مساعي التخريب والاختراق غير قادرة على الإفلات: “في قبضة الأمن”.. قدراتٌ تخنقُ المؤامرات

||صحافة||

يوماً تلو الآخر، يتأكّـد للجميع مدى القدرات النوعية التي باتت الأجهزة الأمنية تتحلى بها، لتواكب بذلك التطور الكبير للقوات المسلحة، وهو الأمر الذي يؤكّـد اصطدام مؤامرات العدوان بصخرة صماء، سواءٌ أكانت جهوده التدميرية على المستوى العسكري ومحاولة احتلال اليمن بالقوة، أَو كانت على المستوى الأمني ومحاولة اختراق الجبهة الداخلية، لتكون النتيجة النهائية هي الخسارة الحتمية لتحالف العدوان وأدواته ورعاته.

وبعد أن عرضت القنوات الوطنية عصر أمس الثلاثاء، فيلم “في قبضة الأمن” الذي تضمن تجنيد تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي لخلايا إجرامية في المحافظات الحرة، لتنفيذ أجنداته في اختراق الجبهة الداخلية وإشعال الصراعات المسلحة وكذا الاغتيالات السياسية التي تستهدف الجبهة الداخلية والسياسية وكذلك الأمنية وإقلاق السكينة العامة، وتمرير حالة الانفلات الأمني وفق ما هو حاصل في المناطق والمحافظات المحتلّة، فَـإنَّ ما تضمنه الفيلم يؤكّـد أن القوة الأمنية اليمنية قد وصلت إلى مستويات لا تواكب فحسب تحَرّكات العدوان، بل تصل إلى تعزيز الخطوط الأمامية لشن الضربات الاستباقية الأمنية وزعزعة مخطّطات العدوّ ورعاته وأدواته.

وفي السياق تقف صحيفة “المسيرة” لاستعراض جوانبَ من الفيلم “في قبضة الأمن”، وما تضمنه من شهادات ومواقف تؤكّـد أن الخلايا النائمة لتحالف العدوان ستدخل في سبات عميق حتى الحكم عليها بالوأد.

 

الخلايا الإجرامية كأذرع للعدوان.. أيادي الأمن أطول

“في قبضة الأمن” يكشف خلايا إجرامية مرتبطة بالمخابرات السعوديّة يقودها المرتزِقان “محمد علي المقدشي” وَ”فضل حسين المصقري”، ومهمة الخلايا الإجرامية الموجهة من المخابرات السعوديّة هي اغتيال ورصد العديد من الشخصيات السياسية المناهضة للعدوان، ومباشرة الاغتيالات السياسية لإشعال حروب وصرعات على المستوى الداخلي.

وتوضح التصريحات والاستدلالات في الفيلم أن الخلايا الإجرامية عملت على استهداف شخصيات في أمانة العاصمة ومحافظتي ذمار وإب واستلام أموال مقابل أعمالهم التخريبية، فيما أن حجم الأموال والجهود التي يبذلها العدوان وعدد من المأجورين يؤكّـد مدى تعويل تحالف العدوان وأدواته ورعاته على هذا النوع من الحرب، بعد فشل الحرب العسكرية والاقتصادية والسياسية.

وتبين مجريات الفيلم وشهادات المتورطين أن الخلية الأولى مهمتها ضرب الأمن في محافظة إب ويتزعمها المطلوب “طارق محمد أحمد الغزالي” الملقب بـ “طارق البعداني”، والتي بدورها قامت بشراء أسلحة ثقيلة ومتوسطة لفتح جبهة عسكرية بمنطقة بعدان في إب بإشراف مخابرات دول العدوان، وهنا يتضح أن تحالف العدوان يعمل على تغذية الصراعات والفتن لخلق حالة من الانفلات الأمني وكذلك لخلق حالة من التوترات الهادفة لزعزعة ثبات الجبهة الداخلية وتماسكها الذي يستمر للعام الثامن على التوالي.

 

شهاداتُ المتورطين.. العدوّ وخياره الوحيد

وفي استعراض لشهادات المتورطين، يتحدث المسؤول المالي للخلية الإجرامية في إب بقوله: “اشترينا 40 صاروخ لاو و4 قواذف بازوكا مع 120 قذيفة ورشاشات، بأموال أرسلت لنا من السعوديّة، موضحًا أن ذلك المبلغ يتجاوز 300 ألف ريال سعوديّ، وهو ما يكشف حجم التعويل السعوديّ على هذه المؤامرات والتي دفعتها لدفع المزيد من الأموال إلى جانب الإنفاقات الهائلة التي تستمر في هدرها للعام الثامن على التوالي.

ويواصل المسؤول المالي للخلية الإجرامية في إب قوله: “استلمت مليونَي ريال سعوديّ بغرض شراء ولاءات وتجنيد عناصر جديدة”.

أما الخلية الأُخرى التي تطرق إليها الفيلم فهي الخلية الثانية تزعمها الصريع “محمد علي الحنش” والتي قامت باغتيال وزير الشباب والرياضة الشهيد حسن محمد زيد، وهي نفس الخلية التي قامت باغتيال الشهيد عبد الله السلامي وحاولت اغتيال وكيل محافظة إب عبدالواحد المروعي وعبدالكريم الحبسي في ذمار.

وقد أظهر الفيلم جوانب من المخطّطات والتدابير التي اتخذتها الخليتان لتنفيذ مخطّطاتها والتي باءت بالفشل نظراً للألطاف الإلهية، وكذا اليقظة العالية والقدرات الكبيرة التي تتحلى بها الأجهزة الأمنية.

 

تفاصيل ضبط قتلة الشهيد حسن زيد.. قدرات الأمن بلا حدود

جهاز الأمن والمخابرات كان له مداخلات بارزة في الفيلم، والذي بدوره أوضح أنه ألقى القبض على “معمر الزراري” وهو مساعد “الحنش” ومسؤول ميداني في خلية الاغتيالات، مبينًا أن المدعو “معمر الزراري” نفذ عملية اغتيال الشهيد عبد الله السلامي ومحاولة الاغتيال الفاشلة لعبدالواحد المروعي وشارك في عملية رصد واغتيال الشهيد الوزير حسن زيد.

وتطرق جهاز الأمن والمخابرات إلى الحيثيات التي أَدَّت في رصد وكشف الخلية التي قامت باغتيال الشهيد حسن محمد زيد، في حين أظهرت المشاهد القدرات التقنية والبشرية والذهنية العالية لجهاز الأمن والمخابرات، وذلك بدءًا من الرصد والتعقب مُرورًا بجمع الاستدلالات وتبادل المعلومات بسرعة ودقة عاليتين حتى القبض بكل خيوط القضية ومن ثم مباشرة الاستهداف للخلايا الإجرامية والقبض عليها، في حين يؤكّـد الجهاز أن “خلية الحنش” قامت برصد العديد من الشخصيات المناهضة للعدوان إضافة لمواقع عسكرية وأمنية في ذمار وإب، في إشارة إلى مخطّط كبير كان تحالف العدوان يستميت نحو الوصول إليه، غير أن أيادي الأجهزة الأمنية والمخابراتية اليمنية كانت أطول من أذرع العدان وحباله الهدامة.

وأكّـد جهاز الأمن والمخابرات، أن أعضاء خلية اغتيال الوزير حسن زيد المقبوض عليهم اعترفوا بأن العملية تم تخطيطها ورصد الشهيد قبل 3 أشهر من التنفيذ، في حين تم عرض اعترافات عناصر الرصد في الخلية التي اغتالت الشهيد الوزير في أمانة العاصمة.

وفي السياق يقول رئيس قسم المناوبة في القيادة والسيطرة الرائد محمد مجلي، أنه تم تحديد العناصر التي اغتالت الشهيد حسن زيد بعد وقت قصير من تنفيذ العملية، فيما يؤكّـد جهاز الأمن والمخابرات أنه تم تحديد مكان تواجد المدعو “محمد علي الحنش” في منطقة حورور بمديرية عنس في ذمار بعد القبض على عناصر شاركوا في تهريبه إلى هناك، مُضيفاً “تمت محاصرة “الحنش” ومطالبته بتسليم نفسه لكنه رفض وأخرج قنبلة لإلقائها على عناصر الحملة، ما أَدَّى للتعامل معه وقتله”، في حين كشف الفيلم في تفاصيل محاولة اغتيال الأُستاذ عبدالكريم الحبسي في ذمار والتي أَدَّت لإصابته بجروح خطيرة.

وقد أظهرت مشاهد الفيلم من الشهادات والوقائع ما يدمغ كُـلّ الأكاذيب والأراجيف التي شاعت عند إعلان القضاء على الخلية الإجرامية المتورطة في اغتيال وزير الشباب والرياضة السابق، ليتأكّـد للجميع أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية اليمنية باتت بعد الثورة في عداد الأجهزة الكبرى القادرة على اختراق ما تسعى له المخابرات الأجنبية المعادية.

 

بناء الأمن واستراتيجيات مواكبة المؤامرات

وفي السياق يتحدث نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء عبدالقادر الشامي، مؤكّـداً أن القيادة حرصت على تطوير الأجهزة الأمنية وتشكيلها في منظومة موحدة.

ونوّه الشامي إلى أن بناء القوة الأمنية تم وفق استراتيجية مجتمعية تسعى للتعاون المشترك في مواجهة التحديات التي تفرضها دول العدوان، في إشارة إلى أن إفشال تحَرّكات العدوان الأمنية الإجرامية لا يَنُمُّ عن صدفة أَو جهود بسيطة، وإنما يأتي بعد جهود كبيرة من البناء والانتشار الأمني والاستخباري، وتعزيز هذا الانتشار بقدرات تقنية عالية، وهنا يؤكّـد اللواء الشامي أن الأجهزة الأمنية التي تعمل كمنظومة واحدة تمكّنت من كشف وضبط عدد من الخلايا التجسسية التابعة للمخابرات البريطانية والأمريكية.

بدوره أكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان، أن الوحدة في القيادة والأداء انعكست على أداء الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وعلق اللواء الرويشان على جهود الأجهزة الأمنية في ضبط الخلايا المذكورة، وقال إن عملية ضبط هذه الخلايا هي نموذج للتعاون والتكامل بين الأجهزة الأمنية وسرعة تبادل المعلومات والتحَرّك المباشر.

ونوّه الفريق الرويشان إلى أن “العدوّ الذي فشل في العدوان العسكري نتوقع أن يستمر في العدوان الأمني حتى لو دخلنا في مرحلة سلام وحل للمواجهة العسكرية”.

وأكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، إلى أن “الحرب الأمنية ستستمر فهي مرتبطة بصراع المصالح بين الدول”.

وفيما لفت الرويشان إلى أن الشعب اليمني سيظل عرضة للاستهداف الأمريكي السعوديّ الإماراتي نظراً للخسائر الكبيرة والفشل الذريع الذي لحق بالأعداء، فَـإنَّه أكّـد أن “المعول عليه لدينا بعد الله هو استمرار الوعي واليقظة والروح الإيمانية والأداء الإيجابي لمنتسبي الأجهزة الأمنية”، مختتماً حديثه بالقول “نعتمد على الله ووحدة قيادتنا ووعي المواطن الأمني وتعاونه في كُـلّ ما يلاحظه”.

وبالعودة إلى “في قبضة الأمن” وما استعرضه من وقائعَ وأحداثٍ، وما سبقتها من إنجازات في عملية “فأحبط أعمالهم” وغيرها من العمليات الأمنية، فَـإنَّ الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية قد أوصل الكلمة الفصل لدول العدوان ورعاتها وأدواتها، وهي أن كُـلّ مؤامرات العدوان ستكون في قبضة الأمن، وأن تحَرّكاته العسكرية لن تكون بمنأى عن مشاف القناصة والاستهداف الجوي والبري والبحري، وطالما استمر العدوان ومؤامراته، فَـإنَّ للملاحم والبطولات اليمنية حكاية ستظل خفاقة في ذاكرة التاريخ العسكري والحربي.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com