الأممُ المتحدة لا تصنعُ سلاماً ولا تضمنُ حقوقاً للشعوب الرافضة للهيمنة الأمريكية


يحيى صالح الحَمامي

الأممُ المتحدة لا تصنع السلام ولا توفر الأمن في البلدان العربية والإسلامية وبالذات التي تخرج عن سيطرة قرار الهينة الأمريكية لذلك تتحول الأمم المتحدة إلى مِظلة.
الأمم المتحدة لا تضمن حتى أبسط الحقوق الإنسانية للشعوب من الغذاء والدواء ولا تضمن للإنسان حتى حق العيش والحرية في أرضه ولا الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا لذلك تحل المعاناة في الشعوب التي ترفض القرارات الأوروبية والهيمنة الأمريكية في أرضها فهذه الأمم المتحدة التي ولدت من رحم قوى الاستكبار العالمية بقيادة أمريكا ومن يدور في فلكها من الحلفاء وهذه مساعي سياسة الأمم المتحدة والتي تسخر جميع سياستها في حماية القرار الغربي وحماية المصالح الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية في شبه الجزيرة العربية.
الأمم المتحدة ليست وليدة الأمس لذلك منذُ أنشئت لم تضمن الحقوق الإنسانية للشعوب العربية، جميع المنظمات الأوروبية زائفة، حَيثُ لم تدن حتى إراقة دم طفل عربي في جزيرة العرب مثل ما حَـلّ في فلسطين من إسرائيل ولم تدن تحالف العدوان بما ارتكب من جرائم بحق الطفل والمرأة في اليمن لذلك منذُ تاريخ إنشائها فهي تصب دموعها عن المعاناة ولم تذكر ما سبب المعاناة لذلك عندما تقدم إحاطتها عن معاناة الشعوب في المحافل الدولية وعبر مؤتمراتها الصحفية فهي تشعر بالقلق من أرقام المعاناة وتطالب الدول المانحة باحتياج الرصيد المالي الكافي والذي سيوقف عزرائيل عدد الأموات ويشفي وينعش الأمراض ويبعث الأموات من تلك الشعوب، ولا تحل المعاناة بالشعوب إلا بسَببِ أمريكا، حَيثُ لم تعمل على رفع المعاناة.
لذلك تكشفت حقائقها السياسية في اليمن حَيثُ تم الاعتراض على حقوق الشعب اليمني في الهُــدنة وجعلت تسليم رواتب الشعب اليمني من المطالب المستحيلة، لم تلزم تحالف العدوان بتسليم المرتبات من عائدات النفط الخام المنهوب والذي تم النهب لما يقارب ثمانية أعوام وحرمان الشعب اليمني من صرف الراتب، هل صرف المرتبات لأبناء الشعب اليمني مستحيلة أم المستحيل في تنفيذ مواثيق الأمم المتحدة والتي يعرفها العالم لم تضمن الحقوق الإنسانية على مر الزمن، كفى عبثاً يا هنس.
ففي اليمن تعرت من العمل الإنساني أمام الشعب اليمني بما فرضه تحالف العدوان لذلك من متابعة سياستها في العمل الإنساني فهي زائفة، لقد قامت بالتفتيش على السفن الواردة إلى اليمن في ميناء جيبوتي من قبل لجنة آلية التحقّق والتفتيش “اليونيفيم”، حَيثُ تخضع جميع السفن الغذائية والنفطية للتفتيش ويتم منح جميع السفن تصاريح عبور المحملة بالطابع الإنساني من الوقود والغذاء والدواء وهي للاستهلاك العام، حَيثُ ما ينص التصريح في البند التاسع نجد الشرط الأَسَاسي على القبطان فتح قناة الاتصال “16” والتواصل بالقطع البحرية العسكرية التابعة لتحالف العدوان وطلب الأذن بالدخول إلى ميناء الحديدة، لذلك من خلال الاتصال يتم اعتراض العدوان على دخول السفن ويتم توجيهها واقتياد السفن إلى أمام سواحل جيزان واحتجازها بشكلٍ تعسفي لفتراتٍ متراوحة وقد بلغت فترة الاحتجاز لبعض السفن أثناء الحرب والحصار على اليمن لما يقارب العام الكامل ويتم دفع غرامة الاحتجاز بالمبلغ المتفاوت حسب سعر البورصة في السوق العالمية فكانت الغرامة أثناء العدوان “22500” دولار يوميًّا والآن تصل إلى “38500” دولار ويتم التسديد أسبوعياً لمالكي السفن وتكبيد أبناء الشعب اليمني الغرامات والمعاناة بالأزمة النفطية الخانقة، هل قرار تحالف العدوان أكبر من قرار الأمم المتحدة أم ماذا!؟
الأمم المتحدة عدوة السلام للإنسان وسبب المعاناة في جميع البلدان وفي اليمن خاصة من خلال ما فرضه تحالف العدوان من المعاناة الإنسانية نجد من المؤسف بما لحظناه في اليمن من إحدى مواقف الأمم المتحدة عندما قدمت مساعدة للشعب اليمني أثناء الحصار بالسفينة “مليحة” والتي تحمل على متنها خمسة آلاف طن من مادة الديزل بينما سفن أبناء الشعب اليمني محتجزة والتي وصلت في إحدى المرات إلى “14” سفينة وتصل حمولتهن أكثر من “300000” طن هل الأمم المتحدة تقدم المساعدات للشعوب أم تساعد الجلاد على تبريك الضحية، ما لكم كيف تحكمون!!

الأمم المتحدة لا تصنع السلام في اليمن لذلك فهي من اعترضت على تسليم الحقوق الإنسانية للشعب اليمني، الأمم المتحدة من تمهد للغرب وهي من تساعد أمريكا وحلفائها على احتلال الشعوب لذلك سوف نذكر إحدى مشاريعها الإنسانية في اليمن حَيثُ تقدمت على تنفيذ مشروع المطار في الجزيرة اليمنية سقطرى، حَيثُ عملت على مشروع مطار واسع القدرة على الاستيعاب، حَيثُ يستقبل أكبر الطائرات العملاقة التي تحمل على متنها النقل الجوي الثقيل من العتاد العسكري، ألم يكن الأولى في بناء مشروعها الإنساني أن يكون في مطار العاصمة صنعاء أم تجهيزات عسكرية في صالح قوى الاستكبار العالمي لاحتلالها عبر الجو!، كفى كذباً  باسم خدمة الإنسان اليمني.
لذلك تواجد الأمم المتحدة في البلدان العربية هي الفقر وهي المعاناة بذاتها لا تصنع السلام ولا تضمن الحقوق الإنسانية، هل قوانين الدين الإسلامي غير عادلة وهل الدول الأوروبية من تعم هذه الأرض بالعدل والأمن والسلام لا وألف لا; لكن من خلال انبطاح العملاء أمامها واستسلامها لسياستها العبثية مما تسلطت على قيادة الشعوب العربية لذلك الله سبحانه وتعالى هو العدل بذاته ولا يظلم ربك أحداً، لقد ذكر الله أخلاق اليهود والنصارى وتعاملهم مع المسلمين في سورة البقرة، قال الله تعالى: “مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَٰبِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِه مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ”.
هل سيحل السلام في اليمن والأمم المتحدة مرتكزة في اليمن على أقدامها لا وألف لا ومن المستحيل ذلك ولن يوقف العدوان والحرب والمعاناة في اليمن إلا من مكان إعلانه من اللحظة الأولى وهو من أمريكا أم الإرهاب والخراب والدمار والمعاناة في جميع البلدان العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا