تقبُّلُ الآخر.. “بهذا الوجه أَو بالثاني”
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي عبدالرحمن الموشكي
المَثَلُ اليمني الشهير: “بهذا الوجه أَو بالوجه الثاني“.. أبرزُ تصوُّرٍ بدا لي حينما اطلعتُ على خبرٍ، مفادُهُ “عودةُ العلاقات السعوديّة الإيرانية”.. لم يعُدْ هنالك من خيارٍ أمام حُكَّامِ السعودية، إلَّا تقبُّلُ الآخر؛ فما حصل منهم خلالَ عَقدَينِ من مكايدات وشراء ولاءات و ذمم، لم يُجدِ.
الغريبُ في العلاقات الإيرانية السعوديّة، أن الصراع كان محتدمًا وكبيرًا وذا طابع طائفي بغيض، وشكوكُهم تجاه أية حركة إسلامية تواجِهُ الهيمنة الأمريكي بأنها ضمن دائرة التمدُّد الإيراني، كما حصل طيلة 23 سنة من تحَرّك المشروع القرآني بقيادة الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، وإلى اليوم واليمن تُجلَدُ وتُقتَلُ وتحاصَر.
تلك هي أبجدياتُ السياسة؛ فكما يُعرَفُ اليهودُ بدهائهم السياسي وحبهم للأطماع وجمع المال وكسب الولاءات وشراء الذمم، ينهجُ بنو سعود نهجَهم ويحذو حذوهم.
تظُنُّ السعوديةُ أنها ستسلم بمسارعتها –خفية الأهداف، إن كانت غيرَ جدية- لطي الخلافات وبدء صفحات من السياسة الانفتاحية تجاه الدول التي أضرمتها حروبًا ضروسًا ومجازرَ بشرية شنيعة، لكن، نقول لحُكَّامها: لستم الهدفَ؛ فافهموا وكفُّوا عنا شركم، إن هدفَنا تحريرُ بيت الله وتحرير بيت المقدس من دنس اليهود وأولياء اليهود ومن يعمل في فلكهم.
لقد شاركتم في كُـلّ انحطاطٍ وصلت إليه الأُمَّــة، وتقاسمتم مع اليهود والأمريكيين الوزرَ، وكنتم يدَهم الطولى التي قتلت ودمّـرت وسفكت وارتكبت أبشع المجازر، وأشعلتم الفتنَ، ونيرانُها لا زالت تتَّقِدُ في كُـلّ منبر وجبهة وطائفة.
هل من مراجَعةٍ حقيقية؟.. إلى هنا وكفى، لعلَّكم تعقلون.