تنبه.. قد تكون متولياً لأمريكا وإسرائيل!
عندما يتخذهم الإنسان أولياء: إما بأن تنسق مع الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وإما أن تكون مع من يواليه، قد لا يحتاج الأمر لتحسب معه، وتحسب في صفهم، وتحسب في موقفهم، قد لا يستدعي ذلك أن تكون على تنسيق مباشر مع الإسرائيلي، لكن عندما تنسق أنت مع من ينسق مع الإسرائيلي، أنت تنسق مع السعودي، وهو ينسق مع الإسرائيلي،
أنت تنسق مع الإماراتي، وهو ينسق مع الإسرائيلي، أنت مع طرف، هذا الطرف هو بنفسه متحالف مع أمريكا؛ في هذه الحالة أنت دخلت في صفهم، أنت دخلت في معيتهم، أنت صرت من جملتهم أنت أصبحت داخلاً في هذه القاعدة القرآنية التي تقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، فأصبحت بذلك شريكاً لهم في ظلمهم، وظلمهم كبير، وظلمهم عظيم، ظلمهم عالمي، ظلمهم سحقوا فيه شعوباً بأكملها، ظلمهم يشمل الواقع البشري في كثيرٍ من أنحاء الأرض، في كل مجالات الحياة هم يظلمون الناس ظلماً عاماً وشاملاً، يظلمون الناس اقتصادياً، يظلمون الناس عسكرياً، وأمنياً، وسياسياً، وثقافياً… ظلمهم شامل في كل مناحي الحياة
قد يكون الإنسان في مجتمعٍ من المجتمعات الإسلامية يعتبر نفسه أنه خفيف الظهر، لم يقتل في حياته أي أحد، ولم يباشر في حياته لارتكاب جرائم معينة في حق المجتمع مثلاً، لكنه لا يدري أنه بولائه لأولئك، بدخوله ضمن هذا الاتجاه: اتجاه الولاء لأمريكا، الولاء لإسرائيل، اتخاذ اليهود والنصارى أولياء بشكل مباشر، أو الدخول مع من يواليهم،
أنه أصبح ثقيل الوزر، فظيع الذنب، عظيم الحمل والوزر والذنب، وأنه أصبح من جملة أولئك الذين هم أظلم عباد الله، ويتحملون أوزاراً رهيبةً جدًّا، وستكون حسرة هذا النوع من الناس يوم القيامة حسرةً رهيبة؛ لأنه يتوقع أنه سيأتي يوم القيامة ويقول: [أنا لم أقتل في حياتي أحداً]، فإذا هو شريك في جرائم اليهود، في جرائم الإسرائيليين، لماذا صار شريكاً معهم في جرائمهم؟ لأنه أيدهم، كيف أيدهم؟ إما أيدهم بشكلٍ مباشر،
أو كان مع من يؤيدهم، وقف في صفه، ناصره، ووقف ضد من يعترض عليه، فهذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا، ولأن معايير الناس لم تعد قرآنية؛ صارت تصنيفاتهم للأمور تصنيفات ضعيفة، وغير موفقة إلى حدٍ كبير، أكثر الناس هم على هذا النحو: لا يدرك مثلاً أن هناك بعض الأمور التي هي خطيرة جدًّا، ويستبسطها للغاية، قد يعتبرها من أبسط الأمور، من أسهل الأشياء، قد لا يعتبرها من الذنوب أصلاً، والذي يحدد لنا ما هي الذنوب هو الله، وهذا قرآنه، هذه آياته، هذه كلماته، عندما يقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، ويختمها بقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فهذا من أكبر الظلم.
يجب على الناس أن يحذروا من كل أشكال التأييد لأمريكا وإسرائيل، ومن كل أشكال التأييد لمن يوالي أمريكا وإسرائيل، هذه حالة خطرة جدًّا، عندما تؤيد بالموقف، عندما تؤيد بالكلام، عندما تؤيد بالقتال، عندما تؤيد بالمال، عندما تؤيد بأي شكلٍ من أشكال التأييد أمريكا أو إسرائيل، أو من يوالي أمريكا وإسرائيل؛ فأنت تدخل بلا شك ضمن هذا الوعيد الإلهي، وأنت دخلت تحت هذا التصنيف الذي هو تصنيفٌ من الله -سبحانه وتعالى-، وهو أصدق القائلين، هو -جلَّ شأنه- الذي قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ وحينها تصبح شريكاً لهم في ظلمهم، ظلم رهيب، ظلم لشعوب، ظلم لأمم، ظلم شامل في كل مجالات ومناحي الحياة، ظلم خطير جدًّا، وستورط نفسك هذه الورطة الرهيبة جدًّا؛ فتكون من الظالمين والعياذ بالله.
الله أكبر
المــــوت لأمـــريكا
المــوت لإســـرائيل
اللعــنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
المحاضرة الرمضانية الخامسة عشر 1441هـ