على مستوى التصعيد والمواجهة في فلسطين المحلتة وهذا ما قد يعجل في زواله”، واضاف “بالنسبة في لبنان المعارك كانت في وزمن من يسمونهم بالمعتدلين في الكيان الصهيوي وهم حزب العمل”، وأكد ان “لبنان يحميه الله ومعادلة القوة وهي الجيش والشعب والمقاومة والأمر لا يتغير بالنسبة إلينا بعد الانتخابات الاسرائيلية فقوتنا موجودة”.

 

وشدد السيد نصر الله على انه “بخصوص تعيين الحدود البحرية من يراهن على الضمانة الاميركية فليسأل الفلسطينيين الذين راهنوا على الضمانات الاميركية في اتفاقياتهم ولكن بالنسبة لنا النتيجة التي أوصلت للاتفاق ستبقى قائمة وموجودة”، وذكّر ان “الأهداف والثوابت لكل الإدارات الأمريكية واحدة ومشتركة وتختلف فقط في التكتيك والطريقة”، ولفت الى انه “أول من يتحمل مسؤولية بقاء الكيان الصهيوني في منطقتنا هي الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة”، واعتبر ان “كل ما يقوم به كيان العدو من اعتداءات على الفلسطينيين تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأمريكية”.

 

من جهة ثانية، قال السيد نصر الله إن “نتائج الانتخابات الأميركية لا تغير شيئا لأن الولايات المتحدة بجمهورييها وديمقراطييها ذو وجه واحد وبدل المراهنة عليها علينا الاتكال على أنفسنا وعلى قوتنا وعلى أصدقائنا”، وتابع “المسؤولة المعنية عن لبنان ومنطقتنا في الخارجية الأميركية تحدثت عن سيناريوهات كارثية يمكن أن يؤدي للخلاص من حزب الله ووصفته بالطاعون أو اللعنة”، واضاف “نقول لها من اللعنة؟؟ الكيان الصهيوني الذي هجر وقتل واستباح فلسطين ولبنان ولكن برعاية من وبدعم من؟؟ لعنة الاجتياح الاسرائيلي للبنان في الـ82 التي تخلصنا منها صنعت في الولايات المتحدة Made in USA “، واكد ان “المقاومة التي يمثل فيها حزب الله فصيلًا أساسيا إلى جانب الفصائل الأخرى هو الذي أزال هذه اللعنة وطرد هذا الطاعون”.

 

ولفت السيد نصر الله الى ان “الفوضى التي أتت بها الولايات المتحدة إلى لبنان تحت عنوان تشرين وهم من أعلنوا ذلك وذها الحراك الذي حصل في لبنان وكان لدينا منذ اليوم الأول الشجاعة للتشكيك في خلفيته رغم أن كثرًا في لبنان أُخذوا بالشعارات الطنانة”، وتابع “من الذي أراد الخراب في لبنان في الـ2019 بعد فشل مشروع الحرب الأهلية ولم يتركوا مقاما لا لرئيس الجمهورية أو لرئيس مجلس النواب أو لعلماء وكلن يعني كلن فاسدين بينما القديسين هم زبائن السفارة الأميريكة”، واضاف “الولايات المتحدة تمنع أي دولة من مساعدة لبنان وإذا كان لدى دولة الشجاعة بالخروج عن الحصار ألأميركي لمساعدة لبنان فتقوم الولايات المتحدة بمنع الحكومة من قبولها”، وقال “سمعنا أن روسيا تريد منح لبنان هبة قمح وفيول، فهل سيقبل لبنان أو سيجرؤ؟ وهذه مشكلتنا هنا، وهذا ما حصل معنا بخصوص بالفيول الإيراني”.

 

وعن ملف الكهرباء والهبة الايرانية، قال السيد نصر الله “قبل مدة تحدثوا معنا لكي يحصل لبنان على فيول من إيران لزيادة ساعات التغذية وذهب وفد تقني لزيارة إيران وليس وزير الطاقة كونه مسؤول سياسي”، وتابع “لدينا فرصة أن يكون عنا ساعات تغذية بحدة 10 ساعات وافقت إيران على الكميات المطلوبة واتُخذت القرارات ولكن المشروع مُعطل لأن اللعنة الأميركية منعت”، واضاف “الوفد اللبناني يذهب إلى الجزائر ويتوسل لأن تعود سوناطراك لبيع الفيول للبنان وهو سيشتريهم بينما إيران الصديقة التي تريد صالح لبنان وشعبه وقدمت الفيول هبة ممنوع التعامل معها”.

 

واشار السيد نصر الله الى ان “اتفاق الترسيم لم يُنجز لأجل لبنان بل لتجنيب المنطقة الحرب لأن الإدارة الأميركية الحالية أوليتها بأوكرانيا وروسيا والطاقة أيضًا تعرف ظروف الكيان الصهيوني وتعرف معنى أن يذهب الكيان لحرب مع حزب الله”، واكد ان “لبنان حصل على مطالب الدولة اللبنانية بقوته وبالتقاطه للحظة التاريخية”، ولفت الى ان “من يمنع وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان الآن؟ قانون قيصر الأميريكي”، وتابع “الأميركيون الذين فشلوا في اسقاط سوريا عبر الارهابيين وتمويل التكفير يريدون اسقاطها عبر الجوع والبرد”، وشدد على ان “إيران انتصرت على المؤامرة الفتنوية الأميركية الإسرائيلية الغربية بشكل حاسم وسينعكس ذلك على قوتها في المستقبل”.

 

وعن ملف الاستحقاق الرئاسي، قال السيد نصر الله إن “الفراغ الرئاسي ينعكس على كل المستويات في لبنان ولكن ذلك لا يعني ملء هذا الفراغ بأيّ كان”، وتابع “الفراغ في الرئاسة ينعكس على كل اللبنانيين والوضع اللبناني والمصلحة الوطنية الكبرى هي ان ينتخب رئيس في اسرع وقت ممكن ولا نظن أن أحدا يريد الفراغ الرئاسي في لبنان”، وشدد على انه “يجب الحفاظ على عناصر القوة في لبنان ورئاسة الجمهورية أهمها ولها علاقة بالأمن القومي لبلدنا”، واكد ان “المقاومة هي من أهم عناصر القوة في لبنان وهي مستهدفة ولا سيما من قبل الأميركيين الذين ما زالوا يسعون للفوضى”، وتابع “المقاومة كجزء كبير من الشعب اللبناني نريد رئيسًا للجمهورية في بعبدا مطمئنًا للمقاومة ونريده شجاعًا يبدي مصلحة لبنان على مصلحته الشخصية ولا يخاف ولا يباع ولا يُشترى”، واشار الى ان “السفارة الأميركية تتدخل في أصغر التفاصيل الحكومية والوزارية في لبنان”، واضاف “الولايات المتحدة تعلن دعم الجيش اللبناني لاعتبارهم إياه مؤهلا للوقوف بوجه المقاومة ولكن الجيش بكافة قياداته وضباطه يرفضون هذه الفكرة من السابقين والحاليين”.

قد يعجبك ايضا