وللأسرى حكاياتٌ وبطولات
موقع أنصار الله ||مقالات || عبدالمنان السنبلي
وقع في قبضتهم أسيراً؛ فقاموا على الفور ينصبون له محاكمة مستعجلة مصورة، وأين؟ في أرض قاحلة!
– سألوه:
احنا مين؟
– أجابهم بعزةٍ وشموخ لا نظير لها:
أنتم مرتزِقة.. جايين من بلادكم؛ مِن أجل المال.
– عادوا وسألوه مرةً أُخرى حين رأوه حافي القدمين،
وين نعليك؟
– فأجابهم بذات العزة والشموخ أيضاً:
طبيعتنا ما نلبس نعال..
تدرون ليش؟
لأن هذي أرض وبلاد طاهرة…
هذا، في الحقيقة، كان خلاصة مشهد مصور ومحاكمة مستعجلة ظهر فيها مقاتل يمني وقع في الأسر، وقد أحاطه مجموعة من المرتزِقة السودانيين المدججين بالأسلحة في منطقة نائيةٍ وقاحلة كما هو ظاهرٌ في الفيديو الذي وثقوه بأنفسهم، ظهر فيها وهو رابط الجأش وغير مستكين!
أرادوا محاكمته، فحاكمهم هو..!
حاكمهم بشجاعته وثباته وصلابة موقفه!
أرادوا إهانته، فأهانهم هو..!
أهانهم وجعل منهم (مسخرة).. وجالبي عار!
وهل يجلب العار لأهله ووطنه وأمته إلا كُـلّ مرتزِق وخائنٍ وعميل؟!
في الحقيقة لقد ضرب هذا الأسير اليمني أرقى وأروع الأمثلة في الثبات والبطولة والرجولة والشجاعة ورباطة الجأش لدرجة أن من يراه في ذلك المشهد البطولي لا يسعه إلا أن يقول:
هيهات لمثل هكذا رجال أن ينهزموا!
هيهات لمثل هكذا أبطال أن يُذَّلوا أَو ينكسروا!
وكذلك كان كُـلّ أسرانا جميعاً، لم يَذِّلوا أَو ينكسروا أَو يستكينوا أَو يخنعوا أَو يتبدلوا أَو يتراجعوا عن موقفهم قيد أنملة…
فالحمد لله على سلامتهم جميعاً، الحمد لله.. على وصولهم وعودتهم إلى صنعاء الطاهرة والمباركة التي أبت أرضها، حين رأتهم، إلا أن تقبل هي جباههم وتلثم أقدامهم جزاءً بما قدموه من حياتهم وأعمارهم في سبيل عزة ورفعة هذا الوطن.
الحمد لله على سلامة هؤلاء الأبطال، ولا نامت أعين الجبناء.