فلسفةُ النصر في 8 أعوام.. على ضوء الواقع وبيان “سريع”

‏موقع أنصار الله ||مقالات ||عبد القوي السباعي

 

من المعلوم أن فلسفةَ الحرب لا تختلفُ تماماً عن فلسفة النصر؛ فكلتاهما انعكاسٌ للثمرة التي حصدتها هذه الحرب.

ولمن يسأل بعد ثمانية أعوام من الصمود اليماني الأُسطوري عن نتائج المعركة؛ عليه أن يعود إلى أيامها الأولى؛ فيطّلع على “أهداف العدوان – حجم العدوان – قدرات العدوان – إمْكَانيات العدوان”، هكذا يقول الواقع وهكذا قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية الفتية، العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحفي “حصاد ثمانية أعوام من الصمود والمواجهة مع العدوان”.

المتأمل المنصف يرى أن لا وجه للمقارنة بين ما حقّقه تحالف العدوان على الأرض خلال الثَّمَانِي سَنَـوَاتٍ، وما يمكن أن نسمِّيه بالفعل انتصاراً يمانياً، من خلال المعطيات التي ترجمتها تلك العناوين المتمثلة بـ”الأهداف – الحجم – القدرات – الإمْكَانيات”؛ لأَنَّ في السنن الإلهية لا مجال للنظريات والقواعد والاستراتيجيات التنظيرية؛ فحين راهن تحالف العدوان ومرتزِقته على الدعم الأمريكي الغربي، وراهن اليمنيون على الله سبحانه وتعالى وتأييده ونصره، أثبتت اليمن أن هزيمة الأعداء لا تحتاج إلى الكثير من العديد والعتاد والسلاح والدعم، بل جُل ما تحتاجه هو الإيمان بعدالة القضية وبموعود النصر والإرادَة والقرار، ومن ثم يأتي النصر، حتى وإن تأخرت مفاعيله، إلا أنهُ سيتحقّق في نهاية المطاف.

وللنصر فلسفة عجيبة في ذهنية ونفسية الشعوب، على اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم، قد تكون واضحة عند هذا الشعب ومبهمة عند ذاك؛ إذ لا يمكن للباحث أن يدرس ويبحث في علاقة النصر كمصطلح بهذا الشعب أَو بتلك الأُمَّــة، دون معرفة ماهيته كهدفٍ وغاية، وكمفهومٍ وظاهرة، أَو على اعتبار أنهُ يمثل حالة جوهرية إنسانية وجودية لا يمكن لأمةٍ من الأمم الاستغناء عنها في حياتها أَو العيش بدونها، بل ويتهدّد مصيرها وينتهي وجودها إن هي فقدت لذة النصر.

النصر في مدلوله العام هو: أجمل وأسمى وأعظم الإنجازات البشرية التي يمكن للفرد أَو لمجموعةٍ من الأفراد أَو المجتمع ككل، أن يعمل ويجاهد ويكافح ويناضل؛ مِن أجل بلوغه وفي سبيل تحقيقه.

ويبقى الاحتفاءُ بالنصر سُنَّةً إلهية في بني البشر دون استثناء، يتعاظم ويتسع وفق دوائر الاهتمام والإطار المحيط الذي تشكلت فيه ثمرة هذا النصر، كُلٌّ بحسب موقعه في ميدان الصراع.

لكن في اليمن -واليمن وحدها- يأخذ النصر أبعاداً مختلفة تماماً عما هو سائد عالميًّا؛ كون الأمر يتعدى مفهوم النصر كظاهرةٍ وحالة؛ إذ يعتبر النصر فيها ظاهرة لازمة وحالة شعورية متجذرة في العقلية والذهنية اليمنية منذ الأزل، يمكن أن تكون قد جاءت كمورثٍ حضاري خالد، حمل في طياته من الأبعاد والمدلولات التاريخية ما تعجزُ الأقلامُ على تسطيرِه؛ لذلك فانتصار اليمن واليمنيين على تحالف العدوان هو انتصار لكل أحرار العالم.

قد يعجبك ايضا