انطلاق فعاليات الذكرى الـ 47 على “يوم الأرض”.. مقاومةٌ حتى التحرير
موقع أنصار الله – متابعات – 8 رمضان 1444هـ
يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم الخميس، الذكرى 47 لـ”يوم الأرض” الفلسطيني، بفعاليات ونشاطات محلية منها زيارة أضرحة الشهداء، ومسيرة مركزية تحت العلم الفلسطيني في مدينة سخنين في الجليل.
وانطلقت صباح اليوم، مراسم إحياء ذكرى “يوم الأرض”، من خلال زيارة محلية لوفد عن بلدية سخنين واللجنة الشعبية والحركات السياسية لبيوت عائلات شهداء “يوم الأرض”.
وتتواصل الفعاليات المحلية في سخنين، بزيارة أضرحة شهداء “يوم الأرض”، الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد خضر خلايلة والشهيد رجا أبو ريا في سخنين، ومن ثم الانتقال لزيارة ضريح الشهيد خير ياسين في عرابة.
وتستقبل سخنين الوفود من عرابة ودير حنا ومن البلدات العربية لوضع الأكاليل على النصب التذكاري لـ”يوم الأرض”، ومن ثم التوجه لعرابة لوضع الأكاليل على ضريح الشهيد خير ياسين.
وأحيت مدينة الطيبة، صباح يوم الخميس، ذكرى “يوم الأرض” بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهيد رأفت علي الزهيري وهو من سكان مخيم نور شمس، حيث استشهد في يوم الأرض الأول في الطيبة.
وتلى إكليل الزهور وقفة دقيقة حداد على أرواح شهداء يوم الارض تمجيدًا وتخليدًا لذكراهم، لهم، وجرت المراسم بمشاركة اللجنة الشعبية والقوى الوطنية في مدينة الطيبة ولجنة المتابعة.
ويقع النصب التذكاري للشهيد رأفت علي الزهيري من مخيم نور شمس قضاء طولكرم، في الحارة القديمة في مدينة الطيبة، حيث استشهد.
وشهدت الحارة القديمة في يوم 30 آذار/مارس 1976، مواجهات عنيفة مع قوات الامن الإسرائيلية، بعد إقدام سلطات الاحتلال على الاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من آذار.
وأصبحت المناسبة عيدًا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، إذ استُشهد في تلك الهبة 6 مواطنين وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.
وجاء يوم الأرض بعد هبة الجماهير الفلسطينية في أراضي الـ48 عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”.
وتنطلق مسيرة مركزية الساعة الثالثة من شارع الشهداء لتجوب شوارع البلدة في سخنين وتصل للنصب التذكاري ليوم الأرض الخالد، وتنتهي بكلمات قصيرة حول المناسبة والأوضاع التي تمر بها الجماهير العربية في البلاد.
ودعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية إحياء الذكرى الـ 47 لـ”يوم الأرض” الخالد، من خلال المشاركة الشعبية الواسعة في مسيرة “يوم الأرض” المركزية، تحت العلم الفلسطيني في سخنين، والمشاركة في المسيرات والنشاطات المحلية، لتأكيد التمسك بالأرض والوطن والبقاء.
كما دعت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد إلى أوسع مشاركة جماهيرية وشعبية في فعاليات ونشاطات إحياء الذكرى السنوية لـ”يوم الأرض” الخالد.
الفصائل الفلسطينية
عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” الدكتور وليد القططي أكد أنَّ ذكرى “يوم الأرض” الـ47 يحيها الشعب الفلسطيني اليوم وهو أكثر إصرارًا على العودة إليها “الأرض الفلسطيني”، مهما طالت المعركة وكبرت التضحيات.
وقال القططي إن “الأرض الفلسطينية هي هدف المشروع الصهيوني وكيانه وجوهر الصراع معه، ودحر الاحتلال منها يكون باستمرار مقاومته لتحريرها والعودة إليها مهما طالت المعركة وكبرت التضحيات”، مشددًا على أنَّ حركته ستبقى في طليعة الشعب والمقاومة في الدفاع عن الأرض والجهاد لتحريرها.
وأضاف: “ذكرى “يوم الأرض” تأتي اليوم، لتؤكد لنا أن التمسك بالأرض وحق تحريرها والعودة إليها مهما طال الزمن، يكون بعدم التنازل عن أي شبر من الأرض الفلسطينية وبتعليم الأجيال المتعاقبة حب الأرض والاستعداد للتضحية من أجل تحريرها من دنس المحتل الغاصب”.
ولفت القيادي في “الجهاد” إلى أنَّ العدو الصهيوني المغتصب للأرض الفلسطينية وجوده فيها مؤقت وغير شرعي، وأن العدو الصهيوني لا خيار له إلا ترك الأرض الفلسطينية والرحيل عنها إلى البلاد التي قدم منها أو أن يدفن فيها ويقبر منها وفي كل الحالتين مصيره إلى زوال.
وأشار القططي إلى أنَّ المطلوب فلسطينيًا وفصائليًا في ذكري “يوم الأرض” هو الوحدة الوطنية على أساس نهج الصمود والمقاومة والعودة إلى المشروع الوطني الفلسطيني الأول مشروع تحرير كل فلسطين والعودة إلى الأرض الفلسطينية والاستقلال الوطني فوق التراب الفلسطينية وصياغة برنامج وطني مقاوم يضم الكل الفلسطيني حتى التحرير والعودة”.
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، أحمد المدلل، إن “يوم الأرض” هو يوم التحدي والصمود الفلسطيني الذي عُمّد بالدم، تعيشه الذاكرة الفلسطينية المكتظة بالذكريات، ويؤكد الفلسطيني من خلاله تشبثه بأرضه واستمراره في النضال والمقاومة حتى كنس الاحتلال والتحرير.
وأكَّد المدلل أنَّ المعركة مع العدو مستمرة، يتوحد فيها دم الشعب الفلسطيني الذي لم تنكسر إرادته، رغم التضحيات الكبيرة التي لا يزال يقدمها، حيث لم يستطع الاحتلال كي الوعي الفلسطيني، موضحًا أن جرائم الاحتلال زادت الفلسطينيين تمسكًا وتجذرًا بأرضهم.
وأضاف: “في ذكرى “يوم الأرض” تتصاعد جرائم الحكومة الفاشية ضد أبناء شعبنا ويصبون غضبهم على جنين ونابلس وحوارة، لكنهم لن يستطيعوا كسر إرادة المقاومة التي أربكت حساباتهم في الضفة الغربية، ولن يستطيع الاحتلال حماية مستوطنيه مهما امتلك من أدوات القهر والقتل ضد أبناء شعبنا”.
وشدد المدلل على ضرورة وضع استراتيجية فلسطينية موحدة لدعم المقاومة والانحياز لخيار الشعب الفلسطيني.
من جانبها، أكدت حركة “حماس”، “تمسّكها بخيار الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة، سبيلًا وحيدًا لانتزاع حقوقنا واسترداد أرضنا وتحرير مقدساتنا”.
وقالت الحركة في بيان صحفي بمناسبة ذكرى “يوم الأرض” الـ47 : “لن نفرّط أو نتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية، وسيظل شعبنا الفلسطيني متمسكاً بأرضه من النهر إلى البحر، ولن تُفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغوّل الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ”.
وأضافت أن “مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك درّة تاج أرضنا التاريخية المباركة، لن تكون للاحتلال أيّ سيادة أو شرعية على جزء منها، فهي فلسطينية كانت وستبقى، وسنحميهما وندافع عنهما بكل الوسائل، ومهما كانت التضحيات”.
وشددت الحركة على أنَّ “حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، حيث مدنهم وقراهم التي هجّروا منها قسرًا بفعل الاحتلال والإرهاب الصهيوني، حق وواجب، فردي وجماعي، لا يملك أحد التنازل عنه أو التفريط فيه، ونجدّد رفضنا القاطع لكل مشاريع التوطين والوطن البديل”.
وأشادت بـ”ملاحم البطولة والصمود والثبات التي صنعها ويصنعها رجال مقاومتنا الباسلة وأهلنا في قطاع غزّة، والثائرون والمرابطون في عموم الضفة الغربية، وفي بيت المقدس وأكنافه، والصَّامدون الثابتون في الداخل المحتل، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وندعوهم إلى مزيد من التلاحم والترابط وتعزيز كل أشكال المقاومة في هذا الشهر الفضيل، حماية لثوابتنا وهُويتنا، ودفاعاً عن أرضنا وانتصاراً لقدسنا وأقصانا وأسرانا”.
وجددت “حماس” دعوتها لـ”أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التضامن مع قضية شعبنا العادلة ونضاله المشروع، في مواجهة أخطر وأطول احتلال إحلالي مستمر في العالم، والعمل بكل الوسائل وعلى الأصعدة كافة على عزل هذا الكيان العنصري الفاشي، وتجريمه ومحاكمة قادته، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال وإنفاذ حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال”.
من ناحيته، قال مسؤول الإعلام في “لجان المقاومة” في فلسطين محمد البريم “أبو مجاهد”: “إن ذكرى “يوم الأرض” الخالد علامة فارقة في ملحمة الجهاد والمقاومة الفلسطينية وتأكيد على مكانة الأرض في الوعي والذاكرة الفلسطينية الأصيلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده”.
ودعاء البريم بمناسبة ذكرى “يوم الأرض”، لأن “تكون ذكرى يوم الأرض الخالد محطة لتجديد الإجماع الفلسطيني على ثوابته الوطنية الراسخة، واستلهام معاني الوحدة من دماء الشهداء الذين قالوا كلمتهم في جنين ونابلس وحوارة وعقبة جبر وطولكرم والخليل ونعلين وسلفيت وكافة ساحات مقاومة شعبنا ونضاله الذي لن يتوقف إلا باستعادة كل شبر من أرضنا المسلوبة”.
وأكَّد أنَّ “انتزاع حقوقنا الوطنية في العودة والتحرير يتطلب استراتيجية وطنية شاملة وموحدة ترتكز على التمسك بالمقاومة بكافة أشكالها ورفض طريق المساومة وكافة المخططات والمؤامرات التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا”.
وأضاف: “ستظل مدينة القدس درة تاج قضيتنا ومحور الصراع مع العدو الصهيوني ورسالتنا للمحتل الصهيوني الغاصب أن الأسرى والمسرى خطان أحمران لا نقبل إطلاقًا أن يكون هناك أي عدوان عليهما مهما كان الثمن “.
وتوجه البريم بتحية “فخر واعتزاز لشهداء يوم الأرض الخالد ولكافة شهداء شعبنا الفلسطيني المقاوم ولجماهيرنا الصابرة في كل مكان وفي كافة ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني المجرم”.