التنازع والفشل والعصيان داخل الفئة التي تحمل الرسالة تعريض للرسول والرسالة والأمة كلها للخطر

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

في العام الثالث الهجري خرج المشركون من مكة متجهين إلى المدينة، يريدون أن ينتقموا من المسلمين لِمَا حصل لهم في بدر، ولجرأتهم الشديدة – وكان العرب زمان، العرب زمان، سواء المشرك والمسلم، كان ما يزال فيهم إباء، وفيهم نجدة، وفيهم حمية – هجموا على المدينة، وحصل تداول للرأي بين رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وبين المسلمين.

يقال: كان رأي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو: أن يبقوا في المدينة، ويقاتلوهم في المدينة، ورأي آخرين، وكانوا – كما يشير بعض الكتاب – شبابًا، عندهم طموح، قالوا: نخرج نلقاهم. رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يقال كان رأيه البقاء في المدينة، لكن في الأخير عندما رأى أن الأكثرية من الناس المقاتلين لديهم رغبة في الخروج، يلقونهم خارج المدينة دخل ولبس لباس الحرب التي يسمونها: لامة الحرب.

ولما خرج من منزله لمسوا في وجهه أنه ربما ما كان رأيه الخروج، فحاولوا إذا كان بالإمكان أن يعدل عن رأيه، قال: لا ينبغي لنبي إن لبس لامة حربه أن يرجع حتى يخرج فيقاتل أو يفتح الله بينه وبين عدوه، بعبارة تشبه هذه، ثم خرج.

يقال أيضًا: بأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان قد رأى رؤيا، أو رأى شخصا آخر هي: أن هناك بقر تذبح، وكانت هذه الرؤيا تزعجه، خرج، توكل على الله، وخرجوا، والمسافة قريبة.

كان من أهم الأشياء التي ربُّيَ عليها المسلمون في القرآن الكريم، وعلى يد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في تربيته للمسلمين هي: السمع والطاعة، الطاعة بمعنى الكلمة، والقرآن أكد على هذه، طاعة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في كل الميادين، وإلى الآن، إلى الآن التفريط في طاعة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ما تزال آثارها نعاني منها إلى الآن.

في بداية المعركة بعد أن واجهوا المشركين، وبعد أن عبأ رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) المسلمين وضع مجموعة – كما يقال – من الرماة فوق الجبل هذا، هذا إذا ما يزال هذا الجبل على أصله؛ لأن الدكاكات قد أخذت منه، قد أخذوا من الجبل، قال اقعدوا في هذا المكان سواء انتصرنا أو قتلنا أو.. لا تبرحوا أماكنكم.

في بداية المعركة – كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم -: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} (آل عمران: من الآية152) في البداية كما قال: {تَحُسُّونَهُمْ} أي قتل بسهولة، يمسحون رؤوس الكافرين، حصل التنازع، حصل الفشل، حصل عصيان، وهذه هي التي تضرب المسلمين، تضرب المسلمين ضربة رهيبة، التنازع والفشل، لا مبرر لأي شخص أن يدلي برأي، أو أن يقول شيئًا مع وجود رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ أولًا: كان النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) رسول من عند الله، أيضًا كان شخصًا كاملًا في ذكائه، في فهمه، شخص يعرف المجتمع العربي، ويعرف آلة الحرب عند العرب، ويعرف كل الأشياء في المجتمع العربي، ويعرف أيضًا تكتيكات المعارك، والقتال، لكن أحيانًا تظهر الآراء: تنازع، وفشل، ومتى ما حصل تنازع وفشل داخل فئة تحمل رسالة، تحمل مهمة كبيرة جدًا. هم كانوا أنصار رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، إذا ما حصل الخلل في جانبهم قد يُعرِّضون الرسول، ويعرضون الرسالة كلها، ثم يعرضون البشرية كلها للخسران، عندما حصل التنازع يقال بأنه حصل ممن كانوا رماة في الجبل، بعد أن رأوا المسلمين في المعركة الغلبة لهم، ورأوا المشركين انهزموا قالوا: ننزل، انتهت المعركة، ننزل غنائم، نجمع غنائم، وانتهت المعركة!

رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان قد أكد عليهم بأن لا يبرحوا أماكنهم أبدًا، كأنه حصل فيما بينهم، المجموعة الذين كانوا في [الثغرة] حصل فيما بينهم أخذ ورد، منهم من صمم على البقاء، ومنهم من نزل، الذين نزلوا بالطبع الآخرين يشاهدونهم، الآخرون من المقاتلين، هم يشاهدونهم، كان المفروض أن يقولوا: لا تبرحوا أماكنكم كما أمركم رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، لكن عصوا، والمعصية هذه لما سكت الآخرون كان كأنه موقف للكلّ، وتنازُع وفشل حصل من داخل، ماذا حصل فيما بعد؟

حصل فيما أعتقد أنا – والله أعلم – أن الله هيأ؛ لأنهم ارتكبوا خطيئة كبيرة، بغض النظر عن كونها خطيئة، ومن ورائها جهنم أو ما من ورائها جهنم، خطيئة في واقع العمل الرسالي، واقع الرسالة، هؤلاء هم يحملون رسالة للبشرية كلها، إذا لم يكونوا هم ملتزمين بالطاعة المطلقة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فمعنى هذا بداية الفشل في أول الطريق، وهذا تعريض للرسالة، وللرسول وللأمة كلها للخطورة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

دروس من عزوة أحد

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: ذو الحجة 1422هـ

جبل الرماة -المدينة المنورة

قد يعجبك ايضا