العمليات البطوليّة تُحاصر الكيان الصهيوني.. العدو يعيش كابوس المرحلة المقبلة
||صحافة||
تُمعن حكومة العدو الحاليّة المتطرفة بجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، في القدس وجنين ورام الله ونابلس وكل المدن الفلسطينية الصامدة، مرتكبة أبشع المجازر، إضافة لاستباحة المسجد الأقصى، وهدم البيوت، وتضييق الخناق على المقدسيين، لكنّ الشباب الفلسطيني المقاوم حاضر في الميدان ولا يخشى العدو، وجاهز ليردَّ الصاع صاعين والدم بالدم والرعب زيادة.
ومع توسع العمليّات البطوليّة، جاءت عملية القدس التي نفّذها الشهيد خيري علقم، ونتج عنها مقتل 7 صهاينة وإصابة آخرين كرد أولي مزلزل على مجزرة سلطات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين، لتشكّل ضربةً معنويةً قاسيةً لحكومة نتنياهو ولمنظمة الكيان الأمنية، وإثباتًا أن أكبر خطر على الكيان يأتي من الداخل.
عطايا: العمليات البطولية تضرب المنظومة الاستراتيجية للاحتلال
حول هذه التطورات، كان لموقع “العهد” الاخباري حديث مع ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في لبنان إحسان عطايا، الذي أكّد أنَّ توسع ميدان العمليات وتطوّرها هو جزء من إدامة الاشتباك مع العدو، مشيرًا إلى أنَّ هذا هو السياق الطبيعي في الضفة بعد تشكّل كتائب مقاومة في مختلف المناطق، وبعد اشتعال جذوة المقاومة.
وأوضح عطايا أنَّ “لهذه العمليات تأثيرات عديدة أهمها ضرب الوعي الصهيوني، وخاصة أنّها بدأت تستهدف المستوطنات، وهذا يشكّل في المعركة الوجودية رافعةً مهمة للمقاومة، وكأنها تخترق ليس فقط المنظومة الأمنية والعسكرية، بل المنظومة الاستراتيجية للاحتلال”.
وأضاف: “بدأت الأنظار تتجه نحو المستوطنات، وأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس بدأوا يستنسخون نماذج تحرّر جنوب لبنان وغزة ويعملون على أساسها، وصار استهداف المستوطنات من صلب استراتيجية المقاومة في الضفة، وهي رسالة لعمق الوعي الصهيوني بأن كيانكم ليس آمنًا وعليكم مغادرته، وكلما زادت ضربات المقاومين زاد تقهقر هذا العدو، وكلما زادت خسائر العدو زاد احتمال تحرر هذه المناطق الجغرافية”.
ولفت عطايا في حديثه لـ”العهد” إلى أنَّ “هناك أثر للعمليات على المشروع الصهيوني الكبير الذي يقوم جوهره في الضفة والقدس بشكل خاص، وذلك عندما تستهدف قلب المشروع الصهيوني والمنطقة الجغرافية التي تقيم عليها القيادة الصهيونية كل أحلامها وتساندها بذلك القيادة الأميركية خصوصًا بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نقل السفارة إلى القدس وإعلانها عاصمة لكيان العدو”.
وتابع: “المقاومة توجه ضربة لكلّ هذا المشروع ولمستقبله، والأهم أنّ شظايا التأثير تصل للغرب الداعم لهذا الكيان وإلى الأنظمة العربية الرسمية التي سارعت لادانة عملية المقاومين ولم تنطق ببنت شفة عن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم جنين”.
العمليات البطوليّة تُحاصر الاحتلال.. العدو يعيش كابوس المرحلة المقبلة
وحول قرار العدو تسهيل إجراءات حصول المزيد من المستوطنين على رخصة لحيازة أسلحة، رأى ممثل “الجهاد الإسلامي” في لبنان أنَّ “إحدى غايات قرار حكومة الاحتلال بتسليح المستوطنين الصهاينة هي الهروب إلى الأمام بسبب الحملة التي شُنّت على الحكومة والأجهزة الأمنية التي لم تستطع إيقاف أو منع هذه العملية التي أدت لمقتل وجرح عدد كبير من الصهاينة بمسدس وشخص يتنقّل راجلًا، حتى أنَّ العدو تفاجأ بحجم العملية وبفشل أجهزته الأمنية”.
وأضاف: “على العدو أن يدرك أن هذا السلاح الذي سيكون في أيدي المستوطنين الجبناء سيخدم تعزيز روح المقاومة وليس المستوطنات، لأنّه كلما زاد الامعان في قتل الفلسطينيين والاعتداء عليهم، فإنهم يزادون قوة وإقدامًا وإبداعًا في التصدّي للاحتلال، فالكل يعرف أن الفلسطيني القادر على انتزاع السلاح من أيدي الجنود ويحاربهم به، لا يرعبه المستوطن الجبان”.
واعتبر أنَّ “هذا القرار في مضمونه يدلّ على عجز الحكومة والأجهزة الأمنية عن ايقاف هذه العمليات أو اكتشافها مبكرًا، وأمام هذا العجز ذهبوا باتجاه تسليح المستوطنين لحماية أنفسهم بدلًا عن تأدية جيشهم وقواتهم الأمنية المهزومين لهذه المهام”.
وأشار إلى أنَّ “جيش العدو منذ مدّة يُستنزف في الضفة، وأكثر من 60 في المائة من عديد الجيش يناوب في الضفة والقدس، وبعد عملية القدس استقدموا المزيد من القوات، وهذا من أبرز مخرجات هذه العملية أنها استنزفت هذا العدو بشريًا وماديًا ومعنويًا”.
وبيَّن عطايا أنَّ “عمليات بهذا الحجم وبهذا الاتقان ينفّذها فتيان ما دون الـ15 سنة وشبانٌ في أوائل العشرينات من أعمارهم، لأنّ الشعب الفلسطيني بفطرته يولد مقاومًا، ولهذه الأعمار دلالات أبرزها أنّ الفتيان والناشئة والشباب وبكل الأعمار يجسّدون صورة مشرفة للمقاومة ووحدة هذا الشعب في المواجهة بكل أطيافه ومكوناته، وهذا من بشائر الخير للمقاومة التي ترتكز بشكل أساسي على هذا الشعب لدحر الاحتلال من المنطقة”.
ولفت إلى أنَّ “ما نشهده في الضفة ليس أمرًا عاديًا، ونحن في معركة مستمرة مع العدو تختلف أشكالها وميادينها ولكنها واحدة، سواء عسكريًا، أمنيًا، إعلاميًا، وثقافيًا، فهي معركة مفتوحة، ومعركة وحدة الساحات أرست فكرة وحدة الساحات في المقاومة والمواجهة والوحدة الميدانية في القتال بمختلف الفصائل الفلسطينية”.
وقال عطايا إنَّ “التأصيل لما وصلنا إليه مرّ بمحطتين مهمتين، هي معركة سيف القدس والمرحة الثانية هي عملية نفق الحرية التي كان لأبناء المخيم دورًا مهمًا فيها، وأرستا دعائم قوية في انطلاقة المقاومة العسكرية في الضفة بتشكيل كتيبة جنين أسوة بأبطال النفق، وبالتالي بدأت القرى الفلسطينية بالتسلّح لتتسع المواجهات ودائرة الاستهداف”.
وختم عطايا حديثه لـ”العهد” قائلًا: “نؤمن بأن هذا المشروع الصهيوني يشكّل جزءًا من مشروع غربي كبير، ويجب أن يواجه بحلف، ومحور المقاومة ليس بعيدًا عن هذا التصور، ونحن نؤمن بأننا نحتاج لجهود كل أبناء الأمة للتخلّص من هذا الكيان، وما يحصل في المنطقة يؤكد أنَّ الاحتلال في أضعف حالاته، ونقاط ضعفه باتت مكشوفة، وعلى المقاومة أن تغتنم هذه الفرصة لتوجيه الضربات المؤذية لهذا الاحتلال”.
أبو أحمد فؤاد: نستند إلى محور مقاومة قوي وفاعل سيقوم بواجبه عند الحاجة
من جهته، أوضح نائب الأمين العام لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أبو أحمد فؤاد أنَّ “العمليات الفدائية هي صورة عن إرادة الشعب المقاوم، والشباب الفلسطيني امتلك الامكانيات التي تسمح له بمجابهة الاحتلال في كلّ الأرض الفلسطينية، وهو مقتنع بأنّه ليس هناك سوى المقاومة لتوصلنا للتحرير”.
ورأى فؤاد خلال حديثه لـ”العهد” أنَّ “العمليات التي تحصل في القدس تؤكد أنَّ الشباب لديه الاستعداد لتوجيه الضربات ضد الهجمات الموجهة للقدس والمسجد الاقصى وأيضًا بجنين ونابلس والخليل، ويقدّم الشهداء جراء اعتداءات العدو اليومية”.
ولفت إلى أنَّ “تسليح المستوطنين يدلّ على أنَّ الكيان لا يستطيع حماية نفسه وحماية مستوطنيه، ويبيح لهم القيام باعتداءات وليس فقط حماية أنفسهم، والمقاومة ستحاول توجيه الضربات المناسبة لمفاصل هؤلاء المستوطنين، وهذا يتطلّب منّا جميعًا توحيد الصفوف ووحدة المقاومة”، وأشار إلى أنّ “هذه الظروف مناسبة لأن يجمع الشعب كل طاقاته وقدراته إضافة لمقاومته على قاعدة المقاومة، وليس على قاعدة “أوسلو” أو “التنسيق الأمني”، وشعبنا قادر على ذلك، ونحن نستند إلى محور مقاومة قوي وفاعل وسيقوم بواجبه عند الحاجة”.
وحول التصعيد الأخير مع كيان الاحتلال، شدَّد فؤاد على أنَّ “هناك غرفة عمليات مشتركة في غزة تشارك فيها كل فصائل المقاومة ولديها خطة عمل واستعداد عالٍ للمواجهة والقيام بواجبها عند الضرورة”، مضيفًا: “كادت تصل الأمور عند الاعتداء على مخيم جنين إلى فتح نار من غزة باتجاه الأهداف الصهيونية في عمق الكيان، ولكن جاء الرد من الأبطال في القدس الذين هزّوا كيان العدو وجعلوه يدفع ثمن جرائمه، التي لا يمكن منعه عنها إلاّ بالمقاومة المسلحة”.
وعن تصعيد العدو ضد الأسرى، بيَّن أنَّ “الحكومة الحالية ضمَّت بعض المسؤولين المتطرفين، والأسرى أحد أهدافهم إضافة للاستيطان وهدم البيوت، ولكن هناك نية لديهم لتشريع إعدام منفذي العمليات البطولية، وهذا موضوع بشكل رئيسي يؤثر على الأسرى”.
وختم نائب الأمين العام لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” قائلًا: “حاولت الحكومة الصهيونية التنكيل بالأسرى ومنع العلاج عنهم ونقلهم من سجونهم بهدف تشتيتهم، لكنها فشلت، خصوصًا بعد تجمّع الأسرى تحت راية قيادة موحدة والتي تتشكل من كل الفصائل الذين يناضلون لأجل حقوق الأسرى سواء عبر الاضرابات أو غيرها من الوسائل”.
العهد الاخباري/ يوسف جابر