نعيش أعزاء أو نلقى الله في ساحات القتال والشرف كرماء

 

 

إن هذا العدوان الغاشم هو أمريكي القرار، أمريكا من قررت وأمرت ، أمريكي الإرادة أمريكي الفعل والتدبير بإشراف مباشر ومشاركة من أمريكا وتحالف مفضوح مكشوف مع إسرائيل، وشعبنا اليمني العزيز وبعد أكثر من نصف عام منذ بداية هذا العدوان معني بأن يواصل معركته بالدفاع عن نفسه وعن حريته وعن استقلاله وعن أرضه وعرضه وعن قيمه ودينه، وقد تعرى المعتدون واتضحت حقيقة أهدافهم بعد سقوط كل المبررات والذرائع الواهية التي جعلوا منها عناوين وشعارات لعدوانهم،

فبات اليوم من الواضح أن هدفهم بكله هو احتلال البلد واستعباد وإذلال الشعب اليمني العزيز ، ونحن كشعب يمني مسلم ينتمي إلى قيم الاسلام ومبادئ الاسلام التي تحرك بها الإمام الحسين عليه السلام، ونادى بها في الأمة وتمسك بها ، وواجه بها الطغاة والمجرمين ،

ونحن نقول بأعلى أصواتنا من أعماق قلوبنا وبكل إحساسنا ومشاعرنا كما قال الإمام الحسين عليه السلام هيهات منا الذلة ، ونقول : لا والله ، لا نعطيهم بأيدينا إعطاء الذليل ولا نقر إقرار العبيد وعلى خطى الحسين عليه السلام في درب جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ، بتوكلنا على الله واعتمادنا عليه ،

لن نتوانى أبدا في مواجهة أولئك الغزاة المجرمين ، لن نقبل بالهوان ولن نخنع ولن نخضع ولن نركع إلا لله تعالى ، نعيش أعزاء أو نلقى الله في ساحات القتال والشرف كرماء ، وبهذا الإيمان وبهذا العزم وبهذه الروح وبهذا الوعي فإن كل الأحرار والشرفاء في بلدنا حاضرون ومستعدون للصمود وللتضحية مهما بلغ حجم التضحيات ومهما كان مستوى الطغيان لأن المسألة ليست قابلة للمساومة ، المسألة مسألة حرية أو استعباد ، عز أو ذل، حق أو باطل ، شرف أو هوان ، أن تعيش إنسانا أو يجعلوا منك حمارا وحيوانا ممتهنا ،

ولذلك فإنه مهما طال أمد العدوان ومهما كان حجم التطورات لن يوهن ذلك من عزمنا ولا من ثباتنا ولن يكسر إرادة شعبنا لأنه صمود وثبات وعزم مستمد من التوكل على الله والثقة بالله والاعتماد على الله سبحانه وتعالى ، ومن القيم الراسخة قيم الحرية والعزة والإباء ومن الوعي بالأهداف الشيطانية لهذا العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي ، وأقول لشعبنا العزيز أنت بتوفيق الله تعالى وبعونه تمكنت من الصمود لأكثر من نصف عام بالرغم من حجم الإجرام وتكالب المعتدين وما مارسوه بحقك من القتل والدمار والاجرام ،

وأنت باعتمادك على الله تعالى وبوعيك وعزتك وحريتك وإبائك وشموخك قادر ليس فقط على الصمود وإنما على هزيمة ودحر الغزاة المعتدين وتحرير كل شبر من أرضك قد احتلوه ، وكسر أطماعهم بكلها ، ولم يكن هذا الصمود عديم الجدوى كان صمودا مجديا وفاعلا ومؤثرا ، خيب آمال الأعداء إلى حد كبير ، كسر أطماعهم إلى حد كبير ، كبدهم الكثير والكثير من الخسائر ، على مستوى المال المليارات الكثيرة التي قد خسروها ، على مستوى الإمكانات طائرات أسقطت ومئات العربات والآليات العسكرية دمرت ، بارجات أيضا حربية دمرت ، عدد كبير من الجنود والمرتزقة قتلوا والبعض منهم أسروا ، وأنت يا شعبنا العزيز أنت بالله الأعلى والأقوى ، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وبيدك الخيارات الفاعلة والمؤثرة في الميدان ،

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من كلمة السيد  في ذكرى عاشوراء 1437هـ الموافق 24-10-2015م

قد يعجبك ايضا